منتدى جامع الائمة الثقافي - التشكيك والارجاف

قال المولى المقدس محمد الصدر (قدس) في الخطبة الثانية والثلاثون الخطبة الاولى:
قوله تعالى((واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لايعلمون (101)قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين)).
ونحن نعلم ان كل تعاليم القران كل واحد منها يفتح بابا يفتح منه الف باب فيكون المفهوم من هذه الاية الكريمة ان اختلاف الايات ليس صادر عن النبي محمد (صلى الله عليه واله) بشخصه وانما هو مبلغ عن الله والاختلاف في الحقيقة مسندا الى الله تعالى وهو يقول (واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل)
والسر في ذلك حسب فهمنا ان هذا الاختلاف هو الاوفق بالحكمة والمصلحة ولو لم يكن هذا الاختلاف موجودا لفسد الحال لان اختلاف الحكم يتبع اختلاف الموضوع ولا معنى لحكم واحد على موضوعين واختلاف الموضوع متحقق في اختلاف تقلبات المجتمع واراء الناس والمصالح العامة والخاصة فيه وهذا المعنى القراني يلقي ضوءا على ما قد يقال ضد السيد محمد الصدر وغيره من اختلاف اراءه وتبدل قناعاته في الظاهر مع انها قد تكون في الحقيقة هي الاوفق بالحكمة والمصلحة
لما قلناه الان من اختلاف الموضوع يستدعي اختلاف الحكم وان الفرد قديحتاج الى مواقف متعددة في ازمنة متعددة وفي امكنة متعددة حسب ما يراه من المصلحة ولا ينبغي التشكيك والارجاف فيه بل الامر اكثر من ذلك من حيث ان المبادرة الى الطاعة وحسن الظن منتج حسن الظن بالحوزة والمرجعية منتج لعدد من النتائج الحسنة فأنه مضافا الى تحقيق المصلحة العامة المطلوبة والمنشودة فانه يكون اقرب الى تقارب القلوب وتحابب النفوس ووضوح الايمان في العقول كما قال تعالى (ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين) انتهى كلام المولى المقدس
ونلاحظ في وقتنا الحاضر ما يمر به سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) من اقاويل المرجفين حول اراء واعمال سماحته مع العلم انها اقرب الى الواقع والحكمة والمصلحة العامة لما ينتج منها من نتائج حسنة ومفيدة بطبيعة الحال في خدمة الدين والمذهب وخدمة العراق الحبيب سبحان الله الى متى يبقى الانسان محصورا في نطاق ضيق من التفكير والتحليل الصائب لما يمر به البلد وعدم التمييز بين الحق والباطل وبين القيادة الحقة التي تقود الى رضا المعصوم وبين القيادة التي تعمل لنفسها ومصالحها فقط فأنا لله وانا اليه راجعون