06-12-2013, 11:03 PM
|
#24
|
|
رد: ابو آمنة على كرسي الضيافة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخوة
السلام عليكم اخي الفاضل ابو امنه واتمنى على الاخ الفاضل ابو الفضل ان يرفدنا
باخوة جدد من رواد منابرنا نتعرف عليهم عن كثب
وسؤالي للاخ ابو امنه لقد شهدت هذه الايام بلاء ذي ثلاث اشكال
التفجيرات (قديما وحاليا )والامطار و الهزات الارضيه وسط وجنوب العراق (في مناطق توصف بانها بعيده عن خط الزلالزل)
فكيف ترى هذا التزامن وانت من اصحاب البيوت المتضررة كما تشير اجابتك السابقه
خصوصا والسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس يقول انه لا توجد صدفه ؟؟؟؟
|
اخي عظم الله لكم الاجر بمصاب ابي عبدالله الحسين واصحابه الابرار عليهم السلام جميعاً
عذراً على هذا التأخير
الجواب
بخصوص عملية التفجيرات المستمرة في هذا البلد الجريح فهذا بسبب الحكومة وفشلها في كل الجوانب و انشغالها بسرقة الاموال ونشر الفساد في كافة المجالات
اما بخصوص الشطر الثاني من السؤال انقل لك ما ذكره السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قدس ) في كتاب فقه الاخلاق
المستوى الأول: إنه بالرغم من أنَّ مقتضى الأسباب الطبيعية هو كونهما حادثين كونيين اعتياديين، كسائر ما يحصل في الفضاء من حوادث. إلا أننا بعد الإعتراف بالحكمة الإلهية، من الصعب أن نتصور أيَّ حادثٍ خالياً من الحكمة، بل إنَّ جميع ما يحصل على الإطلاق خاضعٌ لها، داخلٌ تحت نظامها.
وما ندركه من الحكمة للخسوف والكسوف ليس كونهما نذير الخراب والدمار الشامل، طبقاً لتشاؤم بعض الناس منهما, ولا كونهما لأجل تأبين بعض الموتى والحزن عليه، فقد ورد: [إنَّ الشمس والقمر خلقان من خلق الله لا ينكسفان لموت أحد .
وإنما الذي ندركه من ذلك هو كون ذلك تنبيهاً للناس على أحد طريقتين:
الطريقة الأولى: إنَّ الله تعالى يريد تنبيه عباده عن الغفلة، ويحبُّ منهم التوجه والتذكر والإلتجاء إليه سبحانه، عن طريق صنع مثل هذه الحوادث النادرة في الكون نسبياً، مع أمرهم بصلاة الآيات ونحو ذلك.
الطريقة الثانية: إنَّ الله تعالى يريد أن ينبه الناس على ذنوبهم وعيوبهم, فإنَّ نقصان النور من الشمس أو القمر، رمزٌ عن نقصان الطاعة أو نقصان الإيمان. وكأنَّ حال الناس قد أصبح كحال الشمس أو القمر في النقصان, وأنه ينبغي تدارك حالهم بالتوبة والإنابة والإستغفار.
وأما إذا لم ينتبهوا ولم يستغفروا، إذن يوشك أن يحلَّ بهم البلاء والعذاب. وهنا نصل إلى حدود تلك الفكرة القائلة: بأنَّ الكسوف والخسوف نذير العذاب. وإنما هما رمزٌ له أو للذنوب الموجبة له كما قلنا. والعذاب نفسه إنما يكون على الذنوب وترك التوبة والإستغفار.
ومن أجل هذا يحصل الكسوف والخسوف لأجل التنبيه على الذنوب، حتى تحصل التوبة فلا يحصل البلاء وهو المطلوب للحكمة الإلهية. وإنما يكونان نذيراً فعلياً له، فيما إذا علمنا أنَّ البشر لن تحصل منهم التوبة ولا الإستغفار. إذن، فهذا التنبيه الرقيق لن يفيد بهم وسوف يحيق بهم البلاء كما يستحقون.
المستوى الثاني: في الكسوف والخسوف المعنويين. وهل يراد بهما الإلماع إلى البلاء أم لا؟.
وينبغي أن نلتفت أولاً إلى أنَّ أغلب تطبيقات ومصاديق ذلك شخصية أو فردية, وليست معروفةً للغالب من الناس. ومعه فالتنبيه لهما غالباً ما يكون للفرد لا للمجتمع.
وبينما كان الخسوف والكسوف الطبيعيان، تنبيهاً على ذنوبٍ موجودة، فإنَّ هذين الخسوفين بأنفسهما ذنوبٌ، لأنها تعود إلى اختيار المكلف في إيجاد النقص في نفسه من كثرة ذنوبه أو من قلة عمله, ما لم يكن الأمر خارجاً عن الإختيار في أحيانٍ قليلة، كما لو حصل النسيان نتيجةً للمرض ونحوه.
اللهمَّ إلا أن يقال: إنَّ كلَّ عارضٍ يسيء الإنسان، حتى المرض ونحوه، إنما هي عقوباتٌ على ذنوبٍ سابقةٍ، فيعود الأمر إلى اختيار المكلف، لأنه كان مستطيعاً لترك الذنوب واجتناب العقوبات، غير أنَّ هذه القاعدة غالبيةٌ وليست عامةً، كما هو معلومٌ لمن يفكر، وليس هنا محلُّ تفصيله.
|
|
|