![]() |
القرآن .. تغريدة لسماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ ١٠ / ٧ / ٢٠٢٣
http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11120
http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11121 http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11122 http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11123 http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11124 http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11125 http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11126 http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11127 |
رد: القرآن .. تغريدة لسماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ ١٠ / ٧ / ٢٠٢٣
بسمه تعالى الـقـرآن وُصف بعدة أوصاف وأسماء: أما أسماؤه: النور ، الفرقان ، البيان ، الذِكر ، الكتاب . وأما أوصافه : الكريم والعظيم والمبين وغيرها من الأوصاف . وهو الكتاب السماوي الذي أنزله الله تعالى بواسطة ( الروح الأمين ) على قلب رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله لينذر به العالمين ويبشرهم ، فيه آيات بينات محكمات وأُخر متشابهات ، فاتبع الذين في قلوبهم زيغ ما تشابه من القول ابتغاء الفتنة . ولا يعلم تفسير الآيات إلا الراسخون في العلم .. فهو كتاب يشتمل على آيات لا يمسّها ولا يفهمها إلا المطهّرون . نعم ، آيات أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر المباركة فبلّغ بها الرسول المعصوم بأفضل التبليغ والى آخر آية في القرآن الكريم : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) . وقد قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله الأعداء على إكمال تنزيله وقاتل وصيّه أمير المؤمنين علي عليه السلام على تأويله. وكلاهما : أي التنزيل والتأويل يحتاج الى عصمة من الناس سواء فسّرت بالحماية أم التنزيه. والقرآن المبين فيه مجموعة من الآيات تفوق الستة آلاف آية وتشتمل على عدة ألسنة منها: أولاً : التبشير ، قال تعالى : (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ). ثانياً : الإنذار ، قال تعالى : (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ) . ثالثاً: آيات الأحكام الشرعية ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أو قوله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَ ما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَ اتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ ) .. وغيرها من الآيات. رابعاً : آيات الأوامر والنواهي العامة . قال تعالى : (َ لا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ ساءَ سَبِيلاً) او قوله تعالى: (وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً). خامساً : آيات الوعيد الأخروي ، قال تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ) أو قوله عز من قائل : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ) وغيرها . سادساً : آيات الإثبات ، كما في قوله تعالى : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) أو قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) . ومما يلحق بثالثاً : آيات الجهاد ، كما في قوله تعالى : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَ اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ لا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً) أو قوله عزّ من قائل : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ) بل وقوله تعالى : (َمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) وغيرها من الآيات . وعلى الرغم من أن الجهاد ينقسم الى قسمين في هذه الآيات : جهاد النفس وجهاد الكفار .. لكن ذلك استغل من المعادين للإساءة للقرآن ونعته بالداعم للإرهاب والمحرض عليه ولا سيما قوله تعالى : (َ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) . ومن هنا جاء مصطلحهم : ( الإرهاب ) والذي صار بنظرهم مثلبة ضد الإسلام ، متناسين أن لكل جهة ولكل دولة جيشاً يدافع فيها تارة عن تلكم الجهة أو الدولة وأخرى يكون هجومياً على دولة أو جهة أخرى ، ومتناسين أنهم ودولهم يعترفون بذلك ضمناً .. فيحاربون كل من يحاول المساس بدولهم ، ويغيرون على دول أخرى بحجة ما .. والذين نسمّيهم : ( بالإحتلال ) أو ( الإستعمار ) ولا سيما لدول المسلمين . ومتناسين أيضاً أن جوهر القتال والحرب والجهاد هو إرعاب وتخويف الطرف الآخر وإلا لما حسمت المعركة لصالحهم ، ومنه ( ترهبون ) أي تزرعون في قلوبهم الخوف كي تنتصروا ومتناسين أيضا أن الغزوات أو الجهاد الهجومي عندنا لا يكون إلا بأمر المعصوم بل وفي زمنه حصراً أو مع وجود نائب الإمام الخاص على الأحوط عند البعض . وما قام به بعض المحسوبين على الإسلام تاريخياً أو حالياً لا يخلو من إشكال شرعي. وخصوصاً إنهم تركوا العدو الأساسي والرئيسي وصاروا يقتلون المذاهب الإسلامية بعد تكفيرهم بلا حجة. لذا يجب على الجميع أن لا ينظروا الى الإسلام بمنظار المذاهب المتشددة .. فهي مذاهب مستحدثة تتبع بعض ما يرد في كتبهم من روايات وأحاديث ضعيفة ولا يتبعون القرآن ولا يستطيعون تفسيره .. فكما جعلوا لله يداً مادية فجعلوا لأنفسهم حقاً بحزّ الرقاب وإقامة الحدود المعطلة عندنا . فالإرهاب الوارد في الآية الكريمة أعلاه هو إعداد العدّة ومن رباط الخيل ولا يعني الهجوم والقتل وحزّ الرقاب وقتل المدنيين وتكفير الآخرين بغير حجة ومن غير إعلانهم العداء للإسلام. وبمعنى آخر : تحصنوا وتجهزوا بحيث لا يقدم العدو على مهاجمتكم بسبب الخوف من الإقدام على ذلك لما قمتم به من تجهيز العدّة والعدد والمرابطة في الثغور. لكن الفكر الضحل لبعض الفرق الإسلامية الشاذة حرف تفسير وفهم هذه الآية مع شديد الأسف فنتج منها تشويهاً لسمعة الإسلام والإسلام منهم براء. وأما باقي أحكام الجهاد ، كقوله : خذوهم واقتلوهم فلعل المراد منه القتل المعنوي بمعنى الجهاد الثقافي ضدهم أي ضد المنافقين المندسين بين صفوف المسلمين .. فيجب فضحهم وإعلام المؤمنين بأفعالهم وفعالهم. وإذا كان المراد منه القتل المادي فهو لا يكون إلا عن طريق القضاء الشرعي إن جاز التعبير، فقوله تعالى : خذوهم : أي اعتقلوهم ضمن طائلة القانون الشرعي أو ما يسمى بالمحاكم المقرّة من المعصوم وتحت نظرهم لا قتلهم وفق الشهوات . إذن ، يجب الرجوع الى الفاروق علي أمير المؤمنين والقرآن الناطق ومن سار على نهجه في فهم الآيات وتفسيرها لا الرجوع الى من هبّ ودبّ ممن ملئت قلوبهم غيظاً وحقداً على الحق وأهله. هذا وإذا أردنا العود الى ألسِنة القرآن الكريم وتقسيم آياته فإنه ليس منها ( الآيات الأخلاقية) لأن جميع آياته أخلاقية فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) فكل القرآن وكل الاحاديث والروايات أخلاقية سواء منها آيات الأحكام أو آيات الجهاد أو غيرها مطلقاً. وعموماً فإن الدين الاسلامي والقرآن الكريم وإن خصّ الاسلام وجعله الدين الحق الأوحد حيث قال تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) أو قوله تعالى : (َ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) إلا إنه في نفس الوقت قال تعالى: (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) او قوله عزّ من قائل: (وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ….). فكل عمل يجبر الآخرين على دخول الإسلام فهو ليس من الإسلام في شيء وقد يشمل ذلك حتى بعض ما يسمى بالفتوحات الإسلامية بعد وفاة أو استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله وخصوصاً إن الفتوحات العسكرية كما يعبّرون عنها بالاصطلاح الحديث قد تسبّب نفوراً كما حدث في الأندلس وخصوصاً بعد ما حدث من تصرفات سلبية من الفاتحين. وأما الجهاد الثقافي والترويج بطرق غير العسكرية العلنية قد ينتج استجابة سريعة كما يحدث الآن من استجابة لدعاة المذهب الحقّ في كافة بقاع العالم وأصقاعه. بيد أن الأهم من ذلك كله هو أن لا يستغل ذلك التسامح والاعتدال من المسلمين من قبل أعدائهم فيعلنون العداء لهم ويشنون عليهم الحروب والقتل والتنكيل والاستهزاء والتعدّي على قرآنهم وكتبهم ونبيّهم كما حدث في السويد والدنمارك وما شاكل ذلك أو ما تقوم به دولة الشر إمريكا من احتلال لدول المسلمين. نعم، إن الإساءة لرسول الإسلام كالإساءة للقرآن بل هي أشد، إلا إنها بنفس الدوافع، أعني أن الغرب ينعت الرسول بالإرهاب وبصفات سيئة لأسباب روّجتها بعض الفرق الشاذة وأشهر تلك الإشكالات المطروحة ضد رسول الإسلام، هي: ( كثرة الزواج ). وهنا يمكنني تعليل ذلك، بعدة أمور، منها: الأمر الأول: إن كثرة الزواج يعني حبه للنساء، وهي صفة محمودة لا مذمومة لما فيها من الرحمة والشفقة والإنسانية والأخلاق الرفيعة وخصوصاً في بيئة كانت تظلم المرأة وتمتهنها وتعاملها بأسوأ المعاملة. فإن قيل: إن ترجمة المحبة للنساء بالزواج أمر خاطئ، فيمكن محبتهن بطريقة أخرى. قلنا: إن دائرة التعامل الإسلامي مع النساء ضيقة، لا تشبه التحرر المقيت للغرب .. فلا يمكن للمسلم التعامل مع المرأة إلا وفق قوانين محددة ومن دون اختلاط محرّم. وعليه فلا بد من تحليل شرعي لتعامل النبي مع النساء عن طريق الزواج أو القرابة فقط. وخصوصاً إن لنا في رسول الله أسوة حسنة .. مضافاً الى ما في القرآن من نظم تعطي قانوناً إسلامياً في التعامل مع المرأة. الأمر الثاني: إننا ننزهه صلى الله عليه وآله من الشهوات الجنسية المفرطة، إذن ، فالسماح له بتعدد الزوجات من دون حد إنما هو لإعلاء النساء وإعطائهنّ المرتبة الدنيوية والأخروية المناسبة لهنّ من خلال تقريبهن إليه بطريقة شرعية .. وإن أساءت بعضهن إليه .. فلا تنافي. الأمر الثالث: إن تعدد الزوجات بلا حدّ: ( مثنى وثلاث ورباع ) إنما هو من مختصات المعصوم فقط لإمكانه العدل بينهن، ولا يمكن أن يكون ذلك لغيره، لأن الله تعالى يقول: (َ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَ إِنْ تُصْلِحُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) .. إذن فتعدّد زوجاته لبيان عدالته بل ولبيان العدالة وآلياتها وطريقها على أكمل وجه. وخصوصاً بعد أن نعلم صعوبة العدل بين الأربع زوجات فضلاً عمّا يزيد عنها. وهنا يمكنني تعليل ذلك، بعدة أمور، منها: الأمر الأول: إن كثرة الزواج يعني حبه للنساء، وهي صفة محمودة لا مذمومة لما فيها من الرحمة والشفقة والانسانية والأخلاق الرفيعة وخصوصاً في بيئة كانت تظلم المرأة وتمتهنها وتعاملها بأسوء المعاملة. فإن قيل: إن ترجمة المحبة للنساء بالزواج أمر خاطئ، فيمكن محبتهنّ بطريقة أخرى. قلنا: إن دائرة التعامل الاسلامي مع النساء ضيقة، لا تشبه التحرر المقيت للغرب.. فلا يمكن للمسلم التعامل مع المرأة إلا وفق قوانين محددة ومن دون إختلاط محرّم. وعليه فلابد من تحليل شرعي لتعامل النبي مع النساء عن طريق الزواج أو القرابة فقط وخصوصاً إن لنا في رسول الله أسوة حسنة.. مضافاً الى ما في القرآن من نُظم تعطي قانوناً إسلامياً في التعامل مع المرأة. الأمر الثاني: إننا ننزهه صلى الله عليه وآله من الشهوات الجنسية المفرطة، إذن، فالسماح له بتعدد الزوجات من دون حد إنما هو لإعلاء النساء وإعطائهنّ المرتبة الدنيوية والأخروية المناسبة لهنّ من خلال تقريبهم إليه بطريقة شرعية.. وإن أساءت بعضهن إليه.. فلا تنافي. الأمر الثالث: إن تعدد الزوجات بلا حدّ : (مثنى وثلاث ورباع) إنما هو من مختصات المعصوم فقط لإمكانه العدل بينهم، ولا يمكن أن يكون ذلك لغيره، لأن الله تعالى يقول: (وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَ إِنْ تُصْلِحُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً).. إذن فتعدد زوجاته لبيان عدالته بل ولبيان العدالة وآلياتها وطريقها على أكمل وجه. وخصوصاً بعد أن نعلم صعوبة العدل بين الأربع زوجات فضلاً عمّا يزيد عنها. الأمر الرابع: إن تخصيص الرسول بتعدد الزوجات ليس فيه أنانية ولا تكبّر والعياذ بالله.. وإلا لأخذ لنفسه وأعطاها حق التصرف بالأموال وهو الذي عاش متقشفاً زاهداً بمتاع الدنيا وملذاتها.. وفي ذلك إشارة واضحة لعدم الزهد في الزواج فهو أمر أخروي لا دنيوي، ولذلك ورد: تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني مباهٍ بكم الأمم. الأمر الخامس: إنه صلى الله عليه وآله وسلم أعلى مصداق لمجاهدة النفس والكمالات الأخروية، ومع علمه بإساءة بعض زوجاته فهو بمثابة مجاهدة للنفس، فالكمالات لا محدودة حتى لمن لا يُتصور منه إتّباع النفس الشهوية إذ لا نفس شهوية له صلى الله عليه وآله. فنبيّنا معصوم لا خطأ في ساحته وقرآننا قرآن الدولة والحكم والحكمة والانسانية والتسامح ومعاقبة المسيء بما يليق بعد المغفرة واللطف ومن عاد فسينتقم الله تعالى منه. فلا إرهاب إلا لمن يرهبنا ولا قتل إلا لمن إعتدى ولا عقاب إلا لمن لا يُنتظر منه التوبة والرجوع الى القانون والطاعة. ولذلك فأئمتنا لم تصدر منهم العقوبات وتطبيق الحدود إلا النزر القليل لما كانوا يتحلّون به من إنسانية ورحمة ولطف وطلب التوبة للمسيء والمذنب، فكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يشيح بوجهه عن المرأة التي تعترف بذنبها وكأنه يعفو عنها لا كالذين يتلذذون بإقامة الحدود بغير حجة شرعية وبلا سلطة سماوية. فالتسامح الاسلامي ثابت حتى للمذنب فضلاً عن ما دونه، ولا كالقوانين الوضعية التي ليس فيها نصوص عفو وتسامح إلا ما شذّ وندر. وما يتعرض له الاسلام والقرآن من هجمة عالمية ومنذ فترة ليست بالقصيرة زادت حدتها في الآونة الأخيرة، جاءت لأسباب عديدة، منها: السبب الأول: التشدّد الذي يصدر من بعض المنتمين للاسلام ظاهراً وعلى رأسهم التنظيمات المتشددة كالقاعدة وداعش وأشباهها. السبب الثاني: التشدّد العلماني والإلحادي كما حدث في نيوزيلاندا ضد مصلي المسجد وما شاكل ذلك. السبب الثالث: تعبئة عقول الشباب بالعنف من خلال الألعاب الالكترونية كبوبجي وغيرها. السبب الرابع : إن ترويج الغرب للفواحش والتحرر من قوانين السماء يقتضي معاداة أهم طرق السماء وتشويه سمعة أهم دين سماوي ألا وهو الاسلام. السبب الخامس: طبيعة الانسان الشهوية ميالة للتحرر والإنغماس بالملذات وعدم الخضوع لأي قانون ليس فيه عقوبة دنيوية معجّلة كالسجن أو الغرامة أو حتى الإعدام. فيظن هؤلاء أن لا عقوبة ستطالهم فيما لو إرتدّوا عن دينهم أو أحرقوا القرآن أو تخلوا عن ثوابتهم الدينية وخصوصاً فيما يخص الشهوات الجنسية الميمية وغيرها. السبب السادس: عدم التصدي لتلك الهجمات المعادية للاسلام ثقافياً أو إجتماعياً فضلاً عن ما هو أكثر من ذلك. السبب السابع: الحرب الطائفية الدائرة بين الطوائف الاسلامية وعلى رأسها الحرب الطائفية بين السنة والشيعة والتي أنست الطرفين التصدي لما هو أهم من ذلك. السبب الثامن: وهو ما أسميه: (الاستحقاق) فقد بات الاسلاميّ الحقيقي غريباً بسبب إبتعاد الكثير عن تعاليمه من جهة وتشدّد بعضهم بلا حجة شرعية فكانوا بين قال وبين غال.. أو بسبب الإنحراف عن جادة الصواب وعن وصية رسول الله في يوم الغدير الأغر. السبب التاسع : إن الثالوث المشؤوم قام بتفتيت الشعوب العربية والاسلامية واحتلال دولها بشتى أنواع الاحتلالات وألهى الآخرين بالفقر والمشاكل وحان وقت إنقضاضهم على أصل الدين وأصوله وثوابته. السبب العاشر: السياسة والصراعات السياسية، فقد فضّل البعض الردود السياسية التافهة ضدّ أعداء الدين كاستدعاء السفير وما شاكل ذلك مضافاً الى تقديم المصالح السياسية على الدينية أو حتى تقديم المصالح الاقتصادية على الثوابت الاسلامية.. متناسين قوله تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) السبب الحادي عشر: العولمة، فإسقاط الأديان وعلى رأسها الاسلام سيخضع الجميع لسلطة قانونهم الوضعي ولاستكبارهم وعتوّهم وبالتالي إخضاع الشعوب ونهب ثرواتهم وخيراتهم ومن ثم إستعبادهم وإذلالهم. السبب الثاني عشر: ازدواجية الغرب في تطبيق الحرية والديمقراطية.. فيجيزون حرق القرآن ولا يعتبرونه تحريضاً وكراهية كبرى ولا يجيزون حرق علم المجتمع الميمي ويعتبرونه تحريضاً وكراهية كبرى!!! ومن الواضح إن استهدافهم للاسلام دون غيره من الديانات السماوية واستهداف القرآن دون غيره من الكتب السماوية لأن الاسلام بما هو وبغض النظر عن المسلمين وتصرفاتهم هو العدو الوحيد لهم حالياً أو قل الأهم والذي قرروا إزاحته بكل ما أوتوا من علم وقوة وما أوهنها! وخصوصاً إذا نظرنا الى ما في التوراة والإنجيل من ذكر ولو مبطن للاسلام ونبيه وقرآنه بل والنظر الى مصلح آخر الزمان الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئه الشرق والغرب ظلماً وجوراً. كل هذه الأمور تجعلهم في قلق دائم من الاسلام بما يسمى بالمصطلح الحديث: (اسلام فوبيا) كما إنهم يستعملون ضده كافة الاسلحة المتاحة دون (الحوار) لعدم امتلاكهم الحجة الدامغة في حوارهم مع الاسلام بل إن الاسلام هو من يمتلكها أكيداً. لكنهم يتهربون من ذلك بحجة وأخرى كي لا تنكشف عوراتهم ومساوئهم وثغراتهم الديمقراطية والتحررية. ومن هنا أدعو جميع الأطراف الى حوار شامل جاد بين الأديان كي توضع النقاط على الحروف لا خوفاً ولا تملقاً ولا ضعفاً بل هذا ديدننا وإلا آلت الأمور الى ما لا يحمد عقباها. كما إن على الشعوب المسلمة كافة ولا سيما العراق والسعودية وايران ومصر وغيرها من الدول القيام بواجبها ضد هذه الهجمات بما يليق وإلا فإن الساكت عن الحق شيطان وسيناله غضب لا يستثنى منه أحد، كما قال تعالى: (وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) ولاتَ حين مندمِ. السيد مقتدى الصدر |
رد: القرآن .. تغريدة لسماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ ١٠ / ٧ / ٢٠٢٣
احسنتم النشر
|
All times are GMT +3. The time now is 01:41 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025