محاسبة النفس ومراقبتها
 

محاسبة النفس : على الفرد الساعي للتكامل ان بقوم بواحدة من اهم الميزات الذاتية التي تساعده على التكامل الا وهي محاسبة النفس وهذا الأمر دلت عليه الكثير من الأحاديث الشريفة التي سأذكرها
والمحاسبة في كل لحظة وفي كل حركة أو عمل وهل ان عمله يؤدي الى الطاعة أو يؤدي الى المعصية
فأن وجد أن عمله فيه رضا الله تعالى شكر الله على ما وفقه اليه وشرفه بطاعته وكما قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)فيكون الشكر بابا لنزول الخيرات اللا متناهية سواء في المعاملات أو العبادات
وان وجد أن عمله فيه سخط الله فعليه أن يشعر بعظم المصيبة التي أقترف وأن يبادر بالتوبة النصوحة وأن كان ما أقترفه من ذنب بحق صديق أو أخ أو أي فرد فعليه أن يبادر الى أصلاح ما أفسده لنفسه وللأخرين وخصوصا الفرد الذي يملك المشاعر الأنسانية بغض النظر عما هو أرفع وأجل من مشاعر دينية وقيم أسلامية
وهذا ما أراد بيانه أمامنا الحسين عليه السلام بخاطبة للقوم (أن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم) فالأنسان أما أن تحركة المشاعر والقيم الدينية وأما أن يكون ميالا للخير بطبيعته الفطرية أن لم تدنسه الآثام والموبقات والعياذ بالله
وأما المراقبة : فهي ضبط النفس وصيانتها عن الأخلال بالواجبات ومفارقة المحرمات ولا يخفى على الفرد أن الد أعداء الأنسان هي النفس التي بين جنبيه وجدير بالعقل المستنير بالأيمان واليقين أن يروض نفسه على المحاسبة والمراقبة فأنها (أمارة بالسوء) ومتى ما أهملت النفس زاغت وأنحرفت عن الحق وأدت بصاحبها الى الهلاك ومتى أخذت بالتوجيه والترويض أشرقت بالفضائل وأزدهرت بالمكارم كما قال تعالى ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا *فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)) ولمحاسبة النفس ومراقبتها أهمية كبرى في تأهب المؤمن ويكون مستعدا لمواجهة حساب الآخرة وأهواله ومن ثم أهتمامه بالتزود من أعمال البر والخير ((وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى))
ومن الأحاديث الصادرة عن أئمتنا وقادتنا في هذا المورد
قال الأمام موسى بن جعفر عليه السلام ((ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنة أستزاد الله تعالى وأن عمل سيئة أستغفر الله تعالى منها وتاب اليه ))
وقال الأمام جعفر الصادق عليه السلام ((إنك قد جعلت طبيب نفسك وتبين لك الداء وعرفت آية الصحة ودللت على الدواء فأنظر كيف قياسك على نفسك ))
ومحاسبة النفس ومراقبتها من الأمور الناتجة عن صفاء ونقاوة الفرد المؤمن فكلما كان كذلك كان أهتمامه بذلك كبيرا بحيث أن قام بعمل ما يسيئ الى أي أحد لن يستطيع النوم ولا يهدأ له بال فأن كان كذلك فليعلم أنه سائر بطريق النجاة والتكامل
وهذا النهج القويم مما علمنا ربنا ومما دعانا اليه مولانا الصدر المقدس (قدس سره) بطرحه عدة أسئلة من على منبر الكوفة مخاطبا المصلين , من منكم قرأ دعاء كميل في ليلة الجمعة , من منكم ذهب لزيارة ابا عبد الله وغير من الأسئلة التي أخذت أثرها الواضح في بناء الشخصية الأسلامية الحقة وتعليمنا درسا مهما في محاسبة النفس وكيفية متابعة أمورنا وسبل النجاة والرقي
وفقنا الله وأياكم لذلك , وأعاننا على أنفسنا

أحسنت أخي
حقا أنها سنة أكد عليها أئمتنا وقادتنا
ولكنها كما تفضلت فالأنسان كلما كان نقي النفس كان أكثر تأثرا وأكثر محاسبة للنفس لأنه لا يهدا له بال الا وضميره مرتاح
ونحن أتباع من قال سأذهب وضميري مرتاح

أحسنت أخي الغالي
موضوع بغاية الاهمية
نسأل الله جل جلالة ان نكون من المطيعين وللنفس من المحاسبين