28-06-2011, 09:40 PM
|
#1
|
|
لنجعل المبعث النبوي الشريف سببا في اتحادنا
قبس من فكر السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره )
لنجعل المبعث النبوي الشريف سببا في اتحادنا
ينبغي ان تكون ذكرى المبعث النبوي الشريف سببا لان يبعث في نفوسنا الشعور باهمية هذا المبعث وباهمية مضمونه الكريم وهو دين الاسلام العظيم وقدسيته الجليلة ونوره الوضاء واخوته العالية. قال تعالى: ((انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله)) وقال: ((المؤمنون بعضهم اولياء بعض)). والاسلام هو دين الوحدة والاخوة والتماسك والرحمة والانسانية واللطف والتعاطف على مختلف المستويات التي يمكن ان نعرض المهم منها فيما يلي:
المستوى الاول : وحدة الحوزة العلمية واخوة اعضائها والمشاركين فيها بالهدف المشترك وتجاه العدو المشترك وفي الفكر المشترك مهما تباعدت بعض المصالح والاهواء والاساليب. وهذا واقع لا مناص منه ومطبق فعلا فاننا جميعا في الحوزة يد واحدة وروح واحدة كلنا يعمل لمصلحة الدين وكلنا يقول وكلنا يتصرف في حدود استطاعته وفهمه باتجاه الهدف المشترك وهو عز الدين وعز الاسلام وارتفاع وعظمة كلمة التوحيد في كل زمان ومكان وتكثير طاعات الله سبحانه في البشرية وتقليل معاصيه بين البشر وكلنا يد واحدة ضد من ناوان وعادانا لان من عاى الحوزة فقد عادى الدين ومن كاد للحوزة فقد كاد للدين ومن اعتدى على الحوزة فقد اعتدى على الدين وليس على هؤلاء الناس باشخاصهم بطبيعة الحال.
والحوزة واحدة في كل زمان ومكان لانها تتوحد بوحدة العاطفة والعلم والعمل والهدف اكيدا وكله واحد بحسب توفيق الله تعالى فليس هناك حوزات متباينة او مختلفة في ما بينها في النجف وفي قم وفي سوريا وفي لبنان وفي خراسان وفي البحرين وفي القطيف وفي الاحساء وفي باكستان وفي الهند وفي غيرها من بلاد الله. بل كلهم رجل وقلب واحد ويد واحدة وعلم واحد لمصلحة الدين وشريعة سيد المرسلين وضد العدو المشترك الموجود ضدنا في كل جيل وفي كل مكان وزمان (كول لا سبحان الله !).
المستوى الثاني : وحدة المؤمنين في المذهب الواحد مهما تكثرت اعمالهم وطبقاتهم ومستوياتهم وعواطفهم فانهم ما داموا يشعرون باهمية الدين واهمية ولاية امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) وعصمة القادة الائمة المعصومين (سلام الله عليهم) فهذا يكفي تماما لان يكون الفرد مندفعا نحو طاعة الله متحمسا نحو الهدف المشترك واقفا ضد العدو المشترك منجزا مصلحته العادلة الشخصية والاجتماعية مبتدعا عن الذنوب والعيوب والموبقات ومن لم يكن كذلك فنتمنى ان يكون كذلك في اقرب وقت وبحسن توفيق الله وتسديده.
المستوى الثالث : الاخوة في الاسلام وهي الاهم والاتم لانها تشكل حجر الزاوية في المبعث النبوي الشريف لان المبعث مبعث الاسلام والاخوة في الاسلام هي الرئيسية لان القرآن واحد والنبي واحد والقبلة واحدة والدين واحد والهدف واحد وان اغلب الاختلافات بين علماء الاسلام طبيعي وموجود بين اي تفكيرين او اي مفكرين وليس ذلك بعيب ولا يشكل نقصا حقيقيا ولا ينبغي ان يكون سببا للعداء والمكر والتضارب والتحارب والعياذ بالله وانما الهدف مشترك والعمل مشترك والعدو مشترك وخاصة ونحن نعيش في اغلب العصور بل كلها مسيس الحاجة الى ذلك لتكالب الاعداء ضد الاسلام ومكرهم من داخلهم ومن خارجهم وبيده السلاح والمال والتخطيط والاعداد الكامل، في حين نجد المسلمين والمخلصين عزلا من كل ذلك وهذا هو الامتحان الالهي الاتم والاكمل ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة.
ومثل هذا الظرف وهو الظرف الدائم والمستمر وربما لمئات السنين يعطينا وجوب الشعور بالوحدة والتماسك وقوة الايمان لكي نستطيع ان نتبع المؤامرات ونكفى اكثر ما هو مستطاع من الشدائد والمظالم التي يريدها لنا العدو المشترك المتمثل في الثالوث المشؤوم وهو الاستعمار الاسرائيلي الامريكي البريطاني قبحهم الله.
والامر هنا كما قال احد اعضاء دار التقريب بين المذاهب الاسلامية الذي كان مؤسسة مهمة في مصر القاهرة الذي كان موجودا الى عهد قريب اما الان فغير موجود. حيث قال ما مضمونه انه ليس المراد في هذه المرحلة من العمل والتفكير ان نجعل الشيعين سنيين او نجعل السنيين شيعين وانما المهم هو التمسك بالدين المشترك وهو الاسلام والقيام ضد العدو المشترك وهو الكفر والالحاد المتمثل بالاستعمار وانصار الاستعمار.
وبطبيعة الحال فان مجرد التفكير في هذه الوحدة قلبيا وعقليا له مرحلة مهمة وجيدة ونافعة تكفي في نتائجها عدم توجيه الحقد والعداء ضد بعضنا البعض والعياذ بالله من مختلف مذاهب الاسلام وانما اختصاص توجيه الحقد والعداء ضد من هو اهل لذلك وهو العدو المشترك المتمثل بالكفر والاستعمار. ويقول المثل انا وابن عمي ضد الغريب كما يقول المثل في عادات العشائر انه قد تكون قبيلتان متعاديتين فيما بينهما وتقاطعتين بشدة الا انهما حين يجابههم العدو المشترك وتغير عليهما قبيلة ثالثة يكونان يدا واحدة وعمل واحد وقلب واحد تجاه هذا العدو المشترك فاذا دفعوه واستراحوا عادوا الى العداء من جديد فيما بينهما.
ومن الواضح اننا لم ندفع العدو المشترك الى الان بل لا زال في تزايد ومرارة ولا اقل ان يحذر كل واحد منا مهما كان مذهبه ومهما كان عمله ومهما كانت طبقته ان يحذر من ان يكون معينا ضد نفسه وضد اسلامه بيد او لسان مهما كان قليلا او كثيرا.
يضاف الى ذلك الى ان عمل بعض المذاهب ضد بعضها كما يحدث الان من الوهابين مع شديد الاسف كما قد يفترض حدوثه من اية جهة كانت يكون بكل تاكيد عمل مبرمج وموجه في مصلحة الاستعمار ولا يستفيد من ذلك ولا يفرح به الا العدو المشترك واسرائيل من حيث نعلم او لا نعلم. بينما لا يستاء العدو المشترك الا من التحابب والتعاون والالفة بين المؤمنين والمسلمين ونحن مأمورون في القرآن الكريم ان نسيء الى قلوبهم كما قال تعالى في محكم كتابه الكريم : ((ولا تطأون موطئا يغيض الكفار الا كتب لكم به عمل صالح)).
المستوى الرابع : الشعور بالوحدة والتضامن مع الثورة الفلسطينية المجيدة التي كانت ولا زالت تعطي سيل الشهداء انتصارا للحق المغتصب واحتجاجا على الظلم المكثف والاجحاف الحقيقي الموجود في تلك البلاد المسلمةمن قبل مستعمريهم اليهود.
من خطب السيد الشهيد التي القاها في مسجد الكوفة
الجمعة الثانية والثلاثون ......... 30 رجب 1419
الخطبة الثانية
|
|
|