منتدى جامع الائمة الثقافي - قبسات من أنوار الإمام جعفر الصادق عليه السلام

منتدى جامع الائمة الثقافي (http://www.jam3aama.com/forum/index.php)

- منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) (http://www.jam3aama.com/forum/forumdisplay.php?f=15)

- - قبسات من أنوار الإمام جعفر الصادق عليه السلام (http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=12813)

قبسات من أنوار الإمام جعفر الصادق عليه السلام

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ونحن نعيش أيام الفاجعة بفقد مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام أود التطرق إلى بعض الأمور من سيرة حياة مولانا الإمام الصادق عليه السلام عسى أن يكون لنا فيها الفائدة .
· * قال أبو بصير دخلت على ام حميدة _ زوجة الامام الصادق عليه السلام _ اعزيها بابي عبد الله ( عليه السلام ) فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت يا ابا محمد لو رأيت ابا عبد الله عند الموت لرأيت عجبا ، فتح عينيه ثم قال (( اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة . قالت فما تركنا احدا الا جمعناه فنظر اليهم ثم قال : ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة . وسائل الشيعة 3 _ 17 .
وهذا هو ديدن أهل بيت النبوة في تربية الأمة وبيان الأهداف السامية وتبليغ الرسالة الالهيه وصيانتها من الزيغ والتحريف والضياع في مختلف الفترات التي تمر بالبشرية . ولعل ما نعيشه في هذه الايام من انتشار الفتن والبدع والاتهامات المختلفة التي يتعرض لها المذهب الحق من ابرز تلك الفترات وما هذه الرواية التي ذكرت الا رد واضح من الامام للامة اجمع في ان الشفاعة لا تنال بالانتماء والقرب بل ان لها شرطها وشروطها من خلال الالتزام بالواجبات والانتهاء عن المحرمات كما ان ذكر الصلاة في الحديث لا يعني اقتصار الامر عليها بل ان ذلك يشمل جميع الواجبات الاخرى .
· * من الروايات التي تبين لنا موقف الامام الصادق عليه السلام من ثورة زيد بن علي عليه السلام يقول مهزم الاسدي دخلت على الامام الصادق عليه السلام فقال (( يا مهزم ما فعل بزيد )) : فقلت ، صلب قال (( اين ؟ )) قلت في كناسة بني اسد قال : (( انت رايته مصلوبا في كناسة بني اسد ؟ )) قال : قلت نعم فبكى حتى بكت النساء خلف الستور )) امالي الطوسي 2 _ 672 حيث تبنى الامام في كثير من المواقف الدفاع عن عمه زيد الشهيد وترحم عليه ووضح منطلقاته واهدافه ورسخ في النفوس مفهوما اسلاميا عن ثورته وان كان الوضع لا يسمح بالاعلان عن موقفه الواضح الا انه استخدم مبدأ الدفاع اعلاميا من خلال رد الشبهات التي يبثها الاعداء ومن تلك المواقف يقول الفضيل بن يسار بعد قتل زيد ذهبت الى المدينة لالتقي بالامام الصادق عليه السلام واخبره بنتائج الثورة وبعد ان التقيته وسمع مني ما دار في المعركة قال (( يا فضيل شهدت مع عمي قتال اهل الشام ؟ قلت : نعم . قال : فكم قتلت منهم ؟ قلت : ستة ، قال : فلعلك شاك في دمائهم ؟ قال : فقلت : لو كنت شاكا ما قتلتهم ، ثم قال : سمعته يقول : اشركني الله في تلك الدماء مضى والله زيد عمي واصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن ابي طالب واصحابه )) امالي الصدوق 286 .
ولعل من معالم الرضا والتأييد لزيد الشهيد وثورته ان أمر دفن زيد كان صادرا من قبل الامام الصادق عليه السلام لان الامويين كانوا قد علقوه على اعواد المشانق . ورغم صعوبة الوضع الا انه وبعلم الامام وتحديده للوقت المناسب الذي يعلن فيه عن رايه الصريح استغل الانفلات الامني وبوادر انهيار الدولة الاموية فأعلن صراحة عن دفاعه ورأيه في عمه زيد حيث بادرت الدولة الأموية في ايامها الاخيرة كيل التهم ومحاولتهم تسقيط الامام الصادق عليه السلام فارادوا بث تلك الفكرة بين عامة المجتمع بأن ثورة زيد هي خروج على سلطان زمانه فرد عليهم الإمام علية السلام بالقول (( لاتقولوا خرج زيد فأن زيداً كان عالما صدوقاً ولم يدعكم الى نفسه انما دعاكم الى الرضى من ال محمد صلى الله عليه واله وسلم ولو ظفر بما دعاكم اليه ، انما خرج الى سلطان مجتمع لينقضه )) الكليني 8 264 .
· * قدم لنا امامنا وقائد مدرستنا احد ابلغ الدروس حين قدم اليه قوما من المعتزلة فأكثروا الأسئلة على الامام فأجابهم (( انكم قد اكثرتم علي فأطلتم فأسندوا امركم الى رجل منكم فليتكلم بحجتكم وليوجز )) فاسندوا امرهم الى عمروا بن عبيد فذكر للامام انه وجماعته اجمعوا امرهم الى مبايعة محمد بن عبد الله بن الحسن وذكر للامام بعض صفاته فلما فرغ قال الامام عليه السلام (( اكلكم على مثل ما قال عمروا ؟ قالوا نعم فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي واحتج عليهم بحجج ثم اقبل على عمروا وقال (( اتق الله يا عمروا وانتم ايها الرهط فاتقوا الله فان ابي حدثني – وكان خير اهل الارض واعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله : ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال (( من ضرب الناس بسيفه ودعاهم الى نفسه وفي المسلمين من هو اعلم منه فهو ضال متكلف )) بحار الانوار 47 _ 213 , وهنا نجد ان الامام يؤكد على التثبت والتحقق وعدم التسرع في الاستجابة لكل من يرفع شعار الثورة حتى وان كان شعار ثورته بأسم اهل البيت عليهم السلام ولعل هذه النقطة هي خير تحذير من الاختراقات السياسية التي تحاول توظيف الوجود الشيعي لصالحها وتدعي بالامام وصلا ولكنها بالحقيقة تستغفل المجتمع واتباع المذهب بأسم المذهب للوصول الى مآربها الشيطانية .
والحمد لله رب العالمين