من نتائج ثورة محرم الحرام

ان ثورة شعبية سلمية عفوية بهذا الكم والكيف والنوع والأهداف والتوجهات...، كثورة محرم الحرام، لابد أن تكون لها آثار ونتائج إيجابية على المستويين الآني والمستقبلي، فمن نتائج هذه الثورة المعطاء ما يلي:

النتيجة الاولى: كشفت عن مدى المستوى التكاملي الرائع الذي وصلت اليه القواعد الشعبية في العراق من عدة نواحي:
الناحية الاولى: المستوى التنظيمي الرائع للثوار على مستوى الأفراد وعلى مستوى الجماعات بحيث جعل منهم كتلة بشرية واحدة متحدة المشاعر والرغبات مع القائد المصلح وذوقه الرفيع...
الناحية الثانية: المستوى الثقافي ودرجات البصيرة والذي أفشل أغلب محاولات اختراق هذه الثورة وتحريفها عن مسارها الإصلاحي، فكل ثائر في هذه الثورة المعطاء يدرك لماذا ارتبط بهذه الثورة، وماذا يترتب عليه اتجاها وما هو الهدف منها ...
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الجهد العظيم الذي بُذِل في تربية وتعليم هذه القواعد الشعبية، وان ذلك الجهد العظيم قد أثمر ثماراً جنية...

النتيجة الثانية: ساعدت هذه الثورة المعطاء في زيادة أواصر الإرتباط الاجتماعي والثقافي والنفسي ...، بين مكونات الشعب العراقي، مما أدى الى تشكل لوحة فنية وطنية رائعة ضمت جميع ألوان الشعب العراقي الذين اتحدوا في هدف حب وطنهم ونصرته وإعادة هيبته ومكانته الرفيعة بين الأوطان.

النتيجة الثالثة: كشفت عن زيف الشعارات التي رُفِعَتْ من قبل أغلب الأحزاب التي تصدت للحكم في العراق خلال الـ 19 سنة الماضية، وخصوصا الدينية منها، وبعد ان سقطت أقنعتهم، تبين للقاصي والداني انهم عشاق مناصب ومغانم ولا يهمهم العراق وشعبه ومقدساته لا من قريب ولا من بعيد، بل كل مايهمهم مصالحهم الشخصية الوضيعة المبنية على دموع وآهات الأرامل والأيتام والمظلومين والمحرومين...

النتيجة الرابعة: كشفت حقيقة منظومة الحكم في العراق التي تشكلت بصناعة امريكية وادامة غربية وشرقية، وانها منظومة حكم فاسدة متهرئة لاتصلح لأي شعب فضلا عن الشعب العراقي ولن تؤدي إلا إلى المزيد من الخراب والدمار، ولا جدوى من محاولات ترميمها، بل يجب إزالتها، وبناء منظومة حكم وطنية جديدة تليق بالشعب العراقي، وبأيدي وفكر أبنائه الغيارى ومن دون تدخلات خارجية.

النتيجة الخامسة: هزت هذه الثورة أركان فساد منظومة الإستكبار العالمي ، وملئت قلوب الفاسدين رُعباً، وأيقنوا بأن أيديهم الفاسدة في العراق أصبحت قاب قوسين أو أدنى من القطع، بعد أن تم تشخيصها وتحجيمها وفضح ألاعيبها، ولذا أصبحت منبوذة ممقوتة على المستويين المحلي والعالمي، مما ساعد الكثير من أبناء الشعب العراقي في التحرر من سلاسل الفاسدين وقيودهم الماكرة ....

جزاكم الله تعالى خيرا