30-11-2013, 02:02 PM
|
#2
|
|
رد: العطاء مرهون بالعمل
[frame="11 95"]وبما اننا ذكرنا جيش الامام المهدي(عج) علينا أن نعرف أولاً ما هي صفاتهم حتى نستطيع تطبيقها , يوجد الكثير مما ذكر في صفاتهم ولكني سأقتصر على استفتاء مقدم إلى سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله)
الأول :
http://im42.gulfup.com/MhQC9.jpg
الثاني :
http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=5789
وكما تبين من هذا فإن الوصول إلى الهدف المنشود لا يتم بسهولة وبدون وجود عمل يكون مقدمة للوصول إلى هذا الهدف .
فمثلاً الإستعداد البدني فسأنقل لكم ما جاء في كتاب أسئلة معاصرة حول الامام المهدي للاستاذ علي الزيدي
السؤال الأول :
1- ما هي الحكمة من القوة البدنية للقائم (عليه السلام) إذا كانت التكنولوجيا العسكرية في أوج تطورها عند ظهوره عجل الله فرجه ؟ ولو قلنا أن الإمام (عليه السلام) متكامل من جميع الجهات فهل هذا يعني أن الرضا (عليه السلام) يفتقر إلى هذه الجهة ؟ .
..... بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب :
مقومات الاحتياج إلى قوة البدن
إن السلاح مهما كان متطوراً ومهما كانت التكنولوجيا بإطارها العام في قمة إبداعها , فهذا لا يغني عن البدن السليم وقوته ونشاطه , فالإنسان يحتاج إلى القوة البدنية بجانب العلم والتكنولوجيا , ففي حالة الحروب والمواجهات العسكرية الضخمة , مضافاً إلى ما يحدث بعد الفتح العالمي من نشر للعدل والمساواة وذلك بتطبيق الدستور الإلهي وبأعلى مصاديقه في أرضه فأنه يحتاج إلى :
أولاً : أن يتحرك وينتقل من مكان إلى آخر وفي أوقات متقاربة جداً لسرعة الأحداث وتداعياتها , ويكون تحركه إما لإحتياج الآخرين إليه لصعوبة المواقف التي يتعرضون لها , أو خوفاً من أن ينكشف مكانه من قبل العدو , أو يتحرك تحركاً فعالاً وحيوياً من أجل نشر تعاليمه وإرساء الحكم الجديد في العالم , وغيرها كثير من الأسباب .
ثانياً : في حالات الطوارئ والأزمات غالباً ما يمر وقت طويل على الإنسان وخصوصاً على من يمثل درجة من درجات القيادة العالية , يصعب عليه النوم , وذلك للحيطة والحذر من أي جهة مضادة من جهات العدو المباشر وغير المباشر , مضافاً إلى ما يتجدد من المواقف التي تحتاج إلى قرارات آنية لا تحتمل التأخير والتأجيل .
ثالثاً : قد يصطدم القائد في مواقف معينة , يواجه أفرادا من الأعداء بنفسه , بحيث يتم القضاء عليهم بيده , وكثيراً ما يحدث هذا الأمر في حروبه سواءاً كانت متطورة أو غير متطورة وكما عشنا وشاهدنا الكثير من أمثالها في هذا العالم المليء بالانقسامات والاضطرابات .
رابعاً إن القائد كلما ظهر للآخرين وهو بجسد قوي كان أهيّب في عيونهم وأخّوف لصدور العدو , وهذا الأمر يبدو طبيعياً جداً ولا يمكن لأحدٍ نكرانه , ولذلك تجد إن أغلب القادة الدنيويين إذا أخذ الزمن مأخذه منهم تجدهم يحاولون أن يفعلوا المستحيل من أجل أن يظهروا للآخرين على أنهم بأتم الصحة والعافية حتى ولو للحظات قليلة جداً , فتراهم يستعملوا المنشطات والأصباغ والمكياج من أجل تغيير واقعهم العجوز إلى أمر يبدو بظهوره أقرب للشباب والحيوية والنشاط .
فلأجل ما ذكرناه وغيره يحتاج الإمام المهدي (عليه السلام) إلى البدن القوي لتحقيق ما جاء من أجله على أكمل الوجوه وأتمها .
هذا بالإضافة أننا لو تنزلنا عن ذلك كله , فلو خُيرنا بين من يفتح العالم بعد الانتصارات العسكرية على أعداء الله أن يكون كهلاً ضعيف البدن , أو شاباً قوي البدن , فبالتأكيد يكون أفضل الفردين هو الثاني . ودائماً نرى الأهداف الإلهية إذا أراد الله تعالى أن تتحقق في أرضه وبين عباده , فأنه عز وجل يختار لها أفضل الأفراد حرصاً على الانجاز الأسرع والأكمل .
وبعد هذا الكلام الذي لا يحتاج إلى تعليق , توضح أهمية الإستعداد البدني وكما ان هذا الكلام كان حول المعصوم وهو متكامل ولكن ماذا بالاتباع فالأولى بهم ان يطبقوا هذا الكلام .
لكل شيء علّة فما هي علّة جعل العطاء مرهون بالعمل؟
الجواب : توجد عدة أسباب قد ندرك البعض منها:
1- من باب العدالة فكل فرد يحصل على نصيبه لا ان يتساوى رجل لا ليله ليل ولا نهاره نهار وبين رجل جليس الدار!
أي حتى يميز الكسول من النشيط
2- ان العطاء الذي يضفي به الله على عبده يمثل هدية , وهذه الهدية بما انها جاءت من الخالق العظيم فإنها تحتاج إلى عمل يستحق هذه الهدية .
3- الوصول إلى أي شيء بصعوبة يجعل من الفرد يتمسك بهذا الشيء وهذا مسسناه في حياتنا اليومية , فنفس الحاجة اذا ملكتها بسهولة قد تفرط بها بسهولة ولكن إذا ملكتها بصعوبة فستتمسك بها بقوة ولن تفرط بها , هذا على الصعيد الدنيوي فكيف بالأخروي! وكيف اذا كان هذا الشيء هو ان تكون تابع للمعصوم ! أكيد ستكون المسألة مختلفة فالوصول بصعوبة يجعل من الانسان يتشبث بمكانه .
4- ان أهل الباطل وعلى مر العصور يعملون بنشاط في التسافل لمحاربة الحق وأهله , وهذا أجدر بأهل الحق أن يكون عملهم وجهدهم ضعف عمل أهل الباطل .
وهنا قد يرد اشكال قبل ختام البحث :
[( ورد في الدعاء: يامن يعطي من سأله , يامن يعطي من لم يسأله ) فنحن ذكرنا ان العطاء مرهون بالعمل وكما مبين من الدعاء ان الله يعطي للذي يسأله ويعطي للذي لا يسأله أيضاً ؟ ]
الجواب : نعم , يعطي للذي يسأله وللذي لا يسأله ولكن مثل العناوين البارزة مثل جيش الإمام المهدي (عج) لا يمكن أن يحصل على هذا العطاء بدون مقدمات تؤهله إلى هذا المسمى العالي .
نتائج البحث :
1- ان طريق التكامل لا نهاية له ولا يمكن تحجيمه عند نقطة معينة , وكما ان الله سبحانه وتعالى يحب لأتباعه التكامل لا الوقوف والترنح , فإن من ينتظر عطاء بدون عمل هذا تحجيم للتكامل سواءً كان يعلم بذلك أم لا .
2- على الفرد العمل بالأسباب في كل عمل يواجهه بعيداً عن الغيبيات , ولا اقصد بهذا ان يترك الجانب الغيبي ولكن اذا كان العمل يمكن تحقيقه بالأسباب فما الداعي للمعجزة؟! فعلى الانسان ان يسعى لا ان ينتظر التوفيق والتسهيل والدعاء...
لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
3- من الأجدر بنا جميعاً اختيار الهدف العالي في جميع الأمور لا الداني بطبيعة الحال فيمكن القول ان الهدف الداني هو الاعتماد على الغيبيات دون العمل وأما الهدف العالي هو السعي لتطيق الهدف بالأسباب وأما اذا مدَّ الله بالأمور الغيبية فشكراً لله على نعمه علينا .
4- لو نظرنا من ناحية سلم التكامل فإن النزول اسهل من الصعود أي الهدم أسهل من البناء
فعند النزول خطوة إلى الاسفل والثانية تجد نفسك بالقعر , أما الصعود فيكون أصعب لأنه يحتاج إلى حركة وجهد
ولكن أكيداً الأفضل هو الصعود فعلى الانسان ان يتجه إلى الاعلى والله الموفق (على المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقاً) واذا رأى الله في قلبه الاخلاص فسيكامله ويصعده إلى الدرجات العالية .
واخيراً , قال الشاعر :
بادر الفرصة واحذر فوتها *** فبلوغ العز في نيل الفرص
والحمد لله رب العالمين
أسئلة حول البحث :
س1/ قلت الأصحاب نالوا هذا العطاء بجهدهم ؟!! لكن هذه هدمة كبيرة فهذا العطاء الذي حصلو عليه هو من الله وليس بإستحقاقهم؟!!
ج/ هذا الأمر مسلم فيه ولكن الذي يريد أن يصل للإمام المهدي (عج) يجب عليه العمل بالمقدمات حتى يصل وكذلك الأصحاب فهم عملوا العمل المناسب كي يصلوا لمرتبة الإلتحاق بالإمام الحسين
فمسحة الإمام المهدي تحتاج إلى عمل والمسحة تعتمد على مقدار العمل وعلى المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقاً
فالله جل وعلا وان كان هو الذي أعطانا القوة وغيرها مما نملكه جميعاً إلا انه سبحانه وتعالى أراد ان يحسسنا بلذة طاعته من خلال مكافأة عباده على ما يعملون ... وذلك بإعطائهم عطاء معين :
فخطوة على العبد والباقي على الرب كما قال الرسول.
فالله اذا اراد ان يحسسك بأنك مجبر وليس عندك سلطة على روحك وانك تسمع باذن ليست لك وتتكلم بلسان ليس لك وتتصدق بإجبار خوفاً من وقوع البلاء...
لا تبقى لذة للإنسان بطاعة الله...
ولكن لا إكراه في الدين
فيحثك الله على العمل (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ...) التوبة – 105
من أجل ان يكافئك بالعطاء الذي تتكلم عليه
س2 / قلت (كل عطاء يسبقه عمل...) لكن ليس عندنا استحقاق مع الله والمعصوم ؟!!
ج/ نفس الإجابة السابقة .[/frame]
|
|
|