رفع الشبهات عن الانبياء\ آدم عليه السلام \ القسم الثالث
 

ما معنى قوله تعالى ( عصى) و(غوى)
ربما يتمسك المخالف بهذين اللفظين حيث قال سبحانه وتعالى (وعصى ادم ربه فغوى) لكن لا دلا له لهما على ما يرتئيه المستدل
أما لفظة (عصى ) فهي وان كانت مستعمله في مصطلح المتشرعه في الذنب والمخالفة للاراده القطعيه الملزمة ولكنه اصطلاح مختص بالمتشرعه ولم يجر القرآن على ذلك المصطلح بل ولا اللغة فان الظاهر من القرآن ومعاجم اللغة إن العصيان هو خلاف الطاعة وعلى ذلك فيجب أن نلاحظ الأمر الذي خولف في هذا الموقف فان كان الأمر مولويا إلزاميا كان العصيان ذنبا أو نهيا تنزيهيا لم تكن المخالفة ذنبا في المصطلح ولأجل ذلك لايصلح التمسك بهذا اللفظ وإثبات الذنب لأدم عليه السلام
وأما اللفظة الثانية (فغوى )فالجواب عنها إن الغي يستعمل بمعنى الخيبة قال الشاعر
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره
ومن يغو لا يعدم على الغي أمره
أي ومن حرم من الخير ولم يلقه لا يحمده الناس ويلومونه كما أنه يستعمل في معنى الفساد وبه فسر قوله تعالى (وعصى آدم ربه فغوى )أي أفسد عيشه
إذا عرفت ذلك فنقل إن المراد من الغي في الآية هو خيبة آدم وخسرانه وحرمانه من العيش الرغيد الذي كان مجردا عن الظمأى والعري بل من المنغصات والمشقات وليس كل خيبه تتجه إلى الإنسان ناشئه من الذنب المصطلح كما يحتمل أن يكون الفساد وبذلك فسر ابن منظور المصري في لسان العرب قوله تعالى (وعصى آدم ربه فغوى) أي أفسد عليه عيشه ولاشك إن العيش في الجنة لا يقاس بالعيش في عالم المادة الذي هو دار الفساد والانحلال والشقاء
كان السيد الطباطبائي رضوان الله عليه يقول في مجلس بحثه إن لفظة (غوى )تعني الحالة التي تعرض للغنم عندما تنفصل عن القطيع فتبقى حائرة تنظر يمينا وشمالا ولانشق طريقا لنفسها وكان آدم حائرا بعدما خالف نهي ربه وأبتلي بما أبتلي به لا يدري كيف يعالج مشكلته وكيف يتخلص من هذا المأزق الحرج

بارك الله فيك اخي ابو صقيل زدنا من مشاركاتك القيمه نصرا لدين الحق ومذهب امير المؤمنين وصلِ ياربي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم يارب العالمين