20-11-2010, 05:58 PM
|
#1
|
|
ما معنى عالم الذر وكيف نفهم هذه الآية ؟ بقلم السيد القائد مقتدى الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف النبيين محمدٍ وأهل بيته الطيبين الطاهرين
السؤال الثالث :
قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَرَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) .
ما معنى عالم الذر وكيف نفهم هذه الآية ؟ وما هي أهم مضامينها العقائدية التي تثيرها الآية ؟
بسمه تعالى والجواب لسماحة السيد مقتدى الصدر ( دام عزه ) : إتفق المفسرون على عظمة هذه الآية ودقتها وأهميتهافي ما يخص الربوبية , فهي دقيقة المعنى ومسبوكة النظم , كما يعبر بعضالمفسرين (قدس الله أسرارهم) , إلا أن الخلاف وقع في دلالة هذه الآية على (عالم الذر) وعدمه , فقد ناقش البعض في عدم دلالتها على عالم الذر وأستدل بعدة نقاط لا مجال لذكرها هنا , ونحن هنا سنأخذ دلالتها مسلمة للإختصار ليس إلا : فإن عالم الذر هو ما أشارت إليه الآية الكريمة المذكورة في السؤال , وهو : أن الله أخذ من بني آدم من ظهورهم من ذريتهم عهداً وميثاقاً بالربوبية , أو قل بربوبيته جلّ جلاله , ثم أشهد بني آدم على ذلك , بل وأمرهم بالإقرار بذلك , ولذلك فهو سبحانه وتعالى يسألهم (( ألست بربكم )) فيجيبوه : (( بلى شهدنا )) .
وكل هذا ينتج أموراً مهمة جداً , بمعنى أن هذا العهد والإشهاد والإقرار يلزمهم الحجة , فعليه يجب أن لايدّعوا فيما بعد ذلك , لا هم ولا ذريتهم النسيان والغفلة , أو أمراً آخراً : وهو : (( إنما أشرك آباؤنا من قبل )) كل هذه الحجج التي قد يطرحها بنو آدم بعد عالم الذر , أو قل بعد الميثاق وإقرارهم من قبلهم , إنما هي حجج غيرمقبولة على الإطلاق , فإنه يجب عليهم الأخذ بالعهد وعدم نقضه أبداً , فهذا ما غرزه الله فيهم , وكما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَاللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُالدَّارِ ) .
إذن فمضامين هذه الآية الشريفة كما يلي :
أولاً : التمسك بالعهدوالميثاق الإلهي المحتوم .
ثانياً : التمسك بربوبيته جلّ جلاله , وإنهم بعدإقرارهم بعدم الإستغناء عنه غير قادرين على نقض هذا العهد .
ثالثاً : نستنتج منهاعلى الذر , أي : إن الله أخرج ذرية آدم من ظهره فخرجوا كالذر , فأشهدهم على أنفسهم وعرفهم نفسه , وأخذ منهم الميثاق على ربوبيته , فتمت بذلك الحجة عليهم يوم القيامة .
وغيرها مما يمكن إستنتاجه من هذه الآية الكريمة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
نستمر معا اذا بقيت الحياة
|
|
|