منتدى جامع الائمة الثقافي - السفير الثاني للأمام الحسين عليه السلام.

السفير الثاني للأمام الحسين عليه السلام
قيس بن مسهر بن خالد الأسدي الصيداوي
كان قيس بن مسهر بن خالد الأسدي الصيداوي من المحبين الناصحين لأهل البيت ,وكان يعرف بالشجاعة والكرم والإخلاص لآل محمد .وهو سفير الأمام الحسين مع مسلم بن عقيل إلى أهل الكوفة في المهمة التاريخية التي كلفها بها من قبله .
سارالسفيران بمهمتهما إلى الكوفة لتتبع الأخبار ,وتهيئة الأمور قبل ورود الامام القائد إليها ,وفي المسير ضل بهم الدليل الطريق فأضر بهم العطش والجوع ,مات الدليل من العطش ,وعجز مسلم وصاحبه عن المسير قي تلك الفلاة القاحلة,فكتب مسلم إلى الأمام الحسين يخبره بما جرى لهما ,ورجع قيس على مابه من الأذى إلى الأمام يخبره الخبر, فأعاد الأمام الجواب لمسلم مع قيس يأمره بأتمام المسير.
وحين قدم مسلم الكوفة رأى اجتماع الناس على البيعة للحسين ,فكتب كتابا إلى الأمام وأرسله مع قيس وجماعة , فأعاد الأمام الجواب إلى مسلم على شكل خطاب للناس ,وبعثه مع قيس ,وكان ما جاء فيه : (اما بعد : فأن كتاب مسلم جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم , وأجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا ,فسألت الله أن يحسن لنا الصنع ,وان يثيبكم على ذلك احسن الأجر ,وقد شخصت اليكم من مكه يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ,فأذا قدم رسولي عليكم في ايامي هذه ان شاء الله ,والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
في تلك الفتره دخل عبيد الله بن زياد الكوفة ,فقام بترتيب المكائد ,وبث العيون ,والترصد لمن يريد المساهمة في نصرة الحسين ,فأنقلب الناس على أعقابهم خوفا وطمعا والقي القبض على قيس بواسطة الحصين بن تميم قائد جيش عبيد الله بن زياد ,وكان ذلك بعد مقتل مسلم ,فأخذ أسير ا إلى عبيد الله ,وطلب منه المجرم أن يعطيه الكتاب الذي معه ,ويبين مهمته وموقعه من الأمام ,الا أن الهمام الصابر ابى أن يخون الأمانة ,أو يفشي السر الذي بين يديه فقام بتمزيق الكتاب ,وقال له :لقد مزقته لئلا يطلع عليه احد . فسأله : إلى من كان الكتاب ؟فأجاب :انه إلى اناس لا يعرفهم .وانكر أن يكون يعرف شيئا عن مضمون الكتاب حفاظا على أرواح من وردت أسماؤهم فيه ,فعذب أشد العذاب ,إلا أنه اصر على المقاومة. فقال له عبيد الله بن زياد :ان أبيت فأصعد المنبر وسب الكذاب بن الكذاب – يعني الأمام , فوجد البطل قيس الفرصة التي ينتظرها ليخبر الناس بمهمته ولو كان في ذلك قطع رأسه والتمثيل به , فصعد المنبر وقال: ايها الناس أن الحسين بن علي خير خلق الله ,وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,وأنا رسوله اليكم ,وقد فأرقته بالحاجر فأجيبوه,ثم لعن عبيد الله بن زياد واباه ,وصلى الرسول وأهل بيته . فاستشاط الأرعن غضبا ,وأمر برميه من أعلى القصر حيا .....وحين يصل خبره وما حل به على أيدي الجناة إلى الأمام تترقرق عيناه بالدموع ويقول : ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ......اللهم اجعل لنا ولهم الجنة منزلا ,واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك ورغائب مذخور ثوابك ).
والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين والحمد لله رب العالمين .