[frame="13 98"]السجاد عليه السلام
سبحان من أبدع في الايجاد *** بسره المودع في السجاد
أبان سر الحق والحقيقة *** بصورة بديعة أنيقة
تصورت في أعظم المجالي *** حقيقة الجلال والجمال
جل عن الثناء في جلاله *** عز عن الأطراف في جماله
بدر سماء عالم الأسماء *** وزين أهل الأرض والسماء
غرة وجه عالم الإمكان *** قرة عين العلم والعرفان
نور الهدى وبهجة اللاهوت *** روح التقى ومهجة الناسوت
قطب محيط الغيب والشهادة *** وقبلة الأقطار في العبادة
وكعبة الأوتاد والأبدال *** ومستجار الكل في الأهوال
نتيجة الجواهر الزواهر *** وصفوة الكل من القواهر
مؤصل الأصول في البداية *** وغاية الغايات في النهاية
مبدأ كل طائل ونائل *** ومنتهى الخيرات والفضائل
ونفسه اللطيفة الزكية *** صحيفة المكارم السنية
بل هي أم الصحف المكرمة *** جوامع الحكمة منها محكمة
بل الحروف العاليات طرا *** تحكي عن اسمه العلي قدرا
هو الكتاب الناطق الربوبي *** ومخزن الأسرار والغيوب
يفصح عن مقام سر الذات *** يعرب عن حقائق الصفات
وفي الثناء والدعا لسانه *** لسان باريه تعالى شأنه
زبوره نور رواق العظمة *** يفوق كل الزبر المعظمة
زبوره في الحمد والتمجيد *** زينة عرش ربه المجيد
فيه من الاخلاص والتوحيد *** ما لا ترى عليه من مزيد
وحاله أبلغ من مقاله *** جل عن الوصف لسان حاله
فإنه معلم الضراعة *** والاعتراف منه بالإضاعة
له لدى العجز والاستكانة *** مكانة لا فوقها مكانة
وفي العبودية والعبادة *** في غاية السمو والسيادة
مقامه الكريم في أقصى الفنا *** تراثه من جده حين دنا
وفوزه بمنتهى الشهود *** من مبدء الايجاد والوجود
وكيف لا وهو سليل الخيرة *** حفيد لا أعبد ربا لم أره
ونوره الباهرة في المحراب *** يذهب بالأبصار والألباب
والثفنات الغر في مساجده *** أطواره السبعة في مشاهده
بنورها استنارت السبع العلى *** والملأ الأعلى بنورها علا
وآية النور على جبينه *** وشفة البدر على عرنينه
كان كفيه لدى الدعاء *** ميزان عدل الله في القضاء
قيامه في ساعة الضراعة *** يذكر الناس قيام الساعة
وقوفه بين يدي معبوده *** يذكر الموقف في رعوده
لسانه في موقع التلاوة *** عين الحياة معدن الحلاوة
وكيف لا وإنما لسانه *** مهبط وحي الله جل شأنه
لا بل لسانه لدى التلاوة *** لسان غيب الله في الطلاوة
تلاوة تفطر القلوبا *** بالرعب بل تكاد أن تذوبا
تلاوة تهابها الأملاك *** تكاد تندك بها الأفلاك
وكيف وهي من سماء العظمة *** ومصدر الصحائف المعظمة
تمثل الواجب في آياته *** بل ذاته الأقدس في صفاته
ومثل الشعائر المعظمة *** تمثلا بكل معنى الكلمة
تمثل العروج في الصلاة *** إلى سماوات المكاشفات
تمثل الجحيم في حروره *** والخلد في حريره وحوره
ومكرماته بلا الحصاء *** جلت عن المديح والثناء
(الانوار القدسية/ الشيخ محمد حسين الاصفهاني)
[/frame]