* كتمان الأسرار :
أكد القرآن الكريم في كثير من آياته المباركة على اطلاع الباري عزّ وجل على خائنة العين وما تخفي الصدور ، ويعني هذا أن الله يعلم السر وما أخفى ، وهو ما أضمره الإنسان وأسرّه ثمّ نسيه ( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون )، وايضاً جاء قوله تعالى ( وأسروا قولكم أو اجهروا به ، أنه عليم بذات الصدور )). ليؤكد هذه الحقيقة ، حقيقة السر الذي يكتمه الأنسان على غيره ولكن لا يخفى على الله تعالى أي سرٌ لأنّ الله تعالى خالق الإنسان في هذا العالم وإلى ذلك أشار القرآن ( قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ، إنه كان غفوراً رحيما ) ، فيعلم الله تعال حقيقة أسرار الناس وما يكتمون ، إلاّ أنّه هناك اسرار مودعة من قبل الله تعالى عند كثير من الأولياء وخصوصاً الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين حيث أمرهم بحفظها ولا يظهروها إلا لمن هو أهل لها ، ولنعم ما قيل في الشعر المنسوب الى مولى الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث قال :
لا تَفْشِ سِرَّا ما استطعت الى امرىءٍ
*
يُفشِي اليك سَرَ سَرَائر يُستودَعُ
فكمـا تـراه بِسِرّ غيـرك صانعـاً
*
فكذا بِسِرّكَ لا محالـة يصنـع
وإلى ذلك أشار الفرزدق :
لا يكْتُم السّرَّ إلا من له شَرفُ
*
والسِّرُّ عند كرام الناس مكتُومُ