![]() |
نص خطبة الجمعة ( منضده ) بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بمناسبة العيد
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بعد أيام قليلة يحل علينا عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والرحمة والتكامل وبهذه المناسبة جئتكم اليوم بخطبة للسيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله والتي القاها في مسجد الكوفة المعظم وهي من ارشيفه المبارك وأسالكم الدعاء الجمعة 43 الخطبة الثانية اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اني اسألك بان لك الحمد وحدك لا شريك لك وانك واحد احد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفؤا احد وان محمد عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله يا من هو كل يوم في شان كما كان من شانك ان تفضلت علي بان جعلتني من اهل اجابتك واهل دينك واهل دعتك ووفقني لذلك في مبتدئ خلقي تفضلا منك وكرما وجودا ثم اردفت الفضل فضلا والجود جودا والكرم كرما رأفة منك ورحمة الى ان جددت ذلك العهد لي تجديدا بعد تجديدك خلقي وكنت نسيا منسيا ناسيا ساهيا غافلا فأتممت نعمتك بان ذكرتني ذلك ومننت به علي وهديتني له وليكن من شانك يا الهي وسيدي ومولاي ان تتم لي ذلك ولا تسلبنيه حتى تتوفاني على ذلك وانت عني راض فانك احق المنعمين ان تتم نعمتك علي اللهم سمعنا واطعنا واجبنا داعيك بمنك فلك الحمد غفرانك ربنا واليك المصير، امنا بالله وحده لا شريك له وبرسوله محمد (صلى الله عليه وآله ) وصدقنا واجبنا داعي الله واتبعنا الرسول في موالاة مولانا ومولى المؤمنين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عبد الله واخي رسوله والصديق الاكبر والحجة على بريته المؤيدة به نبيه ودينه الحق المبين علما لدين الله وخازنا لعلمه وعيبة غيب الله وموضع سر الله وامين الله على خلقه والشاهد في بريته ، اللهم ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان ان امنوا بربكم فأمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد برحمتك يا ارحم الراحمين . بسم الله الرحمن الرحيم (( وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )) اللهم صلي على حبيبك ورسولك ونبيك محمد المصطفى وعلى وصي رسول الله وامير المؤمنين علي بن ابي طالب وعلى سيدة نساء العالمين وشفيعة المؤمنين فاطمة البتول وعلى ابنيها الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة وعلى ائمة المسلمين علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد بن الحسن ( صلواتك عليهم اجمعين ) . اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون . لعلنا قد ناقشنا في خطبة او مناسبة سابقة فكرة العيد الا ان هذا لا يعني انما قلناه هو كل شيء فان العلم بحر كبير كلما دخلت فيه وجدته اوسع واوسع لا العكس بطبيعة الحال والدليل على ذلك قوله تعالى : (( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )) . اذن كلما تصورت انك اتممت علمك او انهيته وصرت متكاملا من هذه الناحية وجدت ان امامك الكثير والكثير بل ان هناك دليل بسيط على هذه الاطروحة وهي انك حينما تقرا كتابا لاول مرة تفهم بعض الامور وحينما تقراه مرة اخرى تفهم امور اخرى لم تكن قد فهمتها سابقا وهذا دليل على ان العلم غير متناه حاله حال التكامل وخصوصا العلوم التكاملية لا التسافلية بطبيعة الحال وعليه فيكون ما طرحناه من فكرة العيد وناقشناه وما ذكرناه فيه من اقوال انما كان قليل من كثير وكلما اردنا التوسع كثر الكلام في اي موضوع من المواضيع هذا مضافا الى ان النقاش في العيد يكون من عدة جوانب منها نفس فكرة العيد ومنها فكرة عيد الفطر ومنها ايضا فكرة عيد الاضحى فهذه ثلاثة وقد يكون هناك باب اخر لاحد مصاديق العيد ولو بالمعنى الاعم كعيد الغدير وما شابه ذلك الا ان عيد الغدير يختلف في بعض الجوانب كعدم حرمة صومه وانه لم يات بعد عبادة معينة او فرع من فروع الدين حيث ان فكرة عيد الغدير تكون اوسع من ناحية واضيق من ناحية اخرى والتي اشرنا اليها قبل قيل من عدم ترتب الحرمة وعدم حرمة الصوم اما انه يكون اعمق او اوسع من ناحية انه جاء بعد اصل من اصول الدين ولو كاطروحة ، حيث انه في هذا اليوم تم نبوة ورسالة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) كما في الآية الشريفة : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً )) واتمام النبوة جزءا منها ونحن نعلم ان اصول الدين خمسة العدل والتوحيد والنبوة والامامة المعاد يوم القيامة اذن فالنبوة احد اصول الدين وطبعا بعد ما قلناه على سبيل الاطروحة اذن يحتمل هناك اطروحة اخر اذكر هنا واحدة منها الا وهي ان يوم الغدير ليس عيد لتمام النبوة فقط بل هو لجعل الامامة وهي اصل من اصول الدين ايضا وانك فرحت بها وطبقتها فلذلك يكون ذلك عيدا لك حاله حال عيد الفطر حينما تممت صومك يكون ذلك اليوم عيدا او فرحا لانك اطعت الله وطبقت اوامره فله الحمد والشكر في الاخرة والاولى . وفي مقامنا ايضا انك فرحٌ لاجل جعل الامامة اصلا ولانك اتبعت وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واتباعك الوصي اتباع للنبي فان الوكيل كالأصيل لو صح التعبير . حيث انك اتبعت الوصي لان الرسول اوصى به وهو بدوره مامور بذلك من الله حيث قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) اذن ان كنت لا تعلم هذه فاعلم من الآن فان المعصومين عبارة عن سلسلة من الاوامر فاخيرهم يوصلك الى اولهم رضيت ام لم ترضى فهم خلقوا من نور واحد فهم اهل بيت النبوة ومهبط الوحي الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . اذن يكون ملخص الكلام ان فكرة العيد هي كفكرة العيد المطلق الا انها اوسع واعمق وادق حيث ان عيد الفطر والاضحى ياتيان بعد فروع الدين فالفطر بعد الصوم والصوم فرع من فروع الدين والاضحى بعد الحج والحج فرع من فروع الدين اما عيد الغدير فبعد اتمام النبوة والنبوة اصل من اصول الدين او جعل الامامة والامامة اصل من اصول الدين وفرضها او لاتباعك الامام او الوصي وهذا ايضا لا اكبر منه شيء واعلم ان من صفات نظام الاطروحات التي وضعها السيد الوالد ( قدس سره ) وهو امكان اجتماعها معا فكذلك في موضوعنا فانه يمكن ان يكون لجميع الفروض فيكون اوسع بطريق اولى ولعل هناك اطروحات اخرى وما خفي اعظم ، وهذا ويمكن العود الى موضوعنا الذي بدانا به وهو عيد الاضحى المبارك فاقول ان الضحى فيها عدة اطروحات نعرض قسما منها : اولا : انها بمعنى الضحى ومعناه حينما تشرق الشمس اي وقت شروقها وياتي ايضا بمعنى الوضوح يقال وضح البيان او الكلام ضحى البيان او الكلام اي وضح ومنها وضوح الشمس حين شروقها فانها قبل الشروق موجودة الا انها غير واضحة ، اذن عيد الاضحى عيد الوضوح او عيد الشروق . حيث انك بعد الانتهاء تشرق عليك شمس الرحمة وشمس المغفرة بعونه تعالى ، او وضحت فيه وبانت رحمة الله ومغفرته ، وكلها اذن ذا نتيجة واحدة بطبيعة الحال وقبل ان ندخل بالاطروحة الثانية اعلم ان للحج اكثر من جهة واحدة او قل اكثر من منظار واحد اولها منظار اخروي معنوي وثانيهما منظار دنيوي ظاهري ، فان المنظار الدنيوي هو من ناحية اداء المناسك كالاحرام والطواف والسعي والحلق والتقصير والوقوف بمنى وعرفات وغيرها من المناسك عموما اما المنظار الثاني وهو المنظار الاخروي والمعنوي فهو اما من ناحية النتيجة او من ناحية المقدمة اما النتيجة فهو الثواب والاجر الجزيل وتقبل الدعاء وما شابه ذلك مما ورد في الروايات اما من الناحية الاخرى فان لكل نسك من مناسك الحج معاني معنوية او باطنية كرمي الجمرات الذي هو كناية عن رمي ونبز ورجم شياطين الانس والجن والطغاة الظالمين اتباع الشيطان وعبدة النفس الامارة بالسوء بل ان نفس فكرة الكعبة التي يطاف حولها انما معناها الوجود المادي الرمزي للتوحيد الخالص وكذلك تسمية المسجد بمسجد الحرام انما هو كما اجاب امامنا الحسين ( سلام الله عليه ) لانه حرم على المشركين ان يدخلوه وكذلك حينما يقال البيت العتيق فانه ماخوذ من العتق وفيه معنى الحرية بطبيعة الحال . وانما ذكرت هذا التقسيم لابين ان العيد ليس للمنظار المادي فقط او الدنيوي فقط فيكون اقل درجة اما لو نظرنا له من المنظار الثاني اي المعنوي لكان اعلى واسمى بطبيعة الحال كما لا يخفى . الاطروحة الثانية : من ضحى اي ضحى تضحية وهذا له احد احتمالين اما الاول : ان الحاج بذهابه الى الحج قد ضحى ببدنه وتحمل مشاق السفر والطريق البعيد وغيرها من الصعوبات مطلقا ولذا فقد اعطاه الله بدل هذه التضحية امرا مهما جدا الا وهو الشهادة اذا ادركه الموت في السفر او في الحج ولو معنويا لانه مهاجر في سبيل الله وهؤلاء يكتب لهم اجر الشهيد اكيدا . او الاحتمال الثاني : وهو ان يوم العيد لابد فيه من التضحية والتنازل عن بعض الدنيا وغرورها وحبائلها وزخرفها لا العكس بطبيعة الحال وانقل لكم بهذا الصدد كلام السيد الوالد ( قدس سره ) عن عيد الاضحى المبارك وذلك في كتاب فقه الاخلاق المتكفل ببيان الامور المعنوية والاخلاقية التي تشتمل عليها العبادات بل وحتى المعاملات وجميع ابواب الفقه عموما فقد قال ( قدس سره ) : واما عيد الاضحى فهو ياتي بعد عناء السفر الى الحج الذي يرمز الى السفر الى الهدف بتقديم مقدماته وانجاز اسبابه فاذا حصل الوصول وانتهى السفر كان معناه حصول الهدف ، لان السفر الى الهدف ينتهي بالوصول اليه لا محالة ومع حصول الهدف يحصل العيد والفرح . انتهى النص . ولو دققنا النظر في هذا النص لوجدناه دليلا وقرينة على ما قلناه سواء اطروحات عيد الاضحى المبارك او عيد الغدير المبارك حيث انهما متشابهين من ناحية الجوهر كما يعبرون وهذا بات واضحا بعدما قلناه ان شاء الله وخصوصا بعد ان نمعن النظر في قوله ( قدس سره ) : ( الذي يرمز الى السفر الى الهدف ) فان معناه حتى مقدمات العبادة فيها تفسير معنوي واخلاقي وليس العبادات فهذا يؤيد ما قلناه من ان العبادات لها منظارين معنوي ومادي . هذا واتمنى من الله ان يكون الشعب العراقي عموما مطلعا على دينه ودنياه وان لا يكون منكبا على الدنيا وبلاءاتها بل كما للدنيا نصيب فان للاخرة ايضا نصيب والعلم من الآخرة كما هو من الدنيا في بعض الاحيان والتفقه في الدين واجب وحري بك معرفة العقائد ودقائق الامور لكي تكون ملما فلا تعبد الله على ما وجدت فينطبق عليك قوله تعالى : (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ )) مع شديد الاسف واعلم ان الشريعة الاسلامية تضم من الجواهر والامور العالية والمتسامية الكثير الكثير لكن انى لهم ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا . وفي نهاية المطاف اذكرك بان هناك عيد قد يكون هو عيد الله الاكبر عيد للجميع لنا ولكم ولجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها وهو يوم الظهور ، ظهور مولانا وامامنا وقائدنا الامام المهدي عجل الله فرجه وسهل مخرجه فان فيه يعود كل شيء الى نصابه وما من دابة الا وعلى الله رزقها ولكنكم لا تعلمون . بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ صدق الله العظيم |
رد: نص خطبة الجمعة( منضده ) بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بمناسبة العيد
احسنت اخي كنتم ولا تزالون متميزين وفقكم الله لكل خير
|
رد: نص خطبة الجمعة ( منضده ) بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بمناسبة العيد
جزاك الله خيراً
ووفقك لما يحب ويرضا |
رد: نص خطبة الجمعة ( منضده ) بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بمناسبة العيد
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله لكل خير اخي الغالي على نشرك المبارك |
رد: نص خطبة الجمعة ( منضده ) بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بمناسبة العيد
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحسنت أخي على النشر المفيد وفقك الله لنشر درر وجواهر ال الصدر الميامين |
All times are GMT +3. The time now is 03:00 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025