منتدى جامع الائمة الثقافي

منتدى جامع الائمة الثقافي (http://www.jam3aama.com/forum/index.php)
-   ألمنبر الإسلامي العام (http://www.jam3aama.com/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الإنسان المؤمن (القيادة الخفية) (http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=2715)

سائل المعرفة 17-04-2011 02:25 PM

الإنسان المؤمن (القيادة الخفية)
 
حينما بعث نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لهداية الناس وإصلاح الفاسد من أمورهم وعقائدهم، اعتمد رسول الله أسلوبين في العمل لنشر رسالته وبشكل متزامن الأسلوب الأول النزول إلى المجتمع ومواجهته وجهاً لوجه ودعوته إلى الهداية، والأسلوب الثاني تربية وتأهيل بعض المؤمنين ليكونوا قادة ودعاة أينما حلوا في أي زمان ومكان وهؤلاء هم من اعتنى بمخاطبتهم وتربيتهم القرآن الكريم أيما عناية، فكانوا بحق مؤمنين أوفياء لما آمنوا به فلم ينقلبوا على أعقابهم رغم كثرة الفتن وتلونها وإقبال الدنيا عليهم تارةً وجفائها عنهم تارةً أخرى، فأدوا الأمانة وبذور بذور العقيدة المحمدية الحقة عقيدة آل بيت النبي الأطهار، فازدانت الأرض بتلك الأزهار التي أنبتت بذورها تلك النفوس المؤمنة، فكانت خمائل الولاء لآل البيت (عليهم السلام) في نجد والحجاز واليمن والعراق والشام ومصر وبلاد فارس وبلاد المغرب العربي .


ومن أهم ما نستخلصه من سيرتهم وتجاربهم رجاء أن يكون منهاج عمل لجميع المؤمنين في أيامنا هذه ومذهب أهل البيت وأتباعه يتعرضون إلى أقسى ألوان الظلم والجور:
  1. إن ميدان الإنسان المؤمن الذي يصقل من خلاله إيمانه، هو مجتمعه وليس صومعته أو عزلته وعدم اختلاطه بمحيطه .
  2. إن الله جعل عباده المؤمنين مصابيح هداية تهتدي بها البشرية حينما تغشاها ظلمة الجهل والضلال، فيا أخي المؤمن ويا أختي المؤمنة لا تبخسوا أهمية دوركم في إصلاح وهداية مجتمعاتكم لأن التوفيق في هذا الأمر حاصل حتماً وإن لم تدركوا أثراً له .
  3. إن الإنسان المؤمن فاعل بوجوده المجرد والغير مقصود، بمعنى أن الإنسان المؤمن يترك أثراً إيجابياً على المجتمع الذي يتواجد فيه حتى وإن كان لا يقصد التأثير.
  4. إن إضافة المقصودية (النية) إلى ذلك الوجود يضاعف من حجم التأثير الإيجابي للمؤمن في محيطه الاجتماعي .
  5. إذا اجتمعت مع ذلك الوجود وتلك النية وسائل التأثير والتي مَنَ الله بها على جميع خلقه وتمثلت في قول أو فعل من الإنسان المؤمن عند ذلك تكون حتمية إحداث التأثير المطلوب في المجتمع .
  6. عدم الاستهانة بأي قول أو فعل مهما كان بسيطاً في طريق الهداية والإصلاح وإن لم يُدرَك أثره في حينه .
  7. يتحرك الإنسان المؤمن ويعمل دون أن يُعَرِفْ عن نفسه بعنوان معين ولا يكشف عن مقاصده وخططه ـ لا أقصد السرية ـ بل لأن بعض العناوين التي يضع المؤمن نفسه تحتها قد تكون عائق في تحقيق الإصلاح عند مجتمع ما وكذلك البوح بالمقاصد والخطط ـ فالكتمان وعدم الخوض فيما هو غير ضروري ضمانة أكيدة لتحقق الإصلاح المطلوب .
  8. للمؤمنين إمكانية النفاذ إلى أي وسط اجتماعي مهما كان صغيراً أو منغلقاً لتحقيق الهداية والإصلاح، وكمثال على ذلك تمكن المؤمنين من تحقيق الهداية والإصلاح لقيادات متقدمة في بعض الحكومات أو لأشخاص مؤثرين في بعض الأسر الحاكمة .
  9. إن العطاء الذي يقدمه المؤمن من أجل تحقيق الإصلاح الذي يريد يتنوع بين بذل الوقت وإن طال سنين والجهد وإن وصل إلى حد الإعياء والمال وإن أفتقر والمكانة الدنيوية وإن أصبح من عامة الناس وآخرها النفس والجود بالنفس أقصى غاية الجود. وذلك مما شاهدناه عند بعض المؤمنين في أيامنا هذه .
  10. لكل ما تقدم في النقاط السابقة فأن أئمة الجور والضلال تتملكهم الحيرة والخوف حينما توضع أمامهم تقارير عن حالة مجتمعهم وما هي التوجهات السائدة فيه فعلى سبيل المثال: أثار ارتفاع نسبة الحجاب في أحد البلدان العربية وخصوصاً في الجامعات الرعب والخوف لدى حكومة ذلك البلد فحاولت أجهزته الأمنية تشخيص من كان وراء ذلك التوجه .

الراغب 23-04-2011 10:25 AM

أحسنت ياأخي وبارك الله فيك على هذا الطرح الرائع والعلاج الناجع للمؤمن الذي يربو الى ان يكون مؤثرآ في مجتمعه 0جعلنا الله واياكم منهم0أمين

ابو محمد 23-04-2011 09:14 PM

أحسنت أخي سائل المعرفة
فهذا الموضوع من المواضيع المهمة في هذا الوقت بالتحديد حيث الجميع يتسائل ويبحث عن ما يواجهه المجتمع ةطرق الأصلاح
ولكن أخي الغالي أجد أن النقطة الأولى
اقتباس:

(
إن ميدان الإنسان المؤمن الذي يصقل من خلاله إيمانه، هو مجتمعه وليس صومعته أو عزلته وعدم اختلاطه بمحيطه .)

تختلف عمليا عن النقطة الثالثة
اقتباس:

(
إن الإنسان المؤمن فاعل بوجوده المجرد والغير مقصود، بمعنى أن الإنسان المؤمن يترك أثراً إيجابياً على المجتمع الذي يتواجد فيه حتى وإن كان لا يقصد التأثير.)

مما ذكرت
فكيف يستطيع المرء أن يعمل في المجتمع مع ما نسمعه (لا أمر لمن لا يطاع ) وكذلك ما ذكرته الروايات (أذا تشابكت عليكم الفتن فعليكم أحلاس بيوتكم) وكذلك فنحن نعلم أن الزمن يتطلب السرية والكتمان مع ما يشكل خطرا على كل مصلح في زماننا الحالي
وهذه القواعد بدورها غير شاملة للجميع فنجد أن أصحاب الحل والعقد المتصدين لكثير من الأمور يستطيعون الحركة و(الأصلاح) الا أنهم مع ذلك يفسدون ولا يصلحون على المستويين الديني والسياسي
بينما نجد أن الكثير ممن يسيرون في طريق التكامل والأستعداد لأستقبال المصلح العالمي غير قادرين على أي عمل الأمر الذي يجعل من حركتهم في خطر على أنفسهم وثلمة لا تعوض
فيكون ما ذكرت لأمرين مهمين هو الأقرب الى الواقع المطلوب من المصلحين ويكمن ذلك في
-الكتمان والسرية في الخط التكاملي وهذا ما صرح به وأكد عليه قائدنا السيد القائد مقتدى الصدر
-والأمر الثاني يكون بالتخلق بأخلاق وسيرة أهل البيت الأطهار بحيث يكون الفرد داعيا الى الله من خلال أخلاقه وعلمه وكما ورد في الحديث (كونوا لنا دعاة صامتون)
تقبل مني وافر المودة والأخوة
وأتمنى منك الأستمرار بهذا الأسلوب في طرح المواضيع والأسئلة التي تزيد من فكر وفهم القارئ الباحث عن العلم والتعلم


All times are GMT +3. The time now is 02:44 PM.

Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025