العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > ألمنبر الإسلامي العام

ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-2011, 11:30 PM   #1

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 200
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 1

بقلمي الغضب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم والعن عدوهم
(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها).صدق الله العلي العظيم
أن للنفس ميول وشهوات و أبواب يدخل خلالها الشيطان اللعين الغوي الرجيم فيبدأ وسوسته حتى يكون علاقة مع تلك النفس لأغواها وجعلها جندي من جنوده وكما قال مولانا زين العابدين علي بن الحسين صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين (للهي أشكو إليك نفس بالسوء أمارة )
باب من أبواب النفس باب الغضب كما علمنا أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) هو باب حذر يجب على المؤمن أن يكون ذا دراية ومعرفة كيفية السيطرة عليه فتارتا يكون هذا الباب سلبيا و تارتا أخرى ايجابيا.
و يعرف (بأنه كيفية نفسانية موجبة لحركة الروح من الداخل إلى الخارج للغلبة و مبررة للانتقام فهو من جانب الإفراط و إذا اشتد يوحي حركة عنيفة يمكن لأجلها الدماغ و الأعصاب من الدخان المظلم فيستر نور العقل ويضعف عقله و لذا لا يؤثر في صاحبه الوعظ و النصيحة بل تزيده الموعظة غلظة و شدة.
وقد قال بعض العلماء الأخلاقيين (الغضب شعلة نارا اقتبست من نار الله الموقدة إلا أنها لا تطلع على الأفئدة
و أنها المستكينة في طي الفؤاد استكان الجمر تحت الرماد و تستخرها حمية الدين من قلوب المؤمنين أو حمية الجاهلية والكبر الدفين في قلوب الجبارين التي لها عرق إلى الشيطان الرجيم اللعين حيث قال حين قال
(خلقتني من نار وخلقته من طين)
فمن شان الطين السكون والوقار ومن شان النار التلظي والأسعار فالناس في هذه القوة على ثلاث
(1_إفراط 2_تفريط 3_اعتدال)
1_فالإفراط:.أن تغلب هذه القوة حتى يخرج عن طاعة العقل والشرع وسياستهما ولا تبقى له فكرة ولا بصيرة.
مثال/الجبارة والحكام الجائرين الظالمين.
2_والتفريط:.أن يفقد هذه القوة بحيث لا يغضب عما ينبغي الغضب عليه شرعا وعقلا وهذه الصفة عن المنحرفين والجبناء.
والاعتدال:.أن يصدر غضبه فيما ينبغي ولا يصدر فيما لا ينبغي ولا ريب بان الاعتدال ليس مذموما ولا معدودا من الغضب وربما كان أخبث من الغضب.
إذ الفاقد لهذه القوة لا حمية له وهو ناقص جدا ومن أشاء عدم الغيرة على الحرم وصغر النفس والجور وتحمل الذل والمراهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولذا قيل
(من استغضب ولم يغضب فهو حمار)
وقد قال تعالى بحق المؤمنين(أشداء على الكافرين)
وخاطب نبيه(وأغلظ عليهم)
وقد قيل ايظا إن الإمام الحجة (عج) يخرج غاضبا لله من أعداء الله وكذلك أنصاره وقواعده لما يروا من أعداء الله من الاستهتار والتعدي على حدود الله فيخرجون مع إمامهم الحجة غاضبين لا يريدون سوى رضا الله جل وعلا.
نذكر رواية لأمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة الخندق فعندما انقض أمير المؤمنين (عليه السلام) على صدر اللعين عمر بن ود بصق هذا اللعين في وجه أمير المؤمنين فتركه أمير المؤمنين والتف حوله ثلاث مرات حتى ذهب غضبه ثم قطع رأسه فعندما يسال عن هذا الأمر قال ما أردت أن اذبحه لنفسي فتركته حتى ذهب غضبي فقتلته قربة إلى الله
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (سلام الله عليه)
(الحدة ضرب من الجنون لان صاحبها يندم فان لم يندم فجنونه مستحكم) وربما يؤدي إلى اختناق الحرارة ويورث الموت فجأة. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
( الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل)
وروي عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)
كيف يكظم غيضه,انه كان يهوديا من زمن الإمام موسى بن جعفر الكاظم يسال عن الإمام لما سمي بالكاظم قالوا لأنه لا يغضب فقال أنا سأجعله يغضب وذهب فوجد الإمام في طريقه المعتاد فجاء الإمام فسلم عليه وكان عند اليهودي رمح فجعل رمحه على قدم الإمام فقال له الإمام (عليه السلام)
ابعد ثوبك عن قدمي لئلا يجري عليها الدم من قدمي.
فقال اليهودي ما هذا (اؤوذيك وأنت تخاف على ملابسي وثوبي من دمك الذي يسيل من رمحي اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله وان الله يعلم حيث يجعل رسالته
رواية أخرى / كان عند الإمام جارية ففي ذات يوم كانت تلك الجارية تصب الماء على رأس الإمام فسقطت تلك الجرة على رأس الإمام فشقت رأس الإمام فنظر إليها وكانت خائفة فقالت والكاظمين الغيظ فقال قد كظمت غيظي فقالت والعافين عن الناس قال قد عفوت عنك فقالت والله يحب المحسنين قال اذهبي فأنت حرة لوجه الله
(إمكان إزالة الغضب وطرق علاجه)
وقد اختلف العلماء الأخلاق في إمكان إزالة الغضب بالكلية وعدمه فقيل قمع أصل الغضب من القلب غير ممكن لأنه مقتضى الطبع.
إنما من الممكن كسر صورته وتضعيفه حتى لا يشتد هيجانه كما إن الغضب الذي يجب إزالته هو الغضب المذموم وإما ما تحدثنا عنه آنفا فهو ليس غضبا بل هو من آثار الشجاعة والاتصاف به من اللوازم.
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)انه قال(كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يغضب للدنيا وإذا أغضبه الحق لم يصرفه أحدا ولم يقم لغضبه شي حتى ينتصر له)
ولا ريب إن الغضب الذي يحصل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن غضبا مذموما بل كان غضبا ممدوحا يقتضيه منصب النبوة وتوجيه الشجاعة النبوية ثم إن الغضب المذموم ممكن الزوال.
وقال الباقر (عليه السلام) (إن الغضب جمرة الشيطان توقد في قلب ابن آدم وان أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه و دفل الشيطان فيه فإذا خاف أحدكم ذلك في نفسه فليلزم الأرض فان الشيطان ليذهب عنه عند ذلك)
وعن أبي جعفر الصادق (عليه السلام)
(وكان أبي (عليه السلام) يقول:أي شي اشد من الغضب.إن الرجل يغضب فيقتل النفس التي حرم الله ويقذف المحصنة وقال (عليه السلام) إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار وقال الصادق (عليه السلام) (الغضب مفتاح كل شر) وقال (عليه السلام)( الغضب ممحقة لقلب الحكيم)
وقال (عليه السلام)(من لم يملك غضبه لم يملك عقله)

إن مما يلزم الغضب من الآثار المهلكة الذميمة والأعراض المضرة القبيحة انطلاق اللسان بالشتم والسب وإظهار السوء والشماتة بالإساءة وإفشاء الأسرار وهتك الأستار والسخرية والاستهزاء وغير ذلك من الكلام الذي يستحي منه العقلاء وتوثب الأعضاء بالضرب والجرح والتمزيق والقتل وتألم القلب بالحقد والحسد والعداوة والبغض ومما تلزمه الندامة بعد زواله وعداوة الأصدقاء واستهزاء الأراذل وشماتة الأعداء وتغير المزاج وتألم الروح وسقم البدن ومكافأة العاجل وعقوبة الآجل. وقد قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)
(الشجاع من يملك نفسه عند غضبه)
وقال أمير المؤمنين ( صلوات ربي عليه)
القوي ليس بالصرعة إنما القوي من يملك نفسه عند الغضب)
ثم إن علاجه يتوقف على أمور:.
اوالا:. إزالة أسباب المهيجة له إذ علاج كل عله بحسم مادتها وهي العجب الفخر الكبر الغدر اللجاج المراء المزاج الاستهزاء والتعيير والمخاصمة وشدة الحرص على فضول الجاه والأموال الفانية وهي باجمعها أخلاق رديئة مهلكة ولا خلاص من الغضب مع بقائها فلا بد من إزالتها حتى تسهل إزالته.
ثانيا:.أن يتذكر قبح الغضب وسوء عاقبته
ثالثا:.أن يتذكر ما ورد من المدح والثواب على دفع الغضب ويتأمل فيما ورد من فوائد عدم الغضب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (من كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة) وقول الباقر (عليه السلام)
(مكتوب في التوراة فيما ناجى الله به موسى امسك غضبك عمن ملكتك عليه اكف عنك غضبي)

وقول الصادق (عليه السلام) (أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه بابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي
ولا أمحقك فيمن امحق وإذ أظلمت بمظلمة فأرض بانتصاري لك فان انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك) وقوله (عليه السلام)
سمعت أبي يقول أتى رسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
رجل بدوي فقال أني اسكن البادية فعلمني جوامع الكلم فقال
آمرك ألا تغضب فأعاد الإعرابي المسالة ثلاث مرات حتى رجع الرجل إلى نفسه فقال لا أسالك عن شي بعد هذا ما أمرني رسول الله (صلى الله ليه وآله وسلم) إلا الخير.
وقوله (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أتاه رجل فقال يا رسول الله علمني عظة اتعظ بها فقال له انطلق ولا تغضب ثم عاد عليه فقال له انطلق ولا تغضب ثلاث مرات.
وقوله تعالى(من كف غضبه ستر الله عورته)
رابعا:.أن يتذكر فوائد ضد الغضب أو الحلم وكظم الغيظ.
خامسا:أن يقدم الفكر والرؤية على كل فعل أو قول يصدر عنه
سادسا:.أن يحترز عن مصاحبه أرباب الغضب ويسمون تلك الحالة برجولية ويقولون نحن لا نصبر على كذا و كذا.
سابعا:.أن يعلم إن ما يقع إنما هو بقضاء الله وقدره وان الوجود كله لله والأمر كله له.
ثامنا:.أن يتذكر إن الغضب مرض قلب ونقصان عقل صادر عن ضعف النفس ونقصانها لا عن شجاعتها وقوتها.
تاسعا:.أن يتذكر إن قدرة الله عليه أقوى واشد من قدرته على هذا الضيف الذي يغضب عليه وقد روي (انه ما كان في بني إسرائيل ملك إلا ومعه حكيم إذا غضب أعطاه صحيفة فيها(ارحم المساكين واخش الموت واذكر الآخرة))
عاشرا:.أن يتذكر إن الذي يغضب عليه لربما يكون أقوى منه فيؤذيه في نفسه وأهله وولده.
الحادي عشر:.أن يتذكر أو يتفكر في السبب الذي يدعو إلى الغضب هل هو دنيوي أو أخروي.فإذا كان السبب دنيويا فيجب أن يعلم إن الله يحاسبه عليه وان كان أخرويا فهل يستحق أن يغضب عليه أو أن يعالجه.
الثاني عشر:.أن يتفكر في قبح صورته عند غضبه وحركاته بان ينظر إلى صورة غيره في حالة غضبه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 31-07-2011 الساعة 05:27 PM
الياسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2011, 04:52 AM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,393

افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الموضوع المهم وفق الله تعالى الجميع للابتعاد عن هذه الآفة

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2011, 10:53 AM   #3

 
الصورة الرمزية ابو محمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 26
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلاد الأنبياء والمرسلين
االمشاركات : 9,045

افتراضي

قال تعالى{من عفا و أصلح فأجره على الله } /الشورى آية 40
وفقك الله سيدنا الياسري على هذا الموضوع المهم الذي يعد من أهم الدروس التي يجب الأخذ بها
فالغضب من أخطر ما يواجه الفرد المؤمن الساعي الى التكامل
فعندما يغضب الفرد ينسى ربه وتكثر همومه وينشغل بما لا ينفعه ويخسر أحبائه ويصدر عنه ما لا يليق بالمؤمن
هذا وغيره من الأمور الكثيرة أعاذنا الله وأياكم وأعاننا على أنفسنا
ننتظر المزيد منك مولانا الياسري

 

 

 

 

 

 

 

 

ابو محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2011, 02:25 PM   #4

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

افتراضي

موضوع في غاية الاهمية
فلقد احسنت الاختيار واجدت الطرح
بارك الله فيك سيدنا الياسري ووفقك لطرح المزيد ببركة الصلاة على محمد وال محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2011, 02:01 PM   #5

 
الصورة الرمزية طالب رضا المعصوم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق . ارض المقدسات
االمشاركات : 6,391

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
طالب رضا المعصوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الغضب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 12:37 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025