علامات قبول العبادة
أولاً : لا ينجح الفرد في عمله ما لم يكن مقتنعاً به ومندمجاً فيه كما في الصناعات اليدوية أو كتابة الشعر أو أيّ عمل آخر .
فكذلك العبادة إن لم يندمج فيها وتسامى في جسده وروحه فيصعب القول بقبولها بالمعنى الأخلاقي والباطني .
ثانياً : إنّ أيّ عمل يبتدئ به الفرد ، فإنه وإن أراد إنجازه لكن لا يعني أنه سيرغب بالفراغ منه سريعاً ومن دون إتقان .
فكما قيل : السرعة والإتقان لا يجتمعان ولو غالباً .
فكذلك العبادة التي يبتدئ بها الفرد كالصلاة فإنه لا يريد اجتيازها سريعاً إلّا بعد ارتوائه منها .
ثالثاً : إنّ المتقن لعمله والمخلص له غالباً ما يكون مفرغاً كل جوارحه له ولا يشغله عنه شاغل ، بل لو إنه التفت الى غيره لم يتقنه كالذي يعمل بعمل ما وباله مشغول بأمور أخرى فلن تكون نتيجة عمله موفقة .
فكذلك العبادة ، كما في الصوم ، فإنّ الفرد إذا شغل نفسه عنه بأمور الدنيا أو الصلاة التي يقيمها البعض وهو مشغول الذهن في أمور دنياه لن تكون مقبولة دقياً ولو أجزأت شرعاً .
فاعلم أيها المؤمن : إنك إن دخلت الصلاة وكبّرت تكبيرة إحرامها وأنت مندمج بها بكل مشاعرك ولم ترغب بتجاوزها سريعاً ولم تلتفت الى مشاكلك ومشاغلك عنها فإنها ستكون صلاة مقبولة ومجزية .
فأقم عباداتك بتروٍّ ومحبة وخشوع .. ولا تكُ في أمورك الدنيوية متأنياً وفي عباداتك متسرعاً ، فإنك أثناء العبادة بين يدي الله تعالى وفي أعمالك الدنيوية غير القربوية بين يدي نفسك الأمارة بالسوء إلّا إن جعلت كل أعمالك قربة له جلّ وعلا.
والله ولي التوفيق .
عبد الله
مقتدى الصدر