منتدى جامع الائمة الثقافي - المسير نحو ضريح المولى المقدس

مادة (غَيَّرَ) في اللُّغة تدل على ما يلي:
1.إحْداث شيء لم يكن قبلَه. فـ (غَيَّرَه): جَعَلَه غَيْرَ ما كَانَ، و(غَيَّرَه): حَوَّلَهُ وبَدَّلَهُ.
2.انتِقال الشيء من حالةٍ إلى حالة أخرى. فـ (الغِيَر): تَغَيُّر الحال وانتقالها من الصلاح إِلى الفساد
(راجع:التعريفات، الجرجاني، باب التاء ولسان العرب، لابن منظور، حرف الراء)

ويمكن لأي فرد ان يشعر بنوعين رئيسيين من التغيير وهما :
التغيير من الاحسن الى الاسوء
والتغيير من الاسوء الى الاحسن
مع الالتفات الى اهمية وحاكمية هذه القاعدة القرآنية :
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
اي ان من المهم ان تكون هنالك مقدمات وخطوات من الفرد او المجتمع باتجاه التغيير ، لكي يحصل التغيير
وفعلا كانت هنالك مقدمات وخطوات فعالة وملموسة من فئة معتد بها من الشعب العراقي اثمرت التشرف بالتغير الكبير نحو الاحسن الذي حصل في العراق ببركة شهيد الله السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية).
ولذا صدر القرار من جهة الشر تحت عنوان: "اطفئوا نار الكوفة"
وفعلا تم تنفيذ جريمة القتل بحق السيد الشهيد ونجليه (قدس) ، من قبل الطاغيه الهدام وزمرته ، معتقدين بان هذا الفعل الشنيع كفيل بالقضاء على نتائج التغيير التي حصلت في العراق.
ولكن الله ابى الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ، وحاق بالكافرين مكرهم السيء حيث اصبحت حرارة الدماء الزكية التي سالت من السيد الشهيد ونجليه والثلة الطاهرة من محبيه ، السيف الذي قطع ابشع ايديهم الهدام وزمرته البعثية.
قال الاستاذ علي الزيدي:
"ما كان صدام اللعين ليسقط ويتغير حكمه البغيض لولا اخفاقه في صد المد الايماني الذي ارسى دعائمه وبث وجوده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره في داخل المجتمع العراقي"

اذن هذا المد الايماني الذي ارسى دعائمه وبث وجوده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره في داخل المجتمع العراقي ، والذي اخفق صدام اللعين في صده ، استمرت فاعليته حتى اثمر عدة ثمار والتي منها :
نشوء نواة قاعدة من الشعب العراقي مستعدة للدفاع عنه والتضحية من اجله بكل غالي ونفيس ، مع اصرارها في الثبات على طريق ومسار خدمة الانسانية وقيمها الاخلاقية النبيلة .
فكان جيش الامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)، الذي مرغ انف الاستكبار العالمي بتراب العراق ، وجعل تحالفه يتصدع شيئا فشيئا بعد ان وصلت آثار هزائمهم الى بلدانهم البعيدة فاسقطت حكوماتهم
اما إمريكا فقد حاولت تدارك مأزقها بكثرة تغيير قادتها في الدفاع والمخابرات من اجل الافلات من قبضة الوحل الذي علقوا به ...
واستنفرت اقصى طاقات مراكز بحوثهم الستراتيجية ، مستعملة خطط كثيرة وتكتيكات متعددة ومناورات سياسية متنوعة ومسلحة بالمكر والدهاء، من اجل ضمان البقاء في نظر شعوبهم ومؤيديهم بانهم منتصرين ومسيطرين على الوضع ، ولكن دون جدوى فكل حلولهم ومعالجاتهم كانت ترقيعيه سرعان ما كشف الواقع العملي وهنها وكثرة فجواتها وثغراتها.

ولو دققنا النظر بانصاف لمعرفة اسباب الثبات على مقاومة المحتل وانتصار القواعد الشعبية التي قادها السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)، على جيوشهم واعوانهم
لوجدنا ان الله (جل جلاله)، نصرنا على الاعداء لأننا سرنا بمعنى من المعاني على نهج الشهيدين الصدرين بعد ان تعلقنا بهم حقيقة .
وبما إننا نحتاج دوماً وابداً الى لطف الله وعونه ورحمته وتأييده وتوفيقه ...
إذا لابد لنا من وسائل الهية نحصل من خلالها على بركات الله والطافه، لتقوية ضعفنا وشد اصرنا، وزيادة عزمنا....
فجائت هذه الرحمة الالهية الخاصة وهي المسير نحو ضريح شهيد الله(قدس)
فالمتتبع للوضع يجد انه وفي كل سنة يتم بها ، هذا المسير المبارك نحو ضريح شهيد الله الصدر المقدس، يعقبها حصول تغيير في مسيرة الرقي التكاملي الانساني
وعليه فما احوجنا للتوجه نحو الله والتزود من فيضه ، حينما نقصد بابا من ابوابه ووليا طاهرا من اوليائه ، للثبات في المرحلة المقبلة اولا
ولمواجهة بلائاتها بما يرضي الله تعالى ثانيا
وللمساهمة في تعجيل فرج زعيمنا صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن(عليه السلام) ثالثا
وبالتأكيد فان ذلك لن يتم الا بالتمسك الحقيقي بمنهج الشهيدين الصدرين والثبات على طاعة شبلهما المقتدى(اعزه الله).

المصدر:
لماذا المسير الى مرقد السيد الشهيد محمد الصدر(قدس)، الاستاذ علي الزيدي، النقطة رابعا