انتشر في الآونة الاخيرة قيام بعض السواق بارتكاب جريمة قتل الفرد الذي يتم دهسة بحجة واهية سولتها لهم النفس الامارة بالسوء مفادها :
ا. ان الفرد المدهوس الذي لم يتوفى مباشرة بعد الدهس سوف تكون عواقبه مؤذية للسائق وعشيرته حيث يتم حجز السائق بالسجن لفترة اطول مما لو مات المدهوس...
ب. ان عشيرة المدهوس سوف ترتب على السائق وعشيرته مصرف عال مادام الفرد المدهوس بالمستشفى واحيانا يطلبون العلاج بمستشفى خاص عالي الكلفة خصوصا اذا اكان المدهوس متأذي من الحادثة وبالعموم تصبح الكلفة على السائق وعشيرته عالية بالمقارنة مع فصل الميت حسب زعمهم...
ج. يتم حسم (قانونا وعشائريا) قضية الميت دهسا اسرع بالمقارنة مع المدهوس الناجي من الحادثة ...
ولا اريد الخوض بهذه الحجج فحسبنا والله ونعم الوكيل ، ونستجير بالله من النفس الامارة ومزالق ابليس اللعين، وبالمختصر المفيد ليعلم هؤلاء الذين يفكرون بهذه الجريمة البشعة :
ان السائق في هذه الحالة سوف يتحول من مرتكب حادث غير متعمد فيه وقد منَّ الله عليه بنجاة المدهوس مهما كانت حالته الى مجرم قاتل لنفس بريئة بالقصد والعمد، فكيف يا ترى سوف يواجه الله تعالى القائل:
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) سورة النساء
وقوله تعالى:
مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32) سورة المائدة