[frame="15 98"]ثم او ليست الإمامة منصب إلهي مقدس لا يتحقق لأحد إلا(مقتبس ومنقول من دلائل الامامه للشيخ الطبري)
1ـ بنص من الله (تعالى)، أو من نبيه المصطفى الذي ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ))(سورة النجم/الآية 3 )((إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ))(سورة النجم /الآية 4 )
اوليس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (الشيخ الطبري في دلائل الامامه) المبعوث رحمة للعالمين ، وليرفع من بين الناس أسباب الخلاف والفرقة ، ويزرع بينهم كل ما من شأنه أن يؤلف بينهم ، وينظم أمرهم ، ويحفظ فيهم العدل والانصاف ، فلا يمكن أن يفارق أمته ويتركها هملا، تتحكم فيها الآراء والاجتهادات المتباينة ، فيعود أمرها فوضى، وكأن نبيا لم يبعث فيها أو كان الله (تعالى) لم يرسل إليهم شريعة واحدة تجمعهم وتنظم أمرهم .
بل إن النبي ، الرحمة المهداة ، هو أرحم بأمته من أن يتركها هكذا، وهو أحرص على رسالته من أن يدعها تحت رحمة آراء شتى واجتهادات متضاربة ، بل قد يعد أمر كهذا إخلال بالأمانة التي كلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأدائها، وتقصير بحق الرسالة التي بعث لتبليغها ، وكل هذا بعيد عن ساحة النبوة كل بعد، فأي مسلم لا يؤمن بأن نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أدى أمانة ربه أحسن الأداء ، وبلغ رسالته أتم تبليغ ؟
وأي معنى سيبقى لأداء الأمانة ما لم يستأمن عليها رجلا كفوءا يتولى حمايتها وإقامة حدودها وتنفيذ أحكامها؟!
ولقد أتم ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أداء لأمانته ، فنص على وصيه وخليفته من بعده ، وسماه باسمه في غير موضع ومناسبة ، ومن ذلك:
أ - الحديث المتواتر في خطبة الغدير الشهيرة، حيث أوقف النبي (صلى الله عليه وآله) مائة ألف من المسلمين حجوا معه حجة الوداع وعادوا معه، فلما بلغوا غدير خم حيث مفترق طرقهم إلى مواطنهم، نادى مناديه أن يرد المتقدم، وينتظر المتأخر حتى يلحق، ثم قام فيهم خطيبا وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " قالوا: بلى. قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (سنن الترمذي 5: 633 / 3713، سنن ابن ماجة 1: 43 / 116 و 45 / 121، مسند أحمد 1: 84، 119، 152.
(وسنأتي بشيء من التفصيل باذن الله تعالى عن مصادر وطرق رواة هذا الحديث وبعض الاحاديث الاخرى(باذن الله) في ادلة السنة النبويه على عصمة اهل البيت(عليهم السلام)).
ب – حديث المنزله في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي ) (صحيح البخاري 5: 90 / 202، صحيح مسلم 4: 1870 / 30 - 32، سنن الترمذي 5: 638 / 3724، سنن ابن ماجة 1: 43 / 115، مسند أحمد 1: 173، 175، 182، 184، 331 و 3، 338، تذكرة الحفاظ 1: 10).
وتكرر منه (صلى الله عليه وآله) التصريح باسم علي (عليه السلام) لخلافته، وأنه أولى الناس بالنبي وبالدين والدولة من بعده، بما فيه الكفاية لمن أراد الاستدلال ( لتتبع المزيد من النصوص راجع: نهج الحق للعلامة الحلي ، والغدير للأميني ، والخصائص للنسائي ، وسائر كتب مناقبه (عليه السلام) وهي كثيرة)
ج ـ حديث الثقلين الذي نصه( ألا أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين - ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي - أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ". وزاد في رواية مسلم وغيره: " أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ) (صحيح مسلم 4: 1873 / 36، 37 - (2408)، سنن الترمذي 5: 662 / 3786، 3788، مسند أحمد 3: 14، 17 و 4: 367 و 5: 182، 189، المستدرك على الصحيحين 3: 148، مصابيح السنة 4: 190 / 4816، تفسير الرازي 8: 163، تفسير ابن كثير 4: 122، السيرة الحلبية 3: 274، تاريخ اليعقوبي 2: 111)
أما الصحاح الواردة من طرق الإمامية في ذكر الأئمة الاثني عشر بعدتهم وأسمائهم فهي كثيرة (انظر إعلام الورى: الركن الرابع - الفصل الثاني: 386 - 392، وكتاب كفاية الأثر لأبي القاسم الخزاز القمي، ومقتضب الأثر لابن عياش، وغيرها كثير.).
او ليست :
2- ضرورة الاستقامة والطهر وسلامة النشأة في الإمام هي تماما كضرورتها في النبي بلا فارق، فالإمام هو القائم مقام النبي، الشاغل لفراغه، المؤتمن على رسالته، والمؤدي لدوره في حماية الشريعة وإقامة حدودها، فلا بد أن يكون له من النزاهة والطهر ما كان للنبي ليكون مؤهلا لخلافته.
ولا خلاف في أن ذلك كان لعلي (عليه السلام) دون سائر الصحابة، فهو الناشئ في حجر النبي (صلى الله عليه وآله)، الملازم له ملازمة الظل لصاحبه، فلا هو فارق النبي، ولا خلاله فارقت خلاله. وتلك منزلة لم يشاركه فيها أحد حتى ولد الحسنان (عليهما السلام) فكان حظهما حظ أبيهما، حتى خصهم الله (تعالى) بآية التطهير، فقال: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) (سورة الأحزاب 33: 33).
واتفق المسلمون على أنه مع نزول هذه الآية الكريمة دعا النبي (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطما والحسن والحسين، وجلل عليهم بكساء، ثم قال: " اللهم هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " (صحيح مسلم 4: 1883 / 61 - (2424)، سنن الترمذي 5: 351 / 3205 و 663 / 3787، مسند أحمد 1: 330 و 6: 292، أسباب النزول: 200 - 201، تفسير ابن كثير 3: 493، الصواعق المحرقة: 143 (وقد تم التطرق الى هذه الآيه المباركه وذكرها في ج4 اولا ، ضمن الادله القرآنيه على عصمة اهل البيت(عليهم السلام) ).
ومثل هذا يقال مع أولادهم الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، فلا أحد يشك في أنهم الأطهر مولدا، والأصح نشأة، والأقوم خلقا، تفردوا بالمنزلة الأعلى، والمقام الأسنى، فلا يدانيهم فيه سواهم، ولا زعم أحد منازعتهم عليه، والشهادة لهم بذلك قائمة مر العصور حتى على ألسنة خصومهم، فهم إذن المؤهلون للإمامة دون سواهم.
قال الإمام علي (عليه السلام): " لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفئ الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة " (نهج البلاغة - صبحي الصالح خ 2 ص 47).
وقال (عليه السلام): " إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم " (نهج البلاغه ـ صبحي الصالح خ 144 ص 201).
3 - السبق في العلم والحكمة: هذه أيضا ضرورة لازمة في الإمام لأجل أن يكون أهلا لهذه المنزلة، وكفؤا لهذه المسؤولية، وقطبا تلتف حوله الناس وتطمئن إلى سبقه في العلم والحكمة والمعرفة، وقدرته الفائقة في مواجهة ما تبتلى به الأمة والدولة، فلا يحتاج إلى غيره ممن هم محتاجون إلى إمام يهديهم ويثبتهم.
وهذه خصلة أشد ما تكون ظهورا في علي وأولاده المعصومين (عليهم السلام)، فكما كان هو (عليه السلام) مرجعا لأهل زمانه من خلفاء وغيرهم، يرجعون إليه في كل معضلة ، ويلجأون إليه في كل مأزق، وأمرهم في ذلك مشتهر، وقد تكرر قول عمر بن الخطاب:
لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن.
وقوله: لولا علي لهلك عمر (الاستيعاب - بهامش الإصابة - 3: 39، الإصابة 2: 509، أسد الغابة 4: 23).
ولم يكن فضله على عمر بأكثر منه على الآخرين، وليس عمر بأول من أقر له بفضله، فقد أقر له الجميع في غير موضع ومناسبة (انظر الاستيعاب 3: 38 - 47)، وأجمل كل ذلك قول ابن عباس: ( والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر ) (الاستيعاب 3: 40، أسد الغابة 4: 22).
ذلك واحد الناس، فلم تعرف الناس أحدا غيره قال : ( سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم) (الاستيعاب 3: 43، الإصابة 2: 509).
4 - أحاديثهم وآثارهم: إن الاستدلال على الإمام من حديثه وآثاره استدلال صحيح، فسلوك المدعي وحديثه خير شاهد على حقيقة دعواه وجوهرها، وهو شاهد أيضا على صدق دعواه عندما ترافقه القرائن والدلائل الأخرى، وإلا فلا تعد وحدها دليلا كافيا على إمامته.
ومن أراد معرفة ذلك عن أئمة الهدى (عليهم السلام) فإنه يجده ظاهرا ظهور النهار في أحاديثهم الشريفة، معدن الهداية، وسبل النجاة، دعاة إلى الحق هداة إليه بالقول والعمل.
مع الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، ملازم لهم جميعا، فقد ثبت النص من كل إمام إلى الإمام اللاحق بالطرق الصحيحة والكثيرة التي كانت سببا في اطمئنان أتباعهم وأشياعهم (راجع في ذلك تراجم الأئمة (عليهم السلام) في: الارشاد، وإعلام الورى ).
6- النسب الرفيع: إن الإمامة - مقام النبوة - لا يصلح لها إلا ذو نسب وشرف رفيع كالنبي بلا فارق. وهذه مزية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) دون سواهم، بلا خلاف ولا نزاع، بل لا يدانيهم فيه حتى بني عمومتهم...
7 - المعجزة: لقد أخرنا هذه النقطة - التي كانت ثاني دلائل النبوة - إلى هذا المحل لاتصالها بموضوع هذا الكتاب. فالمعجزة التي كانت تظهر على أيدي الأنبياء تصديقا لهم، هي ضرورية أيضا لتصديق دعوى الإمام...(انتهى)( أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (دلائل الامامه)
الى هنا نتوقف باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
من مصادر ومراجع البحث:ـ
1ـ القرآن الكريم
2ـ دلائل الإمامة ـ للشيخ أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير ـ تحقيق :قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة ـ سلسلة الكتب العقائدية (184) ـ إعداد : مركز الأبحاث العقائدية
3 ـ تفسير الطبري / للشيخ محمد جرير الطبري / طبع دار المعارف بمصر
4 ـ تفسير الكشاف / للشيخ جار الله الزمخشري
5 ـ صحيح البخاري للشيخ محمد بن اسماعيل البخاري
6 ـ صحيح مسلم بن الحجاج/ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي / 1374 هـ 1954 م
7 ـ مسند احمد ـ للشيخ احمد بن حنبل ـ ج2 طبع الميمنة بمصر
8 ـ مواهب الرحمن في تفسير القرآن ـ للسيد عبد الأعلى السبزواري الموسوي ـ مطبعة الديواني بغداد
9 ـ التبيان في تفسير القرآن ـ للشيخ محمد بن ابي الحسن الطوسي، المتوفي 460 هجـ ـ تحقيق احمد حبيب قصير العاملي
10 ـ الأمثل في تفسير القرآن ـ شيخ ناصر مكارم شيرازي ـ ط2ـ 1426هج دار احياء التراث العربي بيروت لبنان
11ـ تفسير نور الثقلين ـ للشيخ عبد على بن جمعة العروسى الحويزى المتوفى سنة 1112
12ـ تفسير الصافي ـ للفيلسوف محسن الفيض الكاشاني المتوفي سنة 1091 ه صححه وقدم له وعلق عليه الشيخ حسين الأعلمي ـ ط 2ـ 1416 هج ـ ج1 مؤسسة الهادى - قم المقدسة منشورات مكتبه الصدر طهران .
13ـ الإلهيات للشيخ جعفر لسبحاني
14ـ البيان في تفسير القرآن ـ للمحقق الكبير ابو القاسم الخوئي ـ ط4 الكتاب الاول ـ دار التوحيد ، الكويت 1399هجـ 1979م
15ـ بداية المعرفة ـ للشيخ حسن مكي العاملي
16ـ دروس في العقيدة الاسلاميه ـ للشيخ محمد تقي اليزدي
17ـ التوحيد ـ للسيد كمال الحيدري
18ـ المنطق ـ للشيخ محمد رضا المظفر
[/frame]