إستقلال شخصيتكم سبيل تقدمكم

تؤلمني حقاً رؤية الشاب العربي المسلم مهزوز الشخصية ، لا يملك حسَّ الإعتزاز بهويّته الدينيّة والقوميّة ، يُقدّس كل ما جاء به الغرب وينّبذ ما جاءت به حضارة أمته وثقافتها!

لقد تحول العربي المسلم الى صورة طبق الأصل عن الغربي البعيد وكأنه إنسان لا جذور له ولا قيمة ولا كيان ولا شخصية مستقلة ! يحس بأنَّ لا وجود له إلا إذا قلدهم بكل شيء ، بلبسهم ، بأقوالهم ، بسلوكهم وبأفكارهم وآرائهم ! كأنه عدم والغرب هو كل الوجود !
لقد أصبح العربي المسلم يشمأز من طبائع وعادات قومه الخاصة ويُسيء الظن بآداب وثقافة وفلسفة وكتب علماء أمته ويحبذ العادات الأجنبية أيّاً كانت ، بل ويقدسها ويدافع عنها ويبرّر لها !

مثال بسيط / الشاب العربي المسلم اليوم يضّجر ويشمأز من شعيرة التطبير ويشن الهجوم عليها أينما حل ورحل ، بينما يعتبر الإنتحار حريّة شخّصية لا تؤثر على الآخرين مادام الغرب من يمارسها ، فأي تناقضٍ هذا ؟!

ثم يأتي ويتهم الإسلام بالتخلف ويجعله السبب الرئيس بما وصل إليه من تراجع وتدهور ، عذراً ولكن ماذنب الإسلام إذا كنتَ مسلوبَ الشخصية لا ترى لنفسك أيُّ أهميةٍ ولا لثقافتِكَ أيُّ قيمةٍ ولا تثقْ بأنك قادرٌ على التطور والتقدم !

ملحوظة / أنا أشجع الإطلاع على ثقافات الآخرين وأفكارهم ولكنّي أمقت وبشدّة إنصهار شخّصية الفرد في قالب الشخّصية الغربية وتَخلّيه عن قِيمهُ وثوابتهُ الصحيحة .

وفقكم الله لكل خير وبركة