منتدى جامع الائمة الثقافي - روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفدا

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

(روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفدا)
لطالما نسمع هذه العبارة أو نقرأها في الكتب ونرددها عندما نذكر إمامنا وقائدنا المهدي المنتظرعجّل الله تعالى فرجه الشريف . والسؤال هنا , ماهو المقصود بتراب المقدم ؟
وللإجابة على هذا السؤال يمكن أن نعرض أطروحتين قابله للنقاش من نتاج فهمنا القاصر.
الأطروحة الأولى :- إن المقصود بتراب المقدم هو الغبار الدال من بعيد على قدوم القادم وكون الفرد يتمنى أن تكون روحه وأرواح العالمين فداء لهذا الغبار هي قابلة للمناقشة من جهتين .
الجهه الأولى:- أن تكون فداء لمجرد الغبار الدال على قدوم شخص عزيز وتكون التضحية لتعلق هذا التراب بالقادم وإكتسابه الأهمية من هذا التعلق وإن كان هذا وارداً إلا أنه لايسّوغ التضحية لنفس التراب .
الجهه الثانية:- أن يكون هذا التعبير مجازياً لبيان أهمية القادم ومدى إستعداد هذا الفرد للتضحية من أجله فإن كانت روحه رخيصة لتراب مقدمه فكيف تكون التضحية لنفس القادم؟ لاشك إنها أكبر بكثير. ويمكن أن أورد مثالاً على ذلك وهو قول ابن السكيت رضوان الله عليه لطاغية عصره حين سأله ( من أحب إليك ولداي أم الحسن والحسين )فأجابه رضوان الله عليه بما معناه ( والله إن شسع نعل قنبر عندي خير منك ومن ولداك) وقنبر خادمهم عليهم السلام .
الأطروحة الثانية:- إن المقصود من تراب المقدم ليس هو الغبار وإنما هو مايسبق القادم ويكون دالاً عليه ومبشراً بقدومه ومُقّدِمة لقرب وصوله .فنستنتج من هذا التعريف إن كل مَن يسبق القائم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ويكون دالاً عليه وقد اكتسب أهميته من تعلقه به عليه السلام الذي هو تعلق بالله جل وعلا فيكون بذلك ممهداً حقيقياً مخلصاً ناطقاً فهو تراباً لمقدمه . فعلينا أن ندرك ان التضحيه من أجل شهيدنا الحبيب محمد محمد صادق الصدر قدس سره وقائدنا المفدّى مقتدى الصدر دام عزه هي تطبيق لهذه المقولة وأنهم حسب فهمي من مصاديق تراب المقدم وكل ممهد حقيقي مصداق أيضاً ( إلتفتوا رحمكم الله ) ولتكن هذه العبارة قابلة للتطبيق في كل عصر ومصر لأن المخلصين دائماً موجودين والممهدين الحقيقيين موجودين أيضاً وليس بثلاثين من وحشة . وأسألكم الدعاء
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن
عدوهم