منتدى جامع الائمة الثقافي - كربلاء ومعطياتها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى كل من سار على درب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين . السلام على الشهيدين الصدرين والنجلين الطاهرين والعلوية بنت الهدى السلام على من فجر فكر الحسين في الزمن الصعب ورحمته الله وبركاته
قال تعالى(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) الذاريات 56
قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس ) في تاريخ الغيبة الكبرى ص204 حول هذه الاية ان الله تعالى خلق الخلق متفضلا ولم يخلقهم عبثا ولم يتركهم هملا بل خلقهم وهو غني عنهم لاجل حصولهم على مصالحهم ووصولهم الى كمالهم المنشود المتمثل بأخلاص العباد لله تعالى اذن فالغرض من الخليقة هو الحصول على هذا الكمال العظيم المتمثل بتوجيه العقيدة والمفهوم الى الله عزوجل وقصر السلوك على طاعته وعدله في كل حركة وسكون واذا نظرنا الى حقيقة هذا الكمال استطعنا الوصول الى الفكرة المتكاملة عنه ولوصلنا الى الهدف المقصود لايجاد الخليقة وهو
1- ايجاد الفرد الكامل الفرد الذي يعيش محض الحرية عن انحرافات العاطفة والمصالح الضيقة
2- ايجاد المجتمع الكامل وهو المجتمع الذي يتكون من الافراد الذين يعيشون على مستوى العدل الالهي والاخلاص والابتعاد عن كل شيء سوى عبادة الله
3- ايجاد الدولة الكاملة العادلة التي تحكم المجتمع بلحق والعدل وهذا الهدف مخطط له بشكل خاص منذ بدء الخليقة ويبقى مواكبا لها ما دامت البشرية في هذا الوجود وهذا بالضبط مانعنيه حيث نقول ان الله تعالى لم يخلق الخلق لاجل مصلحته فانه غني عن العالمين وانما لاجل مصلحتهم واي مصلحة يريدها الله لعباده غير كمالهم ورشدهم وصلاحهم المتمثل بالعبادة الحقة والتوجه اليه بالخيرات
ان الغرض الالهي من خلق البشريه مادام هوذلك فلابد ان يشاء الله تعالى ايجاد كل ما يحققه والحيلولة دون كل ما يعيق دون تحقيق ذلك .ان الغرض الالهي المهم اذا تعلق بهدف من الاهداف فأنه لابد من وجود ذلك الهدف ولو استلزم بوجود او بعض مقدماته خرق قوانين الطبيعة )تاريخ الغيبة الكبرى ص202
قال تعالى (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون)التوبة 33
((وهي تعطينا بوضوح الغاية والغرض الرئيسي من ارسال رسول الاسلام محمد (ص) بالهدى ودين الحق يدلنا ذلك قوله تعالى ليظهره حيث دلت لام التعليل على الغايه والسبب في انزال شريعة الاسلام وهو ن يظهلاه ويجعله منتصرا ومسيطرا على غيره من الاديان والعقائد كلها وذلك لايكون الا بسيطرة دين الحق على العالم واذا كان غايه من ارسال الاسلام ادن فهو يقيني الحدوث في مستقبل الدهر لان الغايات الالهية غير قابلة للتخلف في الحقيقة ان ارسال الرسل الواحد تلو الاخر ومنذ عهد ادم (ع) والى رسولنا الاعظم (صلى الله عليه واله) هو لاظهار الدين الحق على جميع الاديان والعقائد وما هذا الزمن الذي مر على البشرية الا لانضاج هذا المفهوم ومن ثم لتطبيقه على العالم كله بلا تخلف او اختلاف وبما ان امر السيطرة على العالم بالدين الحق والرسالة الالهية الحقة يحتاج الى وعي معمق وشعور كبير بتحمل مسؤولية التطبيق احتاجت البشرية لهذا الزمن الطويل والى هذا العدد من الرسل لكي يصل الامر الى رسولنا الاكرم (ص) والذي بدوره مثل المفصل الذي يدور حوله الوجود كله فبعد ان كان هو الخاتم (ص) وبعد ان كان الرسل يمهدون لمقدمه الشريف اخذ يعطي الدستور الالهي الذي يحكم البشرية بالعدل الكامل ويسد جميع احتياجاته الانية والمستقبلية ولكن هدا الدستور المتمثل بالقران والسنة المحمدية الشريفة يحتاج الى زمن طويل لكي تتمكن البشرية من فهمه الفهم الصحيح فكما احتاجت البشرية الى فترة زمنية طويلة بعث فيها ما يقارب المئة وعشرون الف نبي لكي تكون مؤهلة لاستقباال محمد(ص) وتطبيقها على اكمل واتم وجه ولايتحقق هذا يقينا الابعد اظهار دين الحق المتمثل بالاسلام وهو من الاهداف الاساسية من بعثة الرسل صلوات الله عليهم اجمعين ويدلنا على ذلك قوله ليظهره حيث دلت لام التعليل على ذلك))بحوث حول الامام الهدي للاستاذ علي الزيدي ص455
وهناك سؤال وهو هل كان الامام الحسين(ع) يدافع عن عصبية او عنصرية من عشيرة جنس او لغة او غير ذلك او كان يختص دفاعه الى جانب الدين الحنيف؟
((في الحقيقة ان واقعة الطف كانت بين معسكر الرحمن المتمثل بالحسين (ع) وبين معسكر الشيطان المتمثل بيزيد بن معاوية لعنة الله عليهم فالحرب لم تكن قبلية وعنصرية بل دينية بحته ويكفينا الان اننا نتحدى اي احد من البشر اني يأتينا بنقل موثوق واحد عنهم رضوانالله عليهم دال على ثبوت هذه العصبية في نفوسهم فأذا يأتينا احد بذلك كفى ذلك حجة على ما نقول نستدل ببعض النصوص الدالة على ان الدفاع كان عن الدين وعن شريعة سيد المرسلين مضافا الى وضوح هذه الفكرة وهي انهم كانوا يدافعون عن عصبية او قبلية لما كانت لهم جنه ولذهبوا الى النار جميعا حاشاهم ولما ايدهم وبكى من اجلهم الرسول الاكرم (ص) وامير المؤمنين وفاطمة الزهراء وزين العابدين والامام الرضا(ع) وغيرهم من اولياء الله فتأيدهم لهم دليل قطعي على حجة هدفههم وقصدهم وشهادتهم تلك مضافا الى بعض تصريحاتهم خلال حملاتهم فقد قال ابا عبدالله الحسين (ع)
انا الحسين بن علي اليت ان لاانثني
احمي عيالات ابي امضي على دين النبي ))اضواء على ثورة الحسين السيد محمد محمد صادق الصدر ص123

اهداف خروج الحسين
((هناك بعض ما يحتمل ان يكون هدفا للحسين في حدود تفكيرنا لخروجه الشريف بعض الاهداف
1-الهدف الاول ان لايبايع الحاكم الاموي يومئذ كما طلب فانه رفض ذلك بكل قوة وصمود كما ورد عنه (ع) السلام
قال (ومثلي لايبايع مثله) فقد تحمل القتل وهذه التضحيات الجسام في سبيل ترك هذه البيعة
2-الامتثال لامر الله تعالى اياه بها ذلك الامر اما بالالهام او بالرواية عن جده النبي(ص)
3- الانتصار العسكري المباشر او قل ازالة الحكم الاموي فورا والتي تخطر في بعض الاذهان لحركته الشريفة
4-فضح بني امية ومن كان على شاكلتهم من يومه اللا يوم الدين
5-هو طلب الاصلاح
6-الاستجابة لاهل الكوفة حين طلبوا منه القدوم عليهم واخذ البيعة منهم وممارسة الحكم بينهم
7-اعطاء الامثولة للدين الحنيف القويم وانه يستحق هذا المقدار العظيم من التضحية والفداء في سبيل الله وفي سبيل اقامة
الاحكام الاسلامية والشعائر الدينية
8-ما يذكره البعض من ان الحسين قتل من اجل اقامة المأتم عليه والبكاء عليه فأنها من الشعائر الدينية المهمة توجب هداية الكثير من الباطل الى الحق ويمكن ان نستدل على ذلك بما ورد عن النبي (ص) ما مضمونه(ان لولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتخمد الى يوم القيامة) هذه الحرارة امر وجداني فعلا يحس بها الفرد المحب للحسين في قلبه وهي التي تدفعه الى التعب في هذا الطريق )) اضواء على ثورة الحسين للسيد محمد الصدر ص84

ومن هنا وعلى سبيل الاطروحة وهي قابلة للقبول او الرفض او المناقشة ان الامام الحسين (ع) خرج لاسباب كثيرة ناخذ ولو شيء بسيط منها وليس كلها حسب فهمن القاصر
مع مامر من ذكر اسباب خلق البشرية وما بعث من الانبياء والاولياء والوصول الى مايريده الله سبحانه وتعالى من الناس فقد احس الحسين(ع) بخطورة الموقف الذي تمر به البشرية والدين الاسلامي الحنيف الذي هو خاتم الاديان السابقة والانبياء الذين سبقوا رسول الاسلام (ص) والشريعة التي وضعت الاساس لهدا الكون في خطر وان جهود الانبياء والرسل والتضحيات الجسام التي قدموها في سبيل الله واعلاه كلمته سوف تعرف وتندرس وتذهب جهودهم سدى لان الحاكم في ذلكالعصر وهو يزيد لعنة الله عليه واللذين قبله حاولوا ان يغيروا معالم الدين الاسلامي وتعاليمه السمحاء الى ما هو مرضي للشيطان واهوائهم وكفرهم وبغضهم من ال البيت عليهم السلام من الواجب الشرعي والالهي ان يوم ابا الاحرار الحسين ( ع) بدوره المنوط له بل الدور ال>ي يميله عليه شرع الله ان يحافظ ويحمي شريعة الله سبحانه وتعالى من المساس بها وتعريفها من قبل الزمرة الحاكمة وان تبقى تعاليم الدين الحنيف الى يوم الوقت المعلوم وهو قيام بقية الله في ارضهه وهو الامام المهدي المنتظر ( عج) لاحقاق الحق ونشر التعاليم السمحاء للدين الاسلامي واعلاء كلمة الحق فوق ارجاء المعمورة وهو ساير ما يريده الله سبحانه وتعالى لاجله ارسل الرسل والانبياء والمصلحين ولاجله خلق البشرية جمعاء

* ما هي المعطيات التي اعطتها واقعة الطف :

1((- ان اصحاب الحسين (ع) قد فهموا المعصوم فهماً عالياً خلال مدة قصيرة نسبياً من الزمان عمرها احدى ستون عاماً واستطاعوا ان يشكلوا جبهة اسلامية متكاملة لا يوجد فيها خلل ولو بمقدار خرم الابرة .
2- المعصومين يحتاجون الى افراد مخلصين ممحصين اكثر بكثير من اللذين وجوده معهم على مر التاريخ حتى يحققوا اهدافهم العالية .
3- لاخير في الفرد المؤمن ان لم يكن من المخلصين السائرين على درب التلامذة الالهيين الذين كان لهم استعداد تلقي العلوم والهبات التي تصدر من المعصوم بقلب واعي وفطرة سليمة .
4- المعصومين ارادوا ان يعطوا لنا درساً بان الحياة الحقيققية والجنان بدرجاتها العالية قد وجدت للمؤمنين المخلصين لا لغيرهم .
5-هناك هدف عالي لا يمكن ان يتحقق بعينان بسيطة من المؤمنين المخلصين وانما يحتاج الى اعداد معتد بها نوعاً وكماً وكلما تباطأ المؤمنون في الوصول الى العدد الكافي تأخر الهدف عن التحقق .
6- ان الفرد المؤمن اذا ما اراد ان يسير في خطى المعصوم (ع) او من ينوب عنه ويتبعهم الاتباع الصحيح فعليه ان يكون مستعداً لما سوف يلاقيه من بلاءات وصعاب وانها سوف تشتد عليه كلما سار ونجح في سيره ))السيد مقتدى الصدر والمخلصون للاستاذ علي الزيدي ص36

اذن فا خروج الحسين كان لعمل من اعمال الامتثال والطاعة لله سبحانه وتعالى وان حركته اوجبت هداية الناس وتعريفهم اهمية الدين ولزوم التضحية له عند الحاجة بالنفس والاهل والمال والولد وان طاعة الله سبحانه وتعالى لازمة على كل حال
نتائج البحث
1-خروج الحسين(ع)ضد الحكم الاموي الغاصب احس بان دين الله وشريعته في خطر فواجبه الشرعي الخروج لانقاذ الامة
2-خط الحسين نهجه الشريف لاعلاء كلمة الحق ضد الباطل واهل الباطل لاعلاء كلمة الحق
3-بذل الغالي والنفيس في سبيل الله واعلاء كلمته
4-ايجاد الافراد المخلصين السائرين على درب التكامل رغم كل المصاعب لاقامة دولة العدل الالهي
المصادر
1-تاريخ الغيبة الكبرى للسيد محمد محمد صادق الصدر
2-اضواء على ثورة الحسين(ع) للسيد محمد محمد صادق الصدر
3-مقتدى الصدر والمخلصون للاستاذ علي الزيدي
4-بحوث حول الامام المهدي للاستاذ علي الزيدي