24-11-2013, 12:39 AM
|
#2
|
|
رد: دور العلماء في النهج الحسيني
حركة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس:
ويمكن ذكر ما قام به السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدسولو اجمالاً - لأننا سنتعرض إلى شيء من التفصيل لاحقاً - بالنقاط التالية:
النقطة الأولى:
كان مصداقاً عالياً للمكر الإلهي في هذه الدنيا، وكما قال تعالى {... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }. فكم كان الشيطان المتمثل بالثالوث المشؤوم وبعميلهم طاغية العراق صدام اللعين يمكرون المكر الشيطاني اللئيم بالدين وأهله محاولة منهم لهدم أركانه. لكن السيد الشهيد قابل هذا المكر بمكر إلهي، بحيث شعر بهذا المكر القاصي والداني، وكان صفعة قاسية لكل من الشيطان وأتباعه. حتى أن هذا المـكر كان غريباً ومفاجئاً للكثـير ممن يتسمون بعلماء الدين
وأتباعهم ولم يتحملوا ذلك وأساؤا الظن فيه وأطلقوا عليه الكثير من الاتهامات التي تهتز لها أركان العرش.
النقطة الثانية:
إقامته قدس لصلاة الجمعة المقدسة، في عموم العراق بالرغم من أنها كانت صلاة مغيبة لدهور ودهور، ولم يجرؤ احدٌ على معرفة وقت صلاحيتها وإبرازها للمجتمع بشكل علني، إلا السيد الشهيد قدس. على الرغم من أن اغلب الفقهاء يذهبون إلى وجود شروط إقامتها. لكنهم كانوا دائماً يفضلون الفرد الآخر، وهو إقامة صلاة الظهر دونها.
عموماً أقام السيد الشهيد قدس هذه الصلاة وأحيا شعيرتها، لأنه رأى في عهد صدام اللعين لا يوجد شيء أنجح من هذه الصلاة لاتخاذها كمنبر إسلامي توعويّ من الطراز الأمثل، يمكن من خلاله إيصال المعلومة الدينية بأقصر الطرق، ومن ثم التفاعل معها والتأثر بها عملياً وعلى الصعيدين الفردي والجماعي وبشكل لا يحتاج إلى الكثير من الزمن. بل على العكس فهو من خلال إقامته لـ ( خمس وأربعين جمعة ) استطاع أن يغير هذا المجتمع في اقل من سنة، ونقله من حال إلى حال. بحيث أن هذه النقلة لو لم تكن تأتي من خلال صلاة الجمعة، لاحتاجت إلى عقود كثيرة من السنين، وبشرط أن لا يوجد فيها صدام اللعين !!! .
النقطة الثالثة:
بثَّ علوم أهل البيت وأكد على مبدأ ( ما من واقعة إلا ولها حكم ) بحيث برز كفقيها عالماً بارعاً، وقد خطى بالفقه والأصول خطوات عملاقة لم يسبقه الآخرون بإيجادها، وخصوصاً في كتابيه، ما وراء الفقه ومنهج الأصول. ولذلك كانت رسالته العملية أكبر رسالة عملية حيث نزلت في خمس مجلدات، وإنها عالجت الكثير من الأمور التي لم يتطرق إليها الفقهاء الآخرون. ولازال مقلديه يتغذون من غذائها ويشمون رحيقها المختوم. مضافاً إلى ذلك ما قام به قدسفي معالجة روايات السيرة والتاريخ والتي تخص المعصومين عليهم السلام بمنظار جديد يبرز دور المعصوم كمعصوم، لا كما يتصوره البعض من أنه يتصرف كفرد عادي، وخصوصاً ما قام به في كتابيه ( أضواء على ثورة الحسين ) و ( شذرات من فلسفة تاريخ الحسين )، أضف إلى ذلك تخصصه الدقيق والمعمق فيما يتعلق بالإمام المهدي عليه السلام ، وإبراز تكليف الفرد المسلم حال غيبة إمامه، وإعطاء المنهج الفكري والعملي له في حال الانتظار. وابرز كل ذلك في موسوعته الشريفة( موسوعة الإمام المهدي عليه السلامبأجزائها الأربعة ) إضافة إلى رؤيته التجديدية في تفسير القران الكريم، حيث أعطى نموذجاً تفسيريا مميزاً في كتابه( منة المنان في الدفاع عن القران). إلى غيرها من الكتب التي عالجت الكثير من المجالات الدينية والعقائدية.
النقطة الرابعة:
حرك البعد العرفاني والأخلاقي في نفوس تابعيه ومقلديه، وخصوصاً لمن كان يرى في نفسه الاستعداد لذلك، كونه قدس كان يرى بأن هذا البعد ضروري في تكامل الفرد، وخصوصاً للذي يعد نفسه لان يكون ناجحاً في حال انتظار إمامه والالتحاق به.
وأكد على ذلك في خطبه ولقاءاته وكتبه وخصوصاً ما بينه منها في كتابه ( فقه الأخلاق ).
النقطة الخامسة:
قد هيأقدستجربة عملية واضحة الملامح بيّن من خلالها انتصار الإيمان على الشيطان، وبيان عجز الشيطان عملياً في مواجهة معسكر الإيمان، لاسيما لو بقينا بنفس المسير ونفس الطاعة المراد منا التحلي بها مع القائد أو المصلح، فهو قدسفي أخريات أيامه الشريفة قد واجه الطاغوت علنا، وأخذ يرعبه نهاراً جهاراً، بحيث أحس جميع مقلديه وتابعيه بهذه العزة والشجاعة والتي أوجدها السيد الشهيد في قلوبهم. والتي لم يعيش العراقيون أيامها من قبل، فضلاً عن التحرك من خلالها والتفاعل معها. خصوصاً أنها كانت تجربة مع أشرس طاغوت عرفه العراق في تأريخه الحديث.
النقطة السادسة:
كان السيد الشهيد قدس محوراً أساسياً في إعطاء تجربة عملية في كيفية التعامل مع الإمام المهدي عليه السلام وغيبته، وإن كانت في إطار مصغر، حيث حرك الشعور بضربه عتبة الإحساس المكلف بها الفرد المؤمن نحو إمامه، بعد أن كانت إلى الكمون اقرب منها إلى الحركة والسعي الجاد بمنهج سليم معافى من الآفات وما شابهها، فجعل من كل مؤمن ارتوى من مائه متطلعاً في كل لحظة بل في كل نفس إلى إمامه، فسعى جاهداً لتطبيق ما يريده منه مرجعه المقدس، فتراه قد عايش مرحلة التطبيق الشرعي في ساحة الخارج من جهة، وساحة الداخل من جهة أخرى.
نفس المصدر ص 35- 40
تحرك مبارك وتسديد إلهي :
عندما تحرك السيد مقتدى الصدر قام وعلى نحو الإجمال بما يلي:
أولاً :
إعادة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم، بإمامته لتكون منبره الديني الذي يتم من خلاله توعية المؤمنين لمعرفة دورهم تجاه الاحتلال الإمريكي البغيض.
علماً إن السيد مقتدى الصدر قد استغل مرحلة قيامه بأداء صلاة الجمعة بحيث ركز في هذه المرحلة بالذات أكثر من المراحل الزمنية الأخرى لبيان موقفه الشرعي والذي يتماشى مع منهج الصدرين قدس سرهما ، ومن ثم تعبئة أتباع هذا الخط الشريف بالفكر الناضج والعمل الجاد من أجل إخراج المحتل، بحيث بيّن أهم مقومات السير الصحيح للسائر على خطى الصدرين، ولذلك فهو قد مد قواعده الشعبية بزادٍ فكري وعقائدي وفير، يستطيعون من خلاله مواصلة النهج الصحيح، حتى لو استدعى الظرف أن يبتعد السيد مقتدى الصدر عنهم لفترة معينة.
وهذا من أهم سمات ومقومات القيادة الصحيحة، حيث إنه تعامل من خلال واقعه الراهن ليعطي حلولاً لأزمات نفس زمنه المعاش والزمن الذي يأتي من بعده. لكي لا يدع مساحة من الفراغ يحتار من خلاله الفرد المؤمن في اختيار الموقف الأقرب إلى رضا الله تعالى.
ثانياً :
تأسيس جيش الإمام المهدي عليه السلام ، ليكون جبـهة قوية لمواجهة المحتل،
وللحفاظ على المقدسات الدينية ومن ثم حماية المرجعية الدينية في النجف الأشرف وحماية الشعب العراقي من كل أنواع الإعتداء .
ثالثاً :
القيام بالمظاهرات وتكثيفها تعبيراً عن رفض الشعب العراقي لتواجد المحتل وللظلم الذي بدأ سريانه في البلاد من قبل عملاء الاحتلال الذين
استلموا كراسي الحكم، محاولاً بذلك استغلال مبدأ الديمقراطية وحق الشعب في اختيار ما يريد، هذا الأمر الذي طالما تنادي به إمريكا واستخدامه كورقة رابحة في إغرائها للشعوب.
رابعاً :
الطلب من جيش الإمام المهدي ترك الدنيا وملذاتها وتعويد النفس على الصعاب، من كثرة صوم وسهر الليالي والعبادة المكثفة وحفظ القرآن والتفقه في الدين وتفعيل مفهوم الأخوة كمصداق واضح بين أفراد الجيش إلى غيرها من المفاهيم التي تزيد من تحمل الفرد لمختلف أنواع البلاءات والتي تعينه بالتالي على تأدية الأمانة الملقاة على عاتقه تجاه ربه وإمامه وقائده المباشر. ولعله تكون هذه النقطة من أهم النقاط التي تعجل بالفرج والنصر على الأعداء.
خامساً :
العمل داخل العراق وخارجه من أجل إيضاح مفهومالمقاومة التي ينشدها السيد مقتدى الصدر بتأسيسه لجيش الإمام المهدي والبيان لهم بأن هذه المقاومة لا تستهدف أي عـراقي عـلى الإطلاق ولا هدفهـا
الضرر بممتلكات الدولة والأشخاص بل هدفها هو المحتل وارغامه على الخروج من ارض العراق الجريح.
سادسا :
المواجهة العسكرية الفعلية ضد المحتل وتلقينه اشد الدروس وتكبيده اكبر الخسائر وأفدحها خصوصاً في النجف الأشرف ومدينة الصدر.
سابعاً :
إيجاد المقاومة العقائدية والفكرية ضد المحتل وتسليح جيش الإمام المهدي بهذا السلاح الفكري الفعال، ليكونوا على معرفة كاملة وبصيرة نافذة تجاه ما يحدث حولهم، لكي يكون قتالهم بالتالي عن وعي وعقيدة راسخة. وبرز هذا الأمر بشكل واضح عندما تأسس مشروع الممهدون ليكون خير معين بهذا الاتجاه.
ثامناً :
الانتقال إلى المقاومة السياسية لاحتياج المرحلة لها، وليكون السيد مقتدى الصدر قد طرق جميع أبواب مواجهة المحتل ولم يدع باباً لم يطرقه، لكي لا يأتي أحداً ويقول له لِمَ لم تطرق الباب الفلاني - سواء كان هذا الفرد من المحسوبين عليه أو من غيرهم - .
تاسعاً :
عمل جاهداً وبذل قصارى جهده في سبيل الحفاظ على العراق ووحدة أراضيه وحـماية شعبه بجميع قومياته ومذاهـبه، ومحاربة الطائفـية
والعمليات الإرهابية، التي الهدف من ورائها تمزيق وحدة العراق أرضاً وشعباً.
عاشراً :
إعلان السيد مقتدى الصدر عن تأييده وإسناده لكل أنواع المقاومة الشريفة، سواء كانت داخل العراق أو خارجه، وبين سماحته إمكانية دفاع جيش الإمام المهدي عن أي مقدس ديني أو دفع أي ضرر وظلم في حال طلب الجهات المتضررة منه القيام بذلك.
والشيء الملفت للنظر أن سماحة السيد مقتدى الصدر قد نجح في كل هذه المساعي التي قام بها ولم يفشل بأي واحدٍ منها، بل كان نصيبه النجاح الباهر في كل أمر منها، هذا مما شكل عنصراً مهماً في مصداقية هذا الرجل وإخلاصه في مسعاه ومبتغاه، وهذا إن دل على شيء فيدل على شدة وضوح التسديد والمدد الإلهي له .
, فهذه الإنجازات هي التي تجذب الفرد المؤمن لالتحاقه بركب الامام المهدي ( عجل الله فرجه ) من خلال عمل العلماء العاملين ، وهذا المشروع أي تأسيس جيش الامام المهدي ( عجل الله فرجه).
وقبل نهاية البحث واعطاء النتائج هناك حديث قدسي يفيد المقام لملازمة العلماء العاملين :
إن الله أوحى الى دانيال النبي ( عليه السلام ) : إن أمقت عبيدي إليَّ ، الجاهلُ المستخف بحق أهل العلم ، التارك الاقتداء بهم ، وإن أحبَّ عبيدي إليَّ ، التقي الطالب للثواب الجزيل ، الملازم للعلماء ، التابع للحكماء ، القابل عن الحكماء .
كتاب الاحاديث القدسية ص 55
نتائج البحث اولاً : ان للعلماء دور فعال في المجتمع وعليهم أن يجدوا حلولاً تفيد المجتمع من جميع النواحي اذا كان سياسياً او ثقافياً واذا كان لهم تأثير في المجتمع ينبغي الحذر في جميع تصرفاتهم لانه اذا توجد هناك ثغرة من خلا تصرفاتهم في المجتمع فان ذلك قد يؤدي الى عدم إتباعهم. ثانياً : دورنا اتجاه العلماء الذين يمثلون جهة الحق يجب علينا أن نعمل بجد معهم ونعكس الأخلاق الحسنة وعدم جلب سمعة سيئة لهم من خلال تعاملنا في المجتمع ، والتنسيق التام مع القيادة التي اختارها الله لنا والطاعة المطلقة لها.
ثالثاً : دورنا اتجاه العلماء المتقاعسين عن نصرة الحق والذين يمثلون الباطل والاسلام المزيف, بأنْ لا نتأثر بفكرهم, والابتعاد عن كافة نشاطاتهم المشبوهة, والأهم من ذلك أن لا نعكس صورة لأتباعهم عند الاختلاط بهم, والتحلي بأخلاق الأولياء الصالحين اتجاه كافة اطياف المجتمع, وليس هؤلاء فقط ,عسى أن يكون باب هداية لهم.
|
|
|