منتدى جامع الائمة الثقافي - السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله : (( نوِّروا طرقكم وأيامك بقراءة القرآن ))

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته

[align=justify]
ونحن نعيش ايام شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة شهر ربيع القران وكيف لا يكون كذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله في خطبته المشهورة (( ... ومن تلا فيه آية من القرآن كان لَهُ مثل من ختم ألقرآن في غيره من الشهور....))- احببت ان اضع بين ايديكم بعض درر السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله من كتاب ( محاضرات قرانية ) حيث يقول في ص 3-4 : ((الإمام علي بن أبي طالب (سلام الله عليه) أميرالمؤمنين، سيد البلغاء، ماذا يقول في صفة القرآن فلنستمع لما يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه؟! يقول: (جعله الله - أي القرآن - إن الله جعل القرآن رياً لعطش العلماء)1 .كما أن قدح الماء، أو الماء يروي العطشان، فيسري الماء في عروقه. فإن القرآن الكريم لو قُرِئَ بتمعن، وبشرطها وشروطها يسري في عروقك، يسري في دمك، يسري بك سريان الحق إن شاء الله (جعله رياً لعطش العلماء). العالم دائماً يتعطش للعلم، لا كباقي الناس، لا كعامة الناس، لا كالشخص العادي. العالم يتعطش للعلم، فهو يروي عطش العالم. وإن العالم أول ما يأتي إلى القرآن الكريم؛ ليروي به عطشه، العالم الحقيقي يتوجه مباشرةً إلى القرآن الكريم؛ ليروي عطشه. فهو أفضل من يروي عطش العالم. انظر!. (وربيعاً لقلوب الفقهاء): من ترك القرآن، من هجر القرآن، من ابتعد عن القرآن، جميعنا، فقهائنا وغيرهم، ستكون قلوبهم قاسية، ستكون قلوبهم يابسة، ستكون قلوبهم صلبة، تتكسر بتكسر..... صلبة ليست أمام الفتن؟، وإنما صلبة أمام الخشوع والخضوع. ستكون يابسة لا فائدة فيها، لا خشوع فيها. فقراءة القرآن، والتوجه إلى القرآن، والاتعاظ بالقرآن، وبحِكَمه وقَصصه تُكَوّن من القلب خَضِراً يانعاً. تسري فيه آيات القرآن بكل سهولة، ويتعظ ويخشع: ((لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ))2 . فكيف بقلب الإنسان؟ إذا قرأ القرآن، واتعظ به، وقرأه بكل جوارحه، وأحاسيسه، كيف لا يسري به ويكون ربيعاً خَضِرا؟!

(ومحاجّة لطريق الصُلحاء): المحاج: هي القصد الذي يُقُصد إليه، كالحج، حج بيت الله الحرام، يعني قصد بيت الله الحرام. فمحاج: أي ما يُقصد من قِبَل الصُلحاء، أي ما يراد من قِبَل الصُلحاء، أي ما يُطلبُ من قِبَل الصُلحاء. فالصالحون يتوجهون، ويسيرون، ويطلبون القرآن الكريم، وقراءته والاتعاظ به.
(ودواء ليس بعده دواء، ونوراً ليس معه ظلمة): (وأنزلنا في القرآن ما هو شفاء للناس ورحمة...)3! إذن هو دواء، دواءٌ معنوي، قبل أن يكون دواءً مادي. دواء للنفوس الضعيفة، للقلوب الذابلة، التي سيحييها القرآن الكريم.
(ونوراً ليس معه ظلمة): تستنير في ظلمتك وفي وحشتك بقراءة القرآن الكريم. نورٌ لك تستضيء به على السير على الدرب. الإنسان دائماً يمشي في طرقٍ موحشة لا يعرف نتائجها إلا الله سبحانه وتعالى. الإنسان لا يعرف نتائج الطريق الذي يسير عليه، إلا إذا كان صاحب علمٍ وصاحب فطنة، وصاحب أخلاق عالية. فلو كنت تقرأ القرآن لاستفدت واستنرت به على طريقك هذا الموحش المُظلم، ولذلك (نوراً ليس معه ظلمة). سوف تكون كل أيامك نوراً، سوف تكون كل طُرقك نوراً. نوِّروا طرقكم وأيامك بقراءة القرآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1_ نهج البلاغة خطبة198 تحقيق صبحي الصالح.
2_ الحشر/آية21.
3- إشارة إلى قوله تعالى في سورة الإسراء/ الآية82: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً)).

[/align]
اقول ومن الله التوفيق :
1 - انها لم تكن المرة الاولى ووربما ليست الاخيرة التي حث فيها السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله على قراءة القرآن والتدبر في آياته فكلنا يذكر امره بحفظ القران الكريم بمعدل ثلاث آيات في اليوم مع الاطلاع على التفسير
2 - ان القراءة المطلوبة هي القراءة مع التوجه والاتعاظ بحكم القران ومواعظه كما عبر سماحته لا تلك القراءة الخالية من التدبر وانما مجرد لقلقة لسان فربما يكون صاحبها مشمول لقول رسول الله صلى الله عليه وآله (( كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ))