عندما كتبت موضوع همم الرجال تزيل الجبال سألني أحدهم هل إن أعداء الله

والمنحرفين لديهم همة عالية أم إن المؤمنين والخيرين فقط لديهم تلك الصفة

وكان جوابي له . نعم فإن المنحرفين وأعداء الله لهم همم عالية بل إن البعض

لديه همه عاليه جداً وهي تقابل أصحاب الهمم العالية من المؤمنين لكن أعداء الله

تكون همتهم بمحاربة أهل الحق فقط ويكون هذا مقدمة لتسافلهم فكلما تكامل أهل

الحق في هممهم كلما تسافل أهل الباطل في هممهم ولنأخذ الأمثلة على ذلك فهذا

إبليس عليه العنة والعذاب فكم هو صاحب همة عالية فإنه بدء بآدم عليه السلام

ولن يتوقف ألا بظهور القائم عجل الله فرجه الشريف فهو الوحيد الذي يقدر أن

يوقف همته العالية فأن الشيطان ليس له همه سوى العمل على إنحراف الأنسان

عن جادة الحق حتى أن السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الطاهرة مثل

الشيطان كالذبابة فإنها كلما تنهشها ترجع إليك مرات ومرات بل إن الذبابة في

النهاية تذهب عنك ولكن الشيطان لن يتركك فكلما قلت إنك تخلصت منه جاء

عن طريق ثاني وثالث ورابع وهكذا بل أنك إن قلت إنك تستطيع السيطرة

عليه جاءك عن طريق آخر ولن تستطيع أن تسيطر عليه ألا بمقابلته بهمتك

العالية من الإيمان حتى تستطيع أن تقف بوجه ذلك المارد فإنه قد أقسم على

غوايتنا جميعاً إلا من عصم الله ولنأخذ درس ثاني وعبرة ثانية من معركة

الطف الخالدة فإن الحسين عليه السلام عندما جاءته رسل أهل الكوفة إن أقدم

علينا فإننا لك جنود مجندة وبلغ من الكتب والرسائل ثمانية عشر ألف كتاب

أو أكثر عندها بعث الى أبن عمه مسلم بن عقيل فقال له أذهب الى الكوفة

وأنظر في حالها عندها ذهب مسلم وأخذ معه دليلين لكي يدلونه على الطريق

فكانت همة مسلم بن عقيل لا توصف فإنه أخذ بالسير ليل نهار حتى إن الدليلين

قد أخذهم التعب والأعياء فماتا من شدة التعب وبقي مسلم بن عقيل وحده حتى

إنه وصل الى الكوفة بوقت قصير فأنظر إلى همة مسلم كم هي عالية فإن الدليلين

متمرسون على الطريق وإن عملهم هو الذهاب والإياب في كل وقت ورغم ذلك لم

يتحملوا همة مسلم بالوصول بوقت قصير بينما مسلم لم يذهب الى الكوفة منذ وقت

طويل وهو غير متمرس على الذهاب بالصحراء ولكن همته العالية هي التي أوصلته

الى الكوفة وبالمقابل فإن أعداء الله كتبوا الى يزيد إن مسلم قد وصل الى الكوفة وإن

أهلها قد بايعوه وإن النعمان إبن بشير لا طاقة له بمواجهة مسلم ولهذا فإن يزيد قد بعث

الى عبيد الله بن زياد وقال له إذهب الى الكوفة وتولى الحكم هناك فما كان من عبيد الله

بن زياد إلا أن أحضر معه خمسمائة رجل وخادمه وتوجه الى الكوفة قادماً من البصرة

فأنظر ماذا فعل بالخمسمائة رجل الذين جاؤا معه فإنهم كلهم قد سقطوا في الطريق من شدة

التعب والعناء وبقي عبيد الله بن زياد وخادمه الشخصي فقط وأسمه مهران بل إن حتى مهران قد

أخذه التعب حتى إن عبيد الله بن زياد قد مناه بمئة ألف دينار إن بقي معه وصمد ولكنه لم يستطيع

فواصل السير وحده أبن زياد وذهب الى الكوفة ودخلها دون خوف أو وجل من أصحاب

مسلم بن عقيل بل إنه قد عمل جاهداً من أجل تحويل الموالين لمسلم الى موالين ليزيد فإنه

قد عمل بهمة عالية لذلك فإنه أخذ يمني ويخوف أهل الكوفة مرة بجيش أهل الشام القادم

أليهم ومرة بالمال والذهب وهكذا تساقط الذين بايعوا الحسين عليه السلام واحد تلوا الأخر

وهكذا حول النصر الذي كان في زمام مسلم الى نصر في زمام عبيد الله بن زياد كل ذلك

لشدة دهاء ومكر هذا الملعون وقلة همة وشجاعة أهل الكوفة إلا النادر منهم فأنظر الى تلك

الهمة التي تحلا بها أبن زياد وأنظر الى شجاعته وبسالته إذن فلنأخذ العبرة من أعداء الله

كما أخذنا العبرة من أولياء الله فعلينا العمل بكل همة حتى تكون همتنا أعلى من همة المنحرفين

لكي نعين قائدنا ورئيسنا الإمام المهدي سلام الله عليه .

والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اللهم نسألك بحق محمد وآل محمد ان تغفر لنا تقصيرنا ،ونسألك ان ترزقنا الهمه لكي ننصر ونعين قائدنا ورئيسنا الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ،...
وفقك الله يا اخي على هذه الالتفاتات الرائعة.