لو كان إصبعي بعثياً لقطعته

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
في صبيحة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على المؤمنين بالخير والصلاح ، وهو يوم حث فيه الإسلام أبناءه على طاعة الله وإجتناب معصيته فقد ورد ( كل يوم لايُعصى فيه الله فهو عيد ) .
وإن من لوازم الطاعة صلة الأرحام والتزاور وإظهار الود ، وهو أمر إعتاد عليه المسلمون عموماً والعراقيون خصوصاً في أيام الأعياد ، فكان هذا التزاور مدعاة لإنعقاد المجالس والحديث في أمور هي من صلب الواقع المعاش الذي لايمكن بحال الانسلاخ عنه والتغافل عن افرازاته التي هي جزء من معاناة الفرد العراقي .
وفي إطار هذا التزاور زارنا جمع من المعارف والأقارب وكان الحديث ينتقل ويتشعب الى أن وصل الى ما أردت طرحه في هذه العجاله توضيحاً لأمر قد خفي عن الكثير ممن أسدلت الدنيا ستارها على بصيرتهم فأصبحوا لا يُميزون بين حق وباطل .
بدأ الحديث أحد الأخوة الذي يمتهن مهنة المحاماة مؤيداً لقرار أُصدر بحجز العقارات العائدة لأعضاء حزب البعث المقبور وعدم تمكنهم من بيعها أو التصرف بها وخصوصاً الأعضاء الكبار منهم فتعالت أصوات البعض بالرفض والأمتعاض من هكذا قرار وإنه ظلم وإجحاف بحق أي مواطن حتى وإن كان بعثياً لعيناً . وخصوصاً من لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين على حد تعبيرهم ، ولم تصدر ضدهم أي شكوى من أي مواطن ...
فأثارهذا المستوى المتدني لفهم الأمور، نار الحرمان من الأبوة الحقيقية والرحمة الإلهية المتمثلة بشهيد العارفين وسلطان المراجع المولى المقدس السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدست نفسه الزكية والذي كان لحزب البعث المقبور دورا رئيسياً في هذا الحرمان كونه المتورط المادي المباشر في سفك الدم الطاهر للسيد الشهيد ونجليه وكذلك السيد الشهيد الأول قدس سره الشريف وأخته العلوية الطاهرة مما أتاح لي فرصة الرد وإيضاح ماأيقنته في قرارة نفسي من خلال النقاط التالية
النقطة الأولى : ورد عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف (لو كان إصبعي بعثياً لقطعته ) وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إن البعثي مرض خبيث في جسد الأسلام يجب إستئصاله للحفاظ على الجسد من إستشراء هذا المرض المميت من دون فرق بين من تلطخت ايديهم بالدماء ومن لم تتلطخ وهذا واضح من التعميم في كلام السيد الشهيد الأول قدس سره .
النقطة الثانية : أنا لا أعتقد إن هناك من لايعلم من العراقيين فضلاً عن البعثيين إن إستشهاد السيد الشهيد الأول محمد باقر الصدرقدس سره الشريف وأُخته العلوية الطاهره كان على يد البعث الكافر إلا الذين إستغشوا ثيابهم وجعلوا أصابعهم في آذانهم وأصروا واستكبروا استكبارا وكذلك حادثة استشهاد السيد الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف ونجليه الطاهرَين التي هي أجلى وضوحاً من سابقتها. فإن كانت الحادثة الأولى قد خفيت على بعثي جاهل فلا يعقل أن تكون الحادثة الثانية قد خفيت على أحد أو لايعلم بها قبل وقوعها مسؤول متنفذ في حزب البعث المقبور . فقاطعني أحدهم قائلاً إن البعثيين لايعلمون أن السلطة آنذاك قد خططت لإغتيال السيد الصدر وولديه وإنما كان ذلك من فعل المخابرات العراقية .
فكان الجواب : ألم تكن المخابرات العراقية تابعة لرأس الهرم في حزب البعث ( رئيس مجلس قيادة الثورة ) وبقي البعثين على ولائهم له هذا أولاً
والأمر الثاني ألم تكن جحافل الحزب المقبور في إنذار مئة بالمئة قبيل الإغتيال فهل يعقل إنهم لم يكونوا على علم بسبب الإنذار وخصوصاً انهم كانوا على أهبة الإستعداد للمواجهه ، مدججين بالسلاحمدعومين من الجيش الصدامي ودباباته التي ملأت محيط النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والحلة فإذا كان هذا حال البعثين ألم يكن لهم دور فعال ومشاركة مؤثرة في الحادثة الأليمة ؟ ولو تنزلنا وقلنا أن البعثيين الصغار لم يكونوا على علم بما يجري وأنهم كانوا دمى يحركهم مسؤوليهم كيفما يشاؤون من دون أن يفهموهم إستناداً لمبدأ ( نفذ ثم ناقش ) . ولكنهم علموا كل العلم وبالقطع واليقين أن حزبهم المنتمين له هو من نفذ هذه المؤامرة وإغتال من يمثل خط الحسين عليه السلام فما كان ردهم وما كان موقفهم بعد أن علموا ؟ هل أعلنوا توبهم أمام الله وبراءتهم من حزب البعث الكافر لأنهم أكثروا السواد على من يمثل الحسين عليه السلام ؟ أم أنهم بقوا متمسكين بحزبهم ومناصبهم طالبين لدرجة رفاقية أعلى فكانوا مصداقاً لقول المعصوم عليه السلام في زيارة الأربعين ( ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ) .
والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
موفق اخي جزاك الله خير

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
موفق اخي جزاك الله خير

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
قال امير المؤمنين عليه السلام: الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ، وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ.
فالكل يعرف كيف كان البعثيون محبين للهدام متفانين في الدفاع عنه
بوركت اخي الغالي على موضوعك القيم

بارك الله فيك اخي العزيز