منتدى جامع الائمة الثقافي - مرحباً بأُم أبيها

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحباً بأُم أبيها

جاء في كتاب الاسرار الفاطمية رواية تبين فضل فاطمة الزهراء عليها السلام يقول (ثم جاءت آية ثانية تتحدث عن مكانة زوجات النبي وأنهن بمثابة الأمهات لكم أيها المؤمنون قالت الآية : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) الاحزاب آية 6. وهذا يعني أن عائشة أُم المؤمنين وأن زينب بنت جحش أُم المؤمنين ، ومارية القبطية أُم المؤمنين ، وحفصة أُم المؤمنين ، وخديجة الكبرى أُم المؤمنين .. فأثارت هذه الآية سؤالاً عريضاً على الشفاه السؤال هو : إذا كانت كل واحدة من زوجات النبي أُماً للمؤمنين .. فاطمة أُم من؟ وهنا جاء الجواب على لسان الرسول الأمين الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال « فاطمة أُم أبيها ... » ومن ذلك الحين أصبحت فاطمة أُم أبيها ، وصار الرسول يناديها بأُم أبيها ، فيقول : مرحباً بأُم أبيها)(1).
يمكن أن نستدل من هذه الرواية عدة أمور.
اولاً :- ان لفاطمة الزهراء عليها السلام المنزلة الرفيعة والمقام العالي الذي لا يمكن الاي امرأة ان تدانيه مهما بلغت من التكريم والشرف، حتى لو كانت زوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وان صارت أماً للمؤمنين فلا يمكن أن تصل الى مقام الزهراء عليها السلام.
ثانياً :- ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يبين مقام الزهراء عليها السلام للأمة الإسلامية لكي يحافظوا عليها ويصونوا هذا المقام السامي، الذي اوصاهم به الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الأمة نكثت العهود وخانت الوصاية وقتلت فاطمة الزهراء عليها السلام ظلماً وجورا.
ثالثاً :- يبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأمة ان فاطمة عليها السلام امرأة ليس كمثل النساء، بل هي استثنائية في مكانتها الإلهية وكرامتها عند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فلذلك كلامها وأفعالها حجة على العباد.
رابعاً :- ان المنافقين في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانوا دائماً يبحثون عن منفذ او ثغرة يمكنهم ان يقللوا من مقام العترة الطاهرة، ولكن الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لهم بالمرصاد فيردون كيدهم الى نحورهم.

والحمد لله رب العالمين.

المصدر :
1- الاسرار الفاطمية المؤلف : الشيخ محمد فاضل المسعودي الجزء : 1 صفحة : 279.