بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
بجهود الاخوة في لجنة التنضيد وبتوفيق الله العلي الحميد اضع بين ايديكم اخوتي الافاضل نص كلمة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله والتي القاها اثناء لقاء سماحته بمجموعة من مجاهدي سرايا السلام وعوائل الشهداء الكرام بتاريخ 2 -11 - 2015

http://www.wlidk.net/upfiles/tck35083.jpg

http://www.wlidk.net/upfiles/rxd35083.jpg

http://www.wlidk.net/upfiles/lrb35083.jpg

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمدٍ وآله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب الامام الحسين سلام الله عليه
بسم الله الرحمن الرحيم قال أميرُ المؤمنين علي ابن ابي طالبٍ سلام الله عليه :- فأن الجهاد بابٌ من أبوابِ الجنة فتحه الله لخاصةِ أولياءه وهو لباسُ التقوى ودرع الله الحصين
وجنته الوثقى الى اخر خطبته العصماء فالسلامُ على أصحابِ أبوابِ الجنة والسلام على خاصة اولياءه والسلام على من توشّحوا بلباسِ التقوى والسلام على الدروع الإلهية والسلام على اهلِ الجنة ورحمة الله وبركاته..
فقد كنّا ولا زلنا نستلهم من جهادكم أيها الأحبة اعلى معاني الشجاعة وكنا ولا زلنا نستلهم من صبركم أيها الأحبة اعلى معاني الثبات وكنا ولا زلنا نستلهم من طاعتكم أيها الأحبة اعلى معاني العشق والولاء فجزاكم الله خير الجزاء.
اما بعد أننا اذ نلتقي معكم اليوم في هذا اللقاء الابوي الاخوي الجهادي المبارك فأننا نحييكم ونشكركم على هذه الروح الجهادية التي تمتلكونها وعلى الروح الوطنية التي تتحلون بها فكنتم ولازلتم محبون لدينكم واسلامكم وعقيدتكم ووطنكم منذ ان كنتم تستهدفون المحتل ودباباته حينما جثم على صدر عراقنا الحبيب والى يومنا هذا اذ تجاهدون شذاذ الآفاق وهم يحاولون النيل من وحدة وطننا بل ويريدون النيل من ديننا واسلامنا وعقيدتنا وانتم أيها الشجعان اذ تقفون في سوح الجهاد في سامراء او آمرلي او الإسحاقي او جرف الصخر او في أي شبرٍ من هذه الأرض المقدسة المعطاء والتي تستحق منا كل تضحية وفداء فأنتم تسطرون اعلى معاني الصبر والصبر مفتاح الفرج ونهاية القهر ونهاية الظلم فقد قال الشهيد الصدر الأول (قدست نفسه الزكية ) :- لن تستطيع الامة ان تحقق نهضةً كاملةً في حياتها مالم تغير مفهومها عن الصبر - شنو مفهوم الصبر - وتؤمن بأن الصبر هو على أداء الواجبات وتحمل المكاره وما اعظم الجهاد من واجبٍ امام الله سبحانه وتعالى وامام الناس هو الصبر على أداء الواجبات وتحمل المكاره في سبيل مقاومة الظلم والطغيان والترفع عن الهموم الصغيرة من اجل الهموم الكبيرة وها انتم في ثباتكم في سوح الجهاد كنتم نعم الصابرين على البلاء ومن خلال ذلك سنحقق امنية شهيدنا الصدر الأول بتحقيق نهضةٍ كاملةٍ في حياتنا فان مفهوم الصبر عندكم أيها الاحبة كما خطّه لكم شهيدكم العظيم فأنتم صبرتم على أداء الواجب في سوح القتال وما اعظمه من صبر كما انكم تصبرون على أداء واجباتكم وطاعتكم امام الله سبحانه وتعالى في عبادتكم وتتحملون الصعوبات والمكاره في سبيل مقاومة الظلم والطغيان والإرهاب الداعشي المقيت فيا أيها الاحبة ان ما تقومون به من جهاد وما تسطرونه من أروع معاني التضحية والفداء من اجل حفظ الدين والإسلام والعقيدة والوطن يجب ان يكون بأبهى صورة وارقى مثال للأبويّة والخضوع والتسليم والتجرد عن الدنيا الدنية والزهد بزخرفها وزبرجها وملذاتها فقد قال السيد الوالد (تقدست نفسه الطاهرة ) في احدى مؤلفاته(1) :- ان للجهاد شروطاً يجب ان تتحقق فالتفتوا معي منها :-
اولاً :- أبوة الجهاد فقد قال :- ليس القتال مع أي جماعة او مجتمعٍ في الشريعة الا لمصلحة هداية ذلك المجتمع وإرادة الخير له في الدنيا والاخرة لان المجاهدين يعتقدون بوجوب الحق في عقيدتهم وسلوكهم وهم يريدون للبشر أن يكونوا على خير وعلى حق فالجهاد مع المشركين واضرابهم انما هو من باب الأبوة لهم كما يؤدب الابُ ابنه او يؤدب العالمُ الجاهل وليس للسيطرة ولا للطمع في شيء من عروض الدنيا قال تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ}(2) وقال تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ{ 14 }وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(3) وتعليقاً على ذلك فأننا في أي جهاد يجب ان نكون طالبين للهداية والصلاح وإنقاذ حتى العدو من الضلالة وان لا نتأسى بأفعالهم مهما فعلوا بنا من أمور شاذة وارهابية بل نتعامل تعامل اهل البيت سلام الله عليهم مع اعداءهم ونكون أبويين لاحباً بالعدو ولاخوفاً منه ولاتعاطفاً معه بل طاعة لله سبحانه وتعالى وللمعصوم والأولياء والمراجع الاعلام وحفاظاً على سمعة الجهاد والمجاهدين التي هي اهم واعلى من كل أمر آخر.
الشرط الثاني من كلام السيد الوالد :- الجهاد بمشيئة الله - انظر هذي التفاتة مهمة - الجهاد كأي شيء آخر يكون بإرادة الله وقدرته وان استعمل الفرد فيه ارادته واختياره وهذا صحيح فلسفياً فأن لكل شيء نسبة الى الله سبحانه وتعالى ونسبة الى العباد وليس النسبة متمحضة للعباد كما نتخيل بحسب ظاهر الحياة الدنيا وليس هذا مجال ذكره قال تعالى {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى }(4) ومن ذلك نستلهم ان كل انتصاراتكم اليوم ضد شذاذ الآفاق وان كانت بسواعدكم وصبركم وثباتكم الا ان الناصر الأول والسبب الرئيسي الأكبر هو الله سبحانه وتعالى هو الله سبحانه وتعالى فكلنا جنود الله وما النصر الا من عند الله سبحانه وتعالى جل جلاله وان كل من يذعن لذلك فهو المخلص الأكبر والذي يحاول الفناء في الله سبحانه وتعالى وفيوضاته ولطفه ولذلك أضاف السيد الوالد قدس سره قائلاً :- ان نهاية الحرب وكما يكون بدء الحرب بمشيئته سبحانه وتعالى كذلك تكون نهايتها قال سبحانه وتعالى (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ) (5) وهذه الآية وان كانت خاصة بالظالمين الا انها تعم كل حرب من باب التجريد عن الخصوصية فقهياً ومن باب شمول القاعدة فلسفياً وكلامياً .
فأسال الله ان يمن على هذه الامة بالفرج العاجل القريب بأذن الله سبحانه وتعالى وان ينصركم ويسددكم ويسدد رميتكم ويثبت اقدامكم وان يرحم شهدائكم ويشفي جرحاكم ويحفظ عوائلكم من كل سوء انه على ذلك من القادرين .
وفي نهاية المطاف نقف معاً لقراءة سورة الفاتحة ترحماً على شهداء المقاومة الوطنية العراقية الشريفة ولشهداء اليوم شهداء الجهاد ضد الارهابين التكفيريين مسبوقة بالصلاة على محمد وال محمد ... اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}
احسنتم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) ماوراء الفقه للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ج2ص373و374
(2) سورة البقرة : 193
(3) سورة التوبة : 14 – 15
(4) سورة الأنفال : 17
(5) سورة المائدة : 64