بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
العنوان
المصلحون ودور افراد المجتمع
ينقسم البحث الى قسمين القسم الاول استعراض بسيط عن دور المصلحين ما قبل الحسين(عليه السلام)
دائما ما يلاقي المصلحين العناد والجفاء في مجتمعاتهم وهم بابا لهدايتهم ووسيلة لنجاتهم في زمن الانبياء والرسل والى يومنا هذا نجد ان المجتمع يميل ويرغب الى ما يقربه الى هوى نفسه فتراه يخلد الى الملذات وتارة اخرى يغوص في اعمال الدنيا ولا يجد له اي دور في اصلاح نفسه ولا اصلاح غيره ولا يعمل لإيجاد التكامل والرقي في الاخلاق الحسنة والدعوة الى رفض كل ما يعيق التقدم نحو تطبيق العدل للأطروحة السماوية وعبادة الله حق عبادته وكل هذه الاسباب هي ناتجة عن ابتعاد الناس عن التعاليم السماوية والتي جاء بها المصلحين على مدى الدهور .
فالذي بدأه رسل الله السابقين لنبوة نبينا محمد(صل الله عليه واله) قد اكمله الحبيب المصطفى في تبليغ الناس بما ينجيهم ولكن وبعد استشهاده انقلبت الامة على عقبها قال تعالى . {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران : 144]
ولكن لله الحجة البالغة فلم يترك الرسول الأمة او قل المريدين ان يطبقوا تعاليم الله حائرين فقد وضع شرطين مهمين في الحديث المعروف بحديث الثقلين فقد قال صل الله عليه واله ) إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا
1- الدستور الإلهي وهو القران الذي فيه تبيان كل شيء احصاها {... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل : 89]
2- والعترة الطاهرة من اهل البيت الذين هم القادة والمصلحين بعد الرسول الكريم (صل الله عليه واله) والمكملين للرسالة السماوية فقال الرسول عن الامام علي ( ان هذا اخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و اطيعوا)
ولكن تركت الامة شرط من الشرطين وهو الشرط الاثقل الا وهو (العترة) الا بعض المخلصين الذين حافظوا على عهدهم لله ولرسوله فانحرف المجتمع عن جادة الصواب شيئاً فشيئاً فكان الاسلام اسلاما صورياً فذلك الانحراف قد ادمى قلب امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب (سلام الله عليه) فقد تخلى الناس عن الاسلام الحقيقي ليفوزوا بالدنيا والمناصب وذلك بأتباعهم الإسلام المزيف فالأمام علي (عليه السلام) كان عارفا بان المجتمع قد فسد فقال ((والله لو شئت لقومتكم بسيفي وسوطي هذا ولكن هيهات ان اصلحكم بفساد نفسي))
والامام الحسن عانى من هذا الامر فلم يكن له ولا للأمام علي (عليهما السلام) العدد الكافي للنهوض بالثورة وهذه الفرصة قد توفرت للأمام الحسين (عليه السلام)
فجرى ما جرى على اهل بيت النبوة ...
هذا كان القسم الاول من البحث
القسم الثاني من البحث
وهو دور المجتمع في الاصلاح واتباع المصلحين في نهجهم
1- لابد ان يكون الفرد صالحا وصادقا مع الله فلا يمكن ان يكون داعيا الى الله وهو يطيع الشيطان فجاء هذا في الذكر الحكيم على لسان نبي الله {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود : 88]
وهذا ما ذكره سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) في بيان له في اول يوم من محرم الحرام لسنة 1435 هــ
الامر الاول :الاصلاح فقد قال عليه السلام (( ما خرجت أشرا ولابطرا ولاظالما ولامفسدا وأنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله )) فالإصلاح يكون من الداخل اولاً ويكون قبل طلب التكامل فلا يمكن للوعاء ان يملأ بالماء الطاهر والصافي الا بعد زوال الشوائب عن ذلك الاناء (انتهى)
2- اقحام النفس في الصعوبات والشدائد وترويض النفس من خلال تحمل عناء الطاعة والتي لا يتناسب مع هوى النفس فيكون صعبا شيئا ما مثل اعطاء شيء يسير من اموالك فاذا لم تقدر ان تعطي المال فكيف يمكن ان تعطي نفسك غدا بين يدي المصلح (الامام المهدي) فقد اوصى النبي الكريم ابا ذر قائلا يا أبا ذر كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك وهنا ليس انك تحب طول العمر لا طبعا ولكن تجد ان الانسان يتعامل مع درهمه بشحة وحذر بحيث تراه لا ينفقه الا في المحل المناسب الذي يتوقع منه الربح ...
فهكذا هو العمر يجب ان تنفقه او تقضيه في المواقف الحسنة والامور المفيدة لاخرتك
3- محاسبة النفس في كل وقت والوقوف عند كل عمل فقد قال الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)) الحشر.
نتائج البحث
1- طاعة المصلحين الواضح اصلاحهم فالمفسد يعتقد انه مصلح {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة : 11]
2- تعويد النفس على امور قد تكون غريبة على الطبيعي
اسئلة حول البحث
س1- ماذا يفيد حب الخير للعدو ؟
ج- تسمى هذه المرتبة بالجهاد الاكبر الاكبر فصاحب هذه المرتبة عالي جداً فأكيد هذا يكون من تصفية النفس من الشوائب لأن عدم حب الخير للمجتمع (وان كان على باطل) امر ممقوت فاذا احببت نجاة المجتمع تكون مخلصاً لله تعالى ولدينه
[/frame]