منتدى جامع الائمة الثقافي - يا ايها الذين أمنوا اذّكروا الله ( الجزء الاول )

سئُل السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله : ما المقصود من ذكر الله هنا ( ألا بذكر الله تطمئنُ القُلُوبُ) الرعد 28 , هل هو اللساني أم ماذا ؟
بسمه تعالى : انه مطلق الذكر , الذكر اللساني والذكر القلبي وذكر الجوارح وذكر الحواس , وكل ما هو يذكرك بالله وبرحمته وقدرته , وطبعاً هذا يعود الى حال الذاكر ومرتبته وعلمه ودرجته ,فكل ذلك مقتضى لاختلاف الذكر وتنوعه أيضاً , وزيادته والخشوع , وأمور أخرى غيرها.
(( منهج العقيدة السؤال الخامس والستون صفحة 114))
يقول السيد القائد (اعزه الله) ( .... وطبعاً هذا يعود الى حال الذاكر ومرتبته وعلمه ودرجته....)
والذكر هو :تارةً يُقالُ ويُرادُ به هيئةُ للنفس بها يُمكنُ للانسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة وهو كالحفظ ألا أن الحفظ يُقالُ اعتباراً باحرازه , والذكرُ يُقالُ اعتباراً باستحضاره , ...............)
المفردات في غريب القران صفحة 186
فليس كل عمل او قول يتوهم فاعله انه ذكر لله عز وجل
بل فيه الكثير من الشروط ( اهمها حضور القلب وتوجهه عند الذكر ) هذا هو الشرط الاول والاساسي في الذكر ثم تتسلسل مراتب الذكر حتى تصل الى مرتبه (اللهي كيف انساك ولم تزل ذاكري وكيف الهو عنك وانت مراقبي ...)
روي في كتاب الكافي الشريف أن الله تعالى قال لعيسى صلوات الله وسلامه عليه (...... يا عيسى , الن لي قلبك , وأكثر ذكري في الخلوات , واعلم ان سروري أن تُبصبص الي ,وكُن في ذلك حياً ولاتكن ميتاً)
أصول الكافي ج2 باب ذكر الله في السر .
ورد في تفسير قولهم ( صلوات الله عليهم في الزيارة الجامعة ) ( وأدمنتم ( وأدمتم) ذكره ) الادمان: الادامة , وحقيقية الذكر عبارة عن صعود الذاكر الى مرتبه المذكور, او نزوله الى مرتبة الذّاكر , وهو بحقيقته محال في حقه تعالى مطلقاً) ............. فادمان ذكره تعالى من الخلق عبارة عن التثبيت في مقام اسم الله وعدم الدخول في شيء من مراتب عدوه)
وكل ما سوى الحق تعالى ووجهه المقدس هو من الاموات والقلب الذي يأنس بالاموات يقترب من الموت ومن اكل الميتة
يقول مولانا علي بن الحسين صلوات الله عليهما ( الهي ,لولا الواجب ُ من قبول أمرك لنزهتك عن ذكري اياك . على أن ذكري بقدري لا بقدرك , وما عسى أن يبلغ مقداري حتى اُجعل محلاً لتقديسك )
يقول السيد القائد (اعزه الله) (... الذكر اللساني والذكر القلبي وذكر الجوارح وذكر الحواس .........)
فهذه اربع مراتب للذكر وطبعاً الانسان يؤجر عليها جميعاً لانها ذّكر فالذكر بحسب الحقيقية ليس مقصورا في اللفظ بل
هوأمر يتعلق بالحضور القلبي واللفظ حاك عنه اما ذّكر الجوارح والحواس فهي مشمولة بقوله تعالى ([ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ] - الإسراء 36
وقوله تعالى( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ] - النور 24
وهذه الشهادة اكيداً تكون في الجانب السلبي والايجابي
ولنتبرك ببعض ايات الذّكر الحكيم
[ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ] - الشعراء 227
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ] - المائدة 11
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ] - الأنفال 45
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ] - الأحزاب 41
المصادر /

جنود العقل والجهل ( السيد الخميني قدس سره)
الشموس الطالعة من مشارق زيارة الجامعة( السيد حسين الهمداني الدرودابادي قدس سره
الميزان في تفسير القران السيد الطباطبائي قدس سره