منتدى جامع الائمة الثقافي

منتدى جامع الائمة الثقافي (http://www.jam3aama.com/forum/index.php)
-   منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) (http://www.jam3aama.com/forum/forumdisplay.php?f=32)
-   -   هل غيّب الموت رسول الله صلى الله عليه وآله؟ كما يغيّب موت أي فرد من الخلق؟ نُشر في الحساب الرسمي لسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) بتاريخ ٢٢ / ٨ / ٢٠٢٥ (http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=37243)

خادم البضعة 22-08-2025 06:41 PM

هل غيّب الموت رسول الله صلى الله عليه وآله؟ كما يغيّب موت أي فرد من الخلق؟ نُشر في الحساب الرسمي لسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) بتاريخ ٢٢ / ٨ / ٢٠٢٥
 

خادم البضعة 22-08-2025 06:41 PM

رد: هل غيّب الموت رسول الله صلى الله عليه وآله؟ كما يغيّب موت أي فرد من الخلق؟ نُشر في الحساب الرسمي لسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) بتاريخ ٢٢ / ٨ / ٢٠٢٥
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُمّ صلّ على محمّدٍ وآلهِ أجمعين
هل غيّب الموت رسول الله صلى الله عليه وآله؟
كما يغيّب موت أي فرد من الخلق؟
وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، بمعنى أن جميع الخلق متساوون بالموت والتغييب .
نعم، إن الموت يشمل جميع البشر من دون فرق بين فرد وآخر مهما تكامل أو تسافل، فالله تعالى يقول: نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ.. أو قوله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ .
ومن هنا نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله مشمول بذلك أيضًا، لكننا يمكن أن نقول وكمرحلة أولى: إن الموت وإن كان سببًا في تغييب الآثار المادية عنا نحن ممن لنا علاقة بالميت بل وممن ليس لنا علاقة بهم، إلا أن الموت لا يكون سببًا في تغييب الآثار المعنوية، كالأبوّة والبنوّة أو مطلق النسب والحب وما إلى غير ذلك .
هذا بالنسبة إلى مطلق البشر، لا لمن خصّهم الله سبحانه وتعالى بالنبوّة والرسالة والولاية وفي مقدّمتهم رسول الله صلى الله عليه وآله، فلو كان الموت قد غيّب الرسول الأعظم لما بقي حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة، فطاعته واجبة إلى يوم القيامة ومعصيته حرام إلى يوم القيامة .
وكما أن حلاله وحرامه إلى يوم القيامة مستمر وكذا طاعته، فلا مانع من استمرار شفاعته إلى يوم القيامة .
فالشفاعة ليست مادية على الإطلاق بل هي من الأمور المعنوية التي خصّ الله تعالى بها رسوله محمدًا صلى الله عليه وآله إكرامًا له ولأمته .
وهذا ليس مستغربًا أمام الله ورحمته التي وسعت كل شيء، ولا على قدرته التي اقتدر بها على كل شيء، فيقول للشيء كن فيكون .
بل إن من لا يؤمن بذلك فقد حدّد رحمة الله وقدرته، بل واستنقص من عظمة رسول الله صلى الله عليه وآله الذي خضعت لطاعته بأمر الله كل المخلوقات بما فيهم الأنبياء والرسل والمعصومون والأولياء وأولو العزم .
فإن كان كل الرسل الذين سبقوه آمنوا به قبل أن يولد فكيف بشفاعته لا تكون ممضاة ومستمرة حتى بعد موته؟!
وبالتالي فإن الموت وإن غيّب عنا وجهه الوضاء ورؤيته الغرّاء إلا إننا ما زلنا ننعم بفضل الله تعالى بفيوضاته وإشراقاته وشفاعاته وخلفائه المعصومين ونوابه وبالأخص إمامنا المهدي روحي لهم الفدى .
وكما أنه يسمع صلاتنا عليه حينما نقول: اللهمّ صلّ على محمّدٍ وآله الكرام الميامين، ولو عن طريق إخبار الله تعالى له أو الملائكة المقربين فكذلك يسمع تشفعنا عنده إلى الله سبحانه وتعالى.. فهو الوسيلة العظمى لنا عند الله، فابتغوا به إلى الله جل جلاله الوسيلة .
فكما خصّ الله سبحانه وتعالى نبيه محمّدًا صلى الله عليه وآله بالنبوّة والرسالة والإمامة والعصمة وأعطاه المقام المحمود والدرجة الرفيعة، فالله تعالى أعطاه باب الشفاعة له في حياته وبعد مماته صلى الله عليه وآله لأمته الأحياء منهم والأموات، تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات، إنك ماحي السيئات، إنك رفيع الدرجات، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وعلى فتح باب شفاعة من أذهبت عنه وعن آله الرجس به صلى الله عليه وآله لغفور رحيم .
بل ويمكنني القول باطنيًا.. إن القول بإنتهاء مفعول الشفاعة بموته صلى الله عليه وآله.. فيه عدة أمور لا يمكن الإذعان بها .
منها: سلب الشفاعة منه من قبل الله سبحانه وتعالى.. وهذا لا يمكن تصوره.. بل وإن العقل يحكم باستصحابها .
ومنها: إن مساواة موت الرسول بموت كافة الخلق أمر غير منطقي، فالآية الكريمة: (إنكَ ميّت وإنّهُم لميّتون) قد فرقت بين الموتين بواو العطف.. فلا عطف بين المتطابقين.. وإلا لكان نصّ الآية: إنك وإياهم لميتون.. أو ما يشابه هذا النمط إن جاز التعبير، فإن كان موت الخلق يُغيّب الفرد ماديًا ومعنويًا.. فإن موته صلى الله عليه وآله ليس كذلك كما أسلفنا .
ومنها أيضاً: إن من لا يؤمن بإمكان شفاعته لأمته بعد موته أو مقتله صلى الله عليه وآله، فإنه لم يبقَ له أي أثر في حياته، فالأحكام والشرع شرع الله، والنبوّة والرسالة قد تكون كالشفاعة عندهم تزول بالموت!!! وأخلاقه والتأسي بها لا ثمرة منها بعد موته صلى الله عليه وآله عندهم.. ولذلك اختلفت بعض القواعد الأخلاقية عندهم بعد وفاته.. بل وحتى زيارة قبره قد تكون محرمة عندهم، وقد سعى بعض شذاذ الآفاق ممن أخذوا الحقد على رسول الله من بني أمية والمنافقين لتهديم قبره صلى الله عليه وآله والعياذ بالله .
فأين رسول الله عندهم الآن!!؟؟ لا في الأحكام ولا في الشرع ولا في الشفاعة ولا في الزيارة ولا في المدفن ولا في الأخلاق!!!؟؟
فمن نفدت شفاعته قد تنفد شرائعه وأحكامه وأخلاقه، وتترعرع بينهم أخلاق أنداده كالشجرة الملعونة في القرآن أو التمسك بعلماء وكتب قد صنفت بعد وفاته صلى الله عليه وآله بمئات السنوات لا يُعلم صدقها من كذبها ويتسمّون بأسمائها، فنحن الإمامية لا نأخذ إلا ممن نزل الكتاب بدارهم متعنا الله تعالى وإياكم بفيوضهم وإشراقاتهم .
فيا شفيع الأمة اشفع لأمتك الذين ساروا على نهجك وودّوا أهل بيتك واتّبعوا وصيتك .
اللهم فصلّ عليه وعلى آله صلاة تامة كاملة نامية إلى يوم الدين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مقتدى الصدر


الاستاذ 23-08-2025 07:44 AM

رد: هل غيّب الموت رسول الله صلى الله عليه وآله؟ كما يغيّب موت أي فرد من الخلق؟ نُشر في الحساب الرسمي لسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) بتاريخ ٢٢ / ٨ / ٢٠٢٥
 
احسنتم النشر


All times are GMT +3. The time now is 02:20 AM.

Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025