منتدى جامع الائمة الثقافي - عبر من علاقة النبي زكريا بالامام الحسين عليهما السلام

منتدى جامع الائمة الثقافي (http://www.jam3aama.com/forum/index.php)

- منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام ) (http://www.jam3aama.com/forum/forumdisplay.php?f=63)

عبر من علاقة النبي زكريا بالامام الحسين عليهما السلام

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } يوسف111
عن مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في جواب سعد بن عبدالله في حديث طويل قال :
إن زكريا عليه السلام سأل ربه أن يعلمه اسماء الخمسة ، فأهبط عليه جبرائيل (ع) فعلمه إياها ، فكان زكريا (ع)
إذا ذكر اسم الحُسَين خنقته العَبرة و وقعت عليه البهرة [تتابع النفس وانقطاعه] فقال (ع) ذات يوم :
إلهي ، ما بالي إذا ذكرتُ أربعاً منهم تسليتُ بأسمائِهم من همومي ، وإذا ذكرتُ الحُسَين تدمع عيني وتثورُ زفرتي ؟فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته . فلما سَمِعَ ذلك زكريا (ع) لم يفارق مسجده ثلاثة ايام ، ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ، وكانت ندبته : إلهي أتفجع خَيرَ خلقك بولده ؟ أتُنزل بلوى هذهِ الرزية بفنائه ؟ إلهي أتُلبس علياً وفاطمة ثياب هذه المصيبة ؟ أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما ؟ ثم كأن يقول : إلهي أرزقني ولداًتقرُّ به عيني على الكِبَر ، أجعله وارثاً وصيا ، واجعل محله الحُسَين ، فإذا رزقتنيه فأفتنّي بحبه ، ثم افجعني به كما تفجع محمداً حبيبك بولده ، فرزقه الله (عز وجل) يحيى عليه السلام وفجعه به . وكان حمل يحيى ستة اشهر والحُسَين كذلك . }البحار 52/84{
السَّلام عَلَيْكَ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ، السَّلام عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلام عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ، وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلام عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلام عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللهِ وابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ المَوْتُورَ، السَّلام عَلَيْكَ وَعَلَى الأرواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ، وَأنَاخَتْ بِرحْلِك عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ
واكدت الروايات ان الامام الحسين عليه السلام قتيل العبرة واذا ذُكر عند المؤمن استعبر وبكى.

عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : نظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسين فقال : يا عَبْرَةَ كلِّ مؤمن ، فقال : أنا يا أبتاه؟ قال : نَعَم يا بُنيَّ» . كتاب كامل الزيارات
قال أبو عبدالله عليه السلام: قال الحسين بن عليِّ عليهما السلام: أنا قتيل العَبرة ، لا يذكرني مؤمنٌ إلاّ اسْتَعبَرَ» . كتاب كامل الزيارات
ان واقعة الطف المقدسة تستحق التضحية والفداء بالغالي والنفيس وما هذه الرواية التي ذكرناها في البدء ببعيد . ان نبي الله زكريا عليه السلام عند سماعه لقصة الامام الحسين عليه السلام تدمع العيون و يعتصر القلب الماً و كان يدعو الله سبحانه وتعالى ان يواسي اهل البيت مواساة حقيقية تستحق الذكر والاجلال و واسى بولده النبي يحيى الذي لم يجعل الله تعالى له من قبل سميا حيث قال الباري جل جلاله {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم : 7]

واود ان اعرض بعض الاطروحات حول مواساة النبي يحيى لأهل البيت عليهم السلام
1/ انه من باب المواساة لصاحب الولاية عليه حيث جاء عن ابي الحسن عليه السلام قال : ولاية علي عليه السلام مكتوبة في صحف جميع الانبياء ولن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد ووصيه علي (المناقب)
2/ مواساته للصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام كما جاء في الحديث فنقول أنه ورد في الحديث الشريف المأثور عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام ) ما نصه: "إنه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى"( الأسرار الفاطميّة)
3/ إن واقعة الطف الأليمة هي واقعة الكون فأراد نبي الله زكريا عليه السلام وضع بصمة مميزة بتلك الواقعة والمشاركة فيها من خلال مواساته للإمام الحسين عليه السلام
4/ إن النبي زكريا عليه السلام يعلم ما لواقعة كربلاء من الاجر والثواب والمنزلة العظيمة عند الله تبارك اسمه والنبي الخاتم واهل بيته الطاهرين فما كان منه حينما نبأه الله بما يحصل للحسين عليه السلام حتى بادر الى الانعزال والبكاء والنحيب طالبا الاجر وعالما بأن الحسين من أسوع أبواب التكامل وهذا الباب من التكامل غير مختص بفئة دون أخرى من البشر بحيث نجد أن الانبياء سعوا الى التكامل من خلال قضية الحسين عليه السلام فكان لهم ذلك
5 - من الدروس التي يمكن ان نستفيد منها ان النبي زكريا توجه الى الله وطلب منه ان يكون له ولد يفجع به كما هو حال رسول الله فأستجاب له الباري عز وجل ، وهنا علينا أن لا نغفل طرفة عين عن التوسل الى الله بالحسين الوجيه وأمه وأبيه وجده وأخيه وهذا الامر الذي نوه عليه مولانا السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره في خطبة مفصلة أوضح فيها خصوصية الدعاء والتوسل الى الله بالحسين عليه السلام وكلما كان الفرد مخلصا في توسله ودعاءه كانت الاجابة اسرع وأقرب الى رضا الله تعالى .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم