|
اوجه الشبه بين الامام الحسن (عليه السلام ) وجده المصطفى (عليه السلام )
اوجه الشبه بين الامام الحسن (عليه السلام ) وجده المصطفى (عليه السلام ).
1- المشابهة في الدم , بل ان دم الحسن عليه السلام هو من دم الرسول ,لأنه ولد من دم الزهراء عليها السلام التي هي نبعة الصلب النبوي الشريف , وقد روي عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : ( كل بني أنثى ينتمون الى عصبتهم إلا ولد فاطمة , فأنا وليهم , وأنا عصبتهم , وأنا أبوهم ).
2- المشابهة في المنهج والعقيدة وطبيعة الألتزام , فعقيدة الأمام الحسن عليه السلام هي عقيدة جده , وهو عليها في مستوى المتابعة والتقيد إلى حد العصمة , فالحسن عليه السلام معصوم كجده في تطبيقه للشريعة , والعمل باحكامها , وابلاغها , بلا ادنى درجة من درجات التخلف أو عدم الأنصياع .
3- دور الريادة للأمة على خط الأسلام , فأن الإمام الحسن عليه السلام بتعيين الرسول حسب أمر ربه هو عضو في تشكيل العترة الطاهرة التي تركها النبي من بعده احد الثقلين المستخلفين من قبله لقيادة الامة وهدايتها : ( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ).
4- المعاناة والمكابدة من اجل الرسالة , وخوض المعارك في ميدان الصراع دفاعا عنها ضد اعدائها , فكما خاض النبي الحروب من اجلها كان حفيد الامام الحسن يخوضها مع ابيه الامام علي عليه السلام في الجمل وصفين ونهروان , ضد الناكثين ( أصحاب الجمل ) , والقاسطين ( اهل الشام ) , والمارقين ( الخوارج ) .
5- الابتلاء بشر الشجرة الملعونة في القرآن (شجرة بني أمية ) , حيث أن الرسول كابد الأذى واللوعة من عناد الشرك الذي كان يقوده ابو سفيان , وقد ذاق كأس الحنظل من مكائد هذا الخط وجرائمه التي كان انكاها في معركة أحد التي خسر فيها النبي عمه بطل الاسلام حمزة مع صفوة المجاهدين , واعتصر قلبه مشهد التمثيل بجسد عمه بابشع صوره . وقد كابد الامام الحسن عليه السلام المعاناة الفظيعة مع هذه الشجره بواسطة ابن قائد الشرك (معاويه )الذي خرج على امام زمانه وخليفة المسلمين الامام علي (عليه السلام ), لينتقم لراية باطله المندحرة من جندي الرسالة ,وقائد الأنتصارات الأسلامية ومحطم رؤوس الشرك في كل مواقع صراع الرسول والرسالة ضد أتباع الوثنية, وظل يكيد للأمام حتى أستشهد على يد الخوارج ,فبقي الامام الحسن عليه السلام لمسؤولية القيادة وجها لوجه امام معاوية الي يحمل لواء أبيه وعزمه القاطع على تحقيق أماله في القضاء على مايسميه هو وأبوه (ملك محمد ).
6- مواجهة محنة الاضطرار الى الصلح مع الباطل , وتوقيع وثيقة المسالمة مع العدو اللئيم , وما فيها من تنازل فرضته الظروف القاسية , فرسول الله تجرع مرارة الصلح في الحديبية مع الشرك الذي كان يتزعمه ابو سفيان , وتنازل مجبرا حتى عن أن يكتب في الوثيقه أسمه الشريف مقرونا بلقب (رسول الله )حيث اتهمه احد اصحابه بانه قد اعطى الدنيه من نفسه واذل المسلمين ,ورفض بعض اصحابه ان يستجيبوا له بالتحلل ن احرامهم , وذبح هديهم ,
والعودة الى المدينة حسب احد بنود الوثيقة ,وقد كابد الحسن مثلما كابد جده في قضية صلحه مع معاوية,وتوقيعه على وثيقة المسالمة معه ,وتنازله عن الخلافة له ,حيث اتهمه بعض انصاره باعطاء الدنيه ,واذلال المسلمين ,والرضا بالصلح مع اعداء الاسلام المستترين بثوب النفاق .
7- حالة المشاكلة والشبه من الناحية الجسدية ,فقد كان الامام الحسن عليه السلام حسب روايات المسلمين في صحاحهم يشبه جده الرسول في السمت والهيئة وملامح الوجه ,وقد كان المسلمون يرون فيه صوره جسدية مستنسخه من رسول الله .قال الغزالي :ان النبي قال للحسن : (اشبهت خلقي وخلقي), وقال مالك بن انس : (لم يكن احد اشبه برسول الله منه ).
8- حاة المشابهة في قضية الاعداد لقتال اهل الشام , فقد كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم مهتما بانفاذ جيش اسامة الى الشام لتأديب الروح والاخذ بثأر شهداء الاسلام في معركة مؤتة , ولكن رغبته لم تتحقق بسبب الدسائس والتخذيل والعناد , فلم يتحرك الجيش نحو الهدف , وهذه القضية ماثلتها محنة الامام الحسن عليه السلام في عزمه على انفاذ حملة ابيه التي كان يعد لها قبل شهادته حينما عسكر بجيشه في النخيله للتوجه الى الشام بهدف قع القاسطين بقيادة معاوية ,ولكن الالاعيب والدسائس والخيانات حالت دون مااراده الامام الحسن .
9- تعرضه للتهم والقاء الشبهات بالميل الى النساء كما تعرض جده لذلك ,فقد اتهم الامام بأنه ميال للنساء ,وقد تزوج الكثير منه ,مما لاصحه له اطلاقا ,وقد اتهم الرسول من قبله بهذه التهمه ,مع ان زواجات النبي معروفه ,ودوافعها السياسية والانسانية والرسالية واضحة .
10- حالة المشابهة في الموت على اثر السم المدسوس ,حيث ان الامام قد قضى شهيدا بالسم الذي وضعته زوجته جعدة بنت الأشعث في طعامه بأغواء معاوية, وهذا الأمر كابد الرسول ايضا ,حيث تعرض للتسميم بواسطة طعام اكله في خيبر من يهودية خيبرية تظاهرت بالاسلام ,ودست له السم في ذلك الطعام وقد روي عنه (صلى الله عليه واله وسلم)وهو ينازع الموت على أثر هذا السم قوله : (مازلت أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر , فهذا أوان وجدت أنقطاع أبهري من ذلك السم ).
أن الامة تحتاج من المبلغ العارف الواعي البصير ان تتعلم ضروريات العقيدة ,واحكام الشريعة , وفلسفة الأسلام في أهدافه وتعاليمه السامية, والمصالح الكبيرة التي يسعى الى اتحاف البشرية بها من خلال نظامه وشريعته , والعداله التي يحملها للناس في قوانينه ومقرراته ودساتيره الاخلاقية والسلوكية.
قال تعالى : (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بأذن الله ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) النساء 64.
اي اننا اذا بعثنا الانبياء يجب ان يطاعوا باذن الله وامره , ولا يخالفهم احد ,لانهم رسل الله وسفراؤه كما هم رؤساء الحكومة الألهية , وعلى هذا يجب على الناس ان يطيعوهم من جهة بيان احكام الله , ومن جهة طريق تطبيقها ولا يكتفوا بمجرد ادعاء الايمان .وهذا ماجاء به حفيد الزهراء (عليها السلام )السيد مقتدى الصدر( دام الله ظله الوارف) في دعوته للأصلاح والقضاء على الفساد والظالمين سائرا على خطى اجداده وعلى خطى الشهيدين الصدرين (قدس الله سرهم ). قال تعالى (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )والمجتمع بصفته مجتمع مسلما فرض الله عليه وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرواذا تظافرت جهود هذا الكيان بمساعي أبنائه واتباعهم للقيادة الرشيدة المتمثلة بالسيد القائد مقتدى الصدر (دام ظله الوارف) على كلمة الحق ورفض الباطل لشكل ذلك حصانة واقية من الجراثيم وداعما اساسيا من دعائم الثبات والأستقامة .
والحوزة الشريفة الواعية التي تتحسس مسؤوليتها الخطيرة في اصلاح الواقع , والرقابة على مسيرتة بحكم وظيفة الشهادة التي هي أهم مقومات الدور المرجعي المرسوم لهداة الكيان على مسار التقويم والتحصين والترشيد ,فتكون أذرع هذه المرجعية وعيونها الساهرة في أوساط الأمة والسنتها الناطقة فيها بكلمة الحق ومشاريعها التوعويه - هي اهم طاقاتها في الرقابة , والمتابعة , والدفاع , والمقاومة الثقافية. وما منح الله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس الله نفسه الزكية) من قدرةعلى الشهادة وهي فرصة أستثنائية لا تعوض ولا تباع من قبل رجال الله في موضع الأقتدار بأي مصلحة أو اعتبار.سائرا على نهج رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )وعلى نهج الحسين (عليه السلام) وأصحابه الأنصار (عليهم السلام ).
قال تعالى في محكم كتابه (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ). التوبة 33.
وقال تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون ).الأنبياء 105.
وقال تعالى (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم ...) .النور 55.
وقال تعالى : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). القصص 5 .
والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين الحسين وعلى أصحاب الحسين .
(اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم )
والحمد لله رب العالمين.
|