11-12-2015, 02:08 PM
|
#1
|
|
من خطبة سيدة نساء العالمين بحق رَسُولُ رَب ِّ الْعَالَمِينَ
بعض من خطبة الزهراء عليها السلام بعد وفاة ابيها صلَّى الله عليه وآله وسلَّم
حيث قالت:
أشهد أنّ أبي ، محمّداً [ النبيّ الأُمّي ] ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عبده ورسوله اختاره وانتجبه قبل أن أرسله ، وسمّاه قبل أن اجتباه ، واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة ، علماً من الله تعالى بم آيل الأُمور ، وإحاطة بحوادث الدهور ، ومعرفة بمواقع المقدور. ابتعثه الله إتماماً لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنفاذاً لمقادير حتمه ، فرأى الأُمم فرقاً في أديانهم ، عُكَّفاً على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي ، محمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ظُلَمَها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلا عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبصّرهم من العماية ، وهداهم إلى الدّين القويم ، ودعاهم إلى الصّراط المستقيم.
ثمّ قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وإيثار ، فمحمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من تعب هذه الدار في راحة ، قد حُفّ بالملائكة الأبرار ، ورضوان الربّ الغفّار ، ومجاورة الملك الجبّار ، صلّى الله على أبي ، نبيّه وأمينه على الوحي ، وصفيّه [ في الذّكر ] وخيرته من الخلق ورضيّه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
|
|
|