ان في ذلك لعبرة
 

بسم الله الرحمن الرحيم ) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّن النَّاسِ عَنْ ءَايَتِنَا لَغَفِلُونَ(92) يونس (فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) آية للحكام المستكبرين ولكل الظالمين والمفسدين، وآية للفئات المستضعفة.
هناك بحث بين المفسّرين المراد من البدن هنا، فأكثرهم يرى بأنّ المراد هو جسد فرعون الذي فارقته الروح، لأنّ عظمة فرعون في أفكار الناس في ذلك المحيط بلغت حدّاً بحيث أنّ الكثير لولا ذلك لم يكن يصدق أن فرعون يمكن أن يغرق، وكان من الممكن أن تنسج الأساطير والخرافات الكاذبة حول نجاة وحياة فرعون بعد هذه الحادثة، لذلك ألقى الله سبحانه جسده خارج الماء.
اللطيف هنا، أنّ البدن في اللغة ـ كما قال الراغب في مفرداته ـ يعني الجسد العظيم ـ وهذا يدلنا على أن فرعون كان عظيم الهيكل ممتلىء الجسم كما هو الحال في الكثير من أهل الترف والرفاه الدنيوي!
إِلاّ أنّ البعض الآخر قالوا: إِنّ أحد معاني البدن هو الدرع، وهذا إِشارة إِلى أن الله سبحانه قد أخرج فرعون من الماء بدرعه الذهبي الذي كان على بدنه ليعرف عن طريقه، ولا يبقى أي مجال للشك في أنّه فرعون.
هذه النقطة أيضاً تستحق الإِنتباه، وهي أنهم استفادوا من جملة «ننجيك» أنّ الله سبحانه قد أمر الأمواج أن تلقي بدنه على مكان مرتفع عن الساحل لأنّ مادة «النجوة» تعني المكان المرتفع والأرض العالية.
نستشف من هذه الاية عدة امور وهي
اولا :ان فرعون قد اصبح عبرة لكل طاغوت على مر العصور وهذه العبرة واضحة مرئية قد اطلع عليها اغلب الناس في المتحف او في التلفاز او في أي وسيلة إعلامية أخرى
ثانيا : ان وجود هذا الجسد على هذه الصورة في المتحف وحوله كل مقتنياته دليل اخر على ان أي شخص لا تنفعه الا اعماله الصالحة

ثالثا : ان الانسان مهما بلغ من المراتب الدنيوية من منصب او من اموال او من جسم جميل او أي شيء اخر فأن النتيجة ان هذا الجسد لا يفترق عن باقي الابدان بعد الموت
رابعا : أن فرعون قدبنىالقصور في الدنيا وجمع الجيوش فأين هي الان
http://dc07.arabsh.com/i/02484/2cpjfy4ed829.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل الخير . مجهود قيم وموضوع جميل ذو عبرة حقاً
تقبل اعتزازي

رد
 

موضوع ممتاز مشكور عليه