إن مولاتنا زينب هي كعبة للمصائب والرزايا، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فلقد فجعت بالخمسة أصحاب الكساء الذين استشهدوا إما بالقتل أو بالسم، وأعظم هذه المصائب هي مصيبة الإمام الحسين الذي مات عطشاً بأرض كربلاء، مسلوب العمامة والرداء مقطع الأعضاء، رأسه مفصول عن جسمه ودمه جاري ظلماً وعدواناً.

قال الراوي:
فوالله لا أنسى زينب بنت علي (ع) وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب:
"يا محمداه، صلى عليك مليك السماء، هذا حسين مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، وبناتك سبايا، إلى الله المشتكى، وإلى محمد المصطفى، وإلى علي المرتضى، وإلى فاطمة الزهراء، وإلى حمزة سيد الشهداء... يا محمداه، هذا حسين بالعرى، تسفى عليه الصبا، قتيل أولاد البغايا، وا حزناه، واكرباه، اليوم مات جدي رسول الله يا أصحاب محمداه، هؤلاء ذرية المصطفى، يساقون سوق السبايا".

قال الشاعر عن لسان حالها:
انعم جوابا يا حسين أما ترى
شمر الخنا بالسوط كسر أضلعي
فأجابها من فوق شاهقة القنا
قضي القضاء بما جرى فاسترجعي
وتكفلي حال اليتامى وانظري
ما كنت اصنع في حماهم فاصنعي