منتدى جامع الائمة الثقافي - القرية الصغيرة .. تغريدة الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر 8 / 6 / 2020

[align=right]القرية الصغيرة
قال السيد الوالد ( تقدست روحه الطاهرة ) في إحدى خطبه من مسجد الكوفة المعظم : إنّ أمريكا وإن زعمت تحكيم سيطرتها على كل العالم حتى أصبح العالم تجاهها كالقرية الصغيرة كما يعبّرون ... الى آخر قوله .
ويمكننا هنا أن نستنبط من مصطلح { القرية الصغيرة { أو ما يقابله من المصطلح المشهور ( العولمة ) أي جعل كل شيء عالمياً حتى القرارات وبالتالي رضوخ الجميع الى كل ما يفعله الشخص المعيّن أو الدولة ( العظمى ) المعيّنة .
ويسعني هنا أن أقول : إنّ أمريكا قد نجحت ولو جزئياً في ذلك مما أثر في تعاملاتها مع دول { القرية الصغيرة } ظناً منها أنها المتصدر الأول في القرارات والتكنلوجيا والتطور العلمي والثقافي .
وبعد أن استخفّت بالعالم كله .. أطاعها ، كما في قوله تعالى : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ) وصارت تتعامل مع الجميع بتعالٍ وتكبّر وصدَقَ عليها أنها قمّة الإستكبار العالمي .
وهي كانت وما زالت تحاول إرضاخ الجميع بآليات وطرق إرهابية كالحروب والقتل والترويع وكيل التهم مبتعدة كل الابتعاد عن أوامر السماء والقوانين السماوية .
ولا يهمها في فرض سيطرتها على العالم سوى ازدياد هيمنتها وقوتها وعتوّها من خلال ترسانتها الحربية والنووية والبايلوجية وما الى غير ذلك غير آبهةٍ بالشعوب واحتياجاتهم .. تلك الشعوب التي عصفت بها رياح الفقر والمرض والجوع والجفاف والتلوث والاقتتال الداخلي .. حتى جعلت من كل ذلك ذريعةً وحجةً على هيمنتها وعولمتها للعالم أجمع .
نعم ، إن امريكا تتحدّى السماء كما تحدّتها بمكوكها الفضائي من ذي قبل .
نعم ، إنها بنَت صرحاً لتطّلع على إله السماء وهي تظنه كاذباً ، كما في قوله تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ) . ذلك التحدي الذي جرّ أمريكا وحلفاءها الى نزول البلاء السماوي العالمي عليها وعلى كل من أطاعها بل وشمل الجميع : وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَـمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَـمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ۔
ونحن كمسلمين ومن المؤمنين بالقرآن الكريم .. لو تتبعنا بلاء السماء لوجدنا أغلبه بلاءً مناطقياً محدوداً يصيب قوماً معيّنين أو رقعة جغرافية معينة كقوم عاد وثمود وغيرهم كثر . أما اليوم .. فإنّ البلاءَ بلاءٌ سماوي عالمي .. جاء ذلك لأن ( فرعون العصر ) : أمريكا ظنت أنها المسيطر الوحيد على العالم متناسية ومتغافلة عن إله السماء وخالق الكون الذي أخضع العالم بمخلوق مجهري لا يُرى بالعين المجردة .
وكشف زيف ادعائها بأنها المسيطر الوحيد وأنها القادرة الوحيدة على حل مشاكل العالم .
بل وقد ابتلاها بثورة شعبية عارمة زعزعت أمن ( البيت الأسود ) .. بعد أن كانت تدّعي الحرية والديمقراطية وأنها الحل الأنجح والأنجع للحكم في العالم .
وإنني بعد ذلك أرى من الضروري بل ومن المتعين على أمريكا أن تغيّر من نهجها العدائي والاستعلائي مع شعبها أولاً ومع شعوب العالم كلها ثانياً وأن تسحب قواتها المحتلة من كل البلاد وعلى رأسها العراق بنحو يحفظ للشعوب هيبتها وكرامتها وأن تجيّر ما منّ الله عليها من مال وسلاح وسلطة وتطور علمي لأجل إنقاذ ما يسمونه بدول العالم الثالث ونشر السلام والوصول الى حلول سريعة من أجل إنقاذ العالم من بلاءاته أجمع وإلا فإن ما أصابها من بلاء عام وخاص سيكون كأول الغيث لو صحّ التعبير وسيُصب عليها البلاء صبّاً ..
ولقد أعذر من أنذر .
ولتذعن بأنّ المسيطر الوحيد على العالم هو ( الله ) .
عبد الله
مقتدى الصدر
[/align]