عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2015, 12:48 AM   #1

 
الصورة الرمزية اخوكم في الله

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 676
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : النجف
االمشاركات : 505

افتراضي الظاهر الأنيق والباطل العميق في رواية حدوث فجوة وقطيعة بين الإمام الحسين عليه السلام وأخيه محمد بن الحنفية

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
في شهر محرم الحرام وعند حضوري لصلاة الجمعة المقدسة عرّج خطيب الجمعة جزاه الله خيراً في خطبته الأولى على جانب من سيرة الإمام الحسين عليه السلام وأهداف ثورته الخالدة تحصيلاً للفائدة والعبرة أولاً ، ومواساة للعترة الطاهرة ثانياً ، وخلال إسترسال الخطيب في خطبته ذكر رواية أراد من خلالها بيان فضل الإمام الحسين عليه السلام إلا إن هذه الرواية حسب فهمي قد دُس من خلالها السم بالعسل ، ولو تمعنا فيها لوجدناها لاتخلو من إساءة الى شخص المعصوم عليه السلام ، أذكر لكم أخوتي الأحبة نص الرواية ثم أحاول من خلال هذه السطور التنبيه الى بعض النقاط التي من الضروري تسليط الضوء عليها وإلفات الأنظار نحوها
الرواية كما نقلها خطيب الجمعة : ( حدثت فجوة وقطيعة بين محمد بن الحنفية وأخيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، فتفارقا متغاضبين ، فلما وصل محمد بن الحنفية الى داره أخذ رقعة وكتب فيها كلاماً ثم أرسلها لأخيه الحسين عليه السلام ، فلما وصلت للحسين فتحها فإذا بها مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن علي بن أبي طالب الى أخيه الحسين بن علي ، أما بعد : فإن لك شرفاً لاأبلغه ، وفضلاً لاأدركه ، فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك وسِرْ إليَّ فترضّاني، وإياك أن أكون سابقك الى الفضل الذي أنت أولى به مني والسلام ) فما كان من الإمام الحسين إلا أن جاء الى أخيه وترضّاه .
أقول :
أولاً : إن منبر الجمعة المباركة هو منبر هداية وإصلاح وليس محلاً لإثارة الشبهات ، فكان لزاماً على خطيب الجمعة أن يكون على قدر المسؤولية في التدقيق والتحقيق قبل إدراج هكذا رواية في سطور خطبة الجمعة فضلا عن التفوه بها وبثها على مسامع المصلين .
ثانياً : كيف لمن هو تجلّي لصفات الله تعالى ، ومصدر التشريع ، ومنبع الأخلاق ، أن تحدث بينه وبين أخيه قطيعة ، ويتفارقا متغاضبين فقد خص الله تعالى رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) والحسين عليه السلام نفس رسول الله فهو القائل صلى الله عليه وآله ( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ).
ثالثاً : إن صاحب الفضل بحسب هذه الرواية هو محمد بن الحنفية وليس الإمام الحسين عليه السلام بإعتبار أنه هو من بادر وأرسل الرسالة طالباً الفضل لأخيه الحسين .
رابعاً: ان هذه الرواية تدلل على أن الإمام الحسين وهو المعصوم قد غفل عن المبادرة وحاشاه في حين إلتفت اليها محمد بن الحنفية .
خامساً : إن محمد بن الحنفية قد تربى على يد المعصوم وهو يعلم يقينا إن الإمام الحسين هو إمام زمانه المفترض الطاعة فلا يمكن بحال أن يصدر منه ماذُكر في هذه الرواية
والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اخوكم في الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس