![]() |
رسالة السيد القائد مقتدى الصدر الى الطفل العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك يا طفل العراق , السلام عليك يا غصن العراق المخضر , السلام عليك يا جيل العراق الصاعد , السلام عليك يا ريحانة العراق الفواحة بالأريج والمسك , السلام عليك من طفلٍ تربى بأحضان المقدسات , السلام عليك من غصنٍ ترعرع من ماء فراتٍ سائغ شرابه , السلام عليك من جيلٍ بأيادي الهدى قد تكامل , السلام عليك من شجاعٍ للشجاعة يصبو , السلام عليك من طفلٍ بحب المقدسات يعلو . أيها الطفل العراقي العزيز : أنت نواة العراق وأنت منبع الأجيال , أنت ربيع العراق وأنت مستقبل العراق , فإن أخذنا بيدك نحو التكامل , تكاملَ العراق , وإنْ حاكَ الأعداء ضدكَ المؤامرات فنحو تسافلٍ ذاك العراق ـ لاسمح الله ـ يا أطفال العراق ,, يافلذات أكباد الرجال والنساء , بكم يحلو البقاء وبكم يندفع الشقاء , وأنتم يامن تبعدون العناء , أبعد الله عنكم الفناء , وعمّر بكم السخاء , وقرّب بكم الرخاء , إنه على ذلك من القادرين . أما بعد ,, فإني أوجه رسالتي المتواضعة هذه الى جيوشِ الحقِ مستقبلاً , وأعداء الباطل دوماً , لآخذ بيدهم من ظلمة الطريق الى نور البريق , ومن ذلة العار والخضوع الى شمس الحرية والسطوع , لكي يبنوا عراقنا الحبيب بأيادٍ لم تتلطخ بالدنيا الدنيةِ بعد , فأنت الطفلُ البريء الذي مازال في بحبوحةِ السلام والوئام , ولتعلم إنّ التعلمَ بالصغر كالنقشِ على الحجر , فإنك إن تمسكتَ بتعاليم دينكِ الحنيف من الآن , فأنتَ له حافظ ولأحكامه مُطبق , بل لعلك لإستنباطه قادر . وإن جعلتَ صلاتك معراجك فأنتَ عن الفحشاء والمنكر تحيد , وللصلاح والاصلاح تميل , وإنْ أطعتَ الوالدين فذاك برٌ جميل , فلا تعصِّينهم بل كن لهما بأخلاقك الحسنة ولسانك الطيب مُنبّه ولا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما فقد ربياك جيلاً وأجيالاً , وعاماً وأعواماً , وبذلوا من أجلك أموالاً وأموالاً , وتحملوا أحمالاً وأحمالاً , من أجل أن تكبر وتترعرع فتأخذ بيديهما كباراً , لكن إنْ جاهداك على أن تُشرك بما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما , لكنْ كُنْ لعزتهما طالباً , ولذلتهما غير راغبٍ , فصاحبهما في الدنيا معروفاً وإتبع سبيل من أناب . فإن قصّر الكبير فأنت له مذكّر , لكن لا تجعل ذلك طريقاً لبعد الناسِ عنكَ , بل إجعله طريقاً لإرضاءِ الله أولاً وهداية الناس ثانياً , فبفعلك الصالح تأمُر وبترككِ للطالح تنهى , وكُنْ مقدماً للكبير دوماً إلا ماحّرم الله , فإحترامُ الكبير واجبٌ , ألا ترى الكبير يعطف على الصغير , فهذه سُنّة الله في أرضه وحدود الله في خلقه فلا تتعداها , وكُنْ قواماً بالقسط فلا الضحك دوماً ولا الغضب يكن لك عادة , بل توسّط في كل الأمور فلكلٍ مورد , ولا تُخالط أصدقاء السوء فإنهم للباطل يُقرِّبوك وعن الحقِ يُبعِدوك , وإحذر كُلَّ الحذر فإنّ الشيطان يتربص بك السوء فلا تجعل له عليك سبيلاً , وإعلم إنك موجودٌ في كل مناطق العراق , فأرض العراق أرضك , فلابد لصوتك أن يسمو مادام بالحق يعلو , فهو مطلوب , فإجعل بصوت الحق عراقاً للعلم والتقوى مناراً , وللوئام والسلام ملاذاً , وإني أتمنى لك العيش في عراقٍ مستقلٍ آمناً , وأدعو الله أن يُبعد عنك شرور كل معتدٍ أثيمٍ , فهاهو المحتل يتواجد في بلادنا الحبيبة ليفسد عقول أطفالنا , فأحذروا ولا يغرّنكم تقلبه في البلاد , فهو عدو الله وعدوكم وهو الباطل بعينه , وإنّ الباطل كان زهوقاً , والحق يعلو ولا يعلى عليه . وإعلمْ أنّ قلب الطفل تملؤه الفطرة الجيدة والبراءة الرائعة فهو لازال نظيفاً غير متسخ بأتربة الفساد والرذيلة , وغير متشح بأزِّمة القنوط والبؤس فإنه لازال كبرعم أخضر يانع يتقبل كل جميل ولطيف , وأبوابه مفتحة لربه وللحق معاً , فغدا يزهو بإيمانٍ ودين , ذاك قلبٌ إن ملأته بالحق كان صالحاً , وإن ملأته بالباطل كان طالحاً , ربنا فقنا عذاب النار , فلذا فإنه بمجرد بزوغ شمس الهداية والصلاح ونور الكمال والفلاح فإنّ شعاعهما يصل قلوب كانت جاهزة لمثل ذلك , ألا وهي قلوب الأطفال فإخترقت أشعة الهداية قلوبهم وعقولهم لتبني جيلاً كاملاً متكاملاً , ليأسس البنيان فوقه , فالطفل كأساس للبنيان إن كان قوياً علا وكبر البنيان , وإلاّ كان قليلاً . والطفل كالوعاء إن كان صالحاً , إستطاع الحق أن يستقر فيه وإلاّ فعنه يحيد , وحيث كان الطفل عائداً الى مربيه أياً كان سواء الأب , أم الأم , أم غيره عموماً , فيا إخوتي إنّ بين أيديكم جيلاً أحب الحق وإتبعه صدقاً , فليكونا لأولادهما قدوة في الحق , وليُعبّدن طريقاً لأطفالهما مستقيماً , فإنهما مسؤولان عنه يوم القيامة , وليتخذا طريق الحق سبيلاً ليحذو الطفل حذوهما , وليجعلا من أولادهما وعاءاً للخير , ليريا منه كل جميل , فإنهما إن أخذا بيده صغيراً فسيأخذ بيديهما كبيراً , ومن زرع الخير في نفوس الأطفال يحصده بعد حين , وكذا الشر لاسمح الله . فتجنب أيها الكبير أن ترتكب الأخطاء أمامه فلعله ثقة بك يحسبه حقاً , وتجّنب أن تتركه بلا رقيب فإن كبر على الباطل ندمت , وإن كبر على الفساد حرمت , فكن رقيباً على نفسك أولاً , وعليه ثانياً فهذا واجبك . وإعلم أن الايمان فيهم مزروع , والكفر فيهم مقلوع , فقد قال تعالى : (( لكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم , وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان )) وهذا من الصغر بطبيعة الحال , وإعلم أنّ السيد الوالد ( قدس سره الشريف ) قد علمّنا الصلاة صغاراً , وحثنا على الصوم صغاراً , وكان مراقباً لنا في حياتنا , فإن أخطأنا نهانا , وإن أصبنا جازانا , وإلتزمنا العلم ملاذاً , والدين مآباً , والورع لباساً , وهكذا يبني جيلاً وأجيالاً , فإحذوا حذوه لكي يرضى عنا أولاً وآخراً . وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين . مقتدى الصدر |
رد
مشكور على النشر
|
اللهم صلّي على محمد وال محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم جزاك الله خير جزاء المحسنين ننتظر منك المزيد |
رد
يالها من رسالة ضمت بين دفتيها ما يجب على الاباء والابناء فعله
ولفتت انظار الجميع الى واجبهم تجاه وطنهم فجزى الله كاتبها الف خير ووفق الله ناشرها الى ما يحب ويرضى |
رد: رسالة السيد القائد مقتدى الصدر الى الطفل العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على سيدنا القائد مقتدى الضرغام حفيد كافلي الارامل والايتام , ومأجور اخي العزيز على هذا الجهد المبارك |
All times are GMT +3. The time now is 10:09 AM. |
Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025