تنبيه .. تغريدة القائد السيد مقتدى الصدر أعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر 2 / 4 / 2022

بسمه تعالى
تنبيه
إنّ الكثير من الأحاديث والروايات وَرَدَ فيها فضل شهر رمضان وما فيه من خير وبركة.
ولو خصصنا بما ورد في خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لوجدنا فيها الكثير من المغانِم الأخرويّة التي يحصل عليها الصائم في هذا الشهر المُبارك.
مُضافاً إلى بعض التسهيلات الإلهية للصائم، ككثرة الثواب مُقابل العبادات والطاعات وثواب النوم في حال الإعياء والتعب وغيرها من الأمور.
وفي نفس هذه الخطبة العظيمة، وَرَدَتْ بعض التعليمات، كالإستغفار والتصدّق وتفطير صائم وما إلى غير ذلك.
بل وَرَدَ فيها : مَنْ حَسّنَ منكُم في هذا الشهْرِ خُلقَهُ كانَ لهُ جوازاً على الصِراط يومَ تزلّ فيه الأقدام.
فهل هذا يعني أن : ( حُسن الخُلق ) مطلوب في هذا الشهر فقط، وما أن ينتهي الشهر بأيامه يتخلّى الفرد عن خُلقه؟
كلّا، إن شهر رمضان يُهيئ الفرد ويعطيه بعض الطاقة الإيجابية والروحانية على أنْ يكون مُستعدّاً لفعل الخيرات ومنها ( حُسن الخُلق ).
فيكون شهر رمضان ترويضاً للنفس، لفعل مثل هذه الأعمال الصالحة، على أنْ يستمرّ بها في باقي الشهور.
فما لشهر رمضان من ميزات وصفات وبركة ووجود الملائكة التي تحفّ به وبصائميه وغيرها من الأمور، ستسهّل على الفرد الصائم وغيره القيام بتلك الأمور الإيجابية والصالحة، ويوطّن نفسه على الإستمرار بها دوماً.
وليس المُراد الإستغناء عنها بعد انتهاء هذا الشهر، أو قُل إنه بمثابة مستشفى للمريض أو مدرسة للمُكلّف أو جامعة أخلاقية ينهل منها الفرد.
فإنه إذا تعلّم الفرد أي علم في المراحل الأولى فإنه لن يستغني عن تلك العلوم بالمراحل التي تليها، بل يبني عليها ويطوّرها ويؤسّس عليها علومه الأخرى تدريجياً.
فكذلك شهر رمضان المُبارك، تنهل منه التوبة وتكسب منه الرحمة وتتحلّى من خلاله بالأخلاق وتكمّل ذلك في باقي الشهور.
أو بصورة أدقّ : إنه مرحلة الإمتحان النهائي الذي يجري في نهاية السنة، فمن نجح فيه وثبت وكان له ما ورد من أجر وثواب ومغانم أخروية فيكون شهر رمضان عصارة ما فاتَ من الشهور وفيه يمتحن الفرد، فإما النجاح وإما الفشل.
ويكون مقدمة لدخولك في مرحلة أخرى في الشهور التي تليه وهكذا.
ولذلك يكون عيد الفطر بمثابة عطلة سماوية بين المرحلتين لنشكر فيها الله على نجاحنا في ذلك الامتحان.
ومن الله نستمد العون والتوفيق.
مقتدى الصدر

احسنتم النشر