الشاعر الخليعي الموصلي

بسم الله الرحمن الرحيم


الشاعر الخليعي الموصلي

هو ابو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز الخليعي الموصلي الحائري الحلي .) 1( وهو موصلي الاصل عاش في الحلة (2) .
كان شاعراً وأديبا معروف بالولاء لأهل البيت (عليهم السلام) وقصت تشيعه معروفة يوردها العلامة الاميني ، حيث ولد من أبوين ناصبيين و أن أمه نذرت أنها إن رزقت ولدا تبعثه لقطع طريق السابلة من زوار الإمام السبط الحسين عليه السلام وقتلهم فلما ولدت الشاعر وبلغ أشده ابتعثته إلى جهة نذرها فلما بلغ إلى نواحي (المسيب) بمقربة من كربلاء المشرفة طفق ينتظر قدوم الزائرين فاستولى عليه النوم واجتازت عليه القوافل فأصابه الغبار الثائر فرأى فيما يراه النائم إن القيامة قد قامت وقد أمر به إلى النار ولكنها لم تمسه لما عليه من ذلك الغبار الطاهر فانتبه مرتدعا عن نيته السيئة، واعتنق ولاء العترة، وهبط الحائر الشريف ردحا (3) .

وقد روي ان له بيتان من الشعر قد نظمها على أثر رؤياه قال :

إذا شئت النجاة فزر حسيناً... غدا تلقى الاله قرير عـين
فأن النار ليس تمس جسماً .. عليه غبار زوار الحسين (4) .

ولقب بالخليعي ،حيث ورد انه لما دخل الحرم الحسيني المقدس انشأ قصيدة في الحسين عليه السلام وتلاها عليه وفي اثنائها وقع عليه ستار من الباب الشريف فسمي بالخليعي أو الخلعي(5).

وقد عده العلامة الأميني من شعراء الغدير ، وله قصائد في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) يقول :

ليـــــت إنـــــي فداك لو كان بالعبد * يفـــــدى المـولى الحسيب النسيب
سهـــــم بغــــي الأولى أصابك من * قبـــــل ولله عـــــنــك سهم مصيب
أظـــــهروا فيـك حقد بدر ومن قبـ * ـل دعوا للهــدى فلم يستجيبوا
يا بـــــني أحـــــمد إلى مدحكم قلب * (الخـــــليعي) مستـــــهام طــروب
كيـف صبر امرء يرى الود في القر * بـــــى وجـــــوبا وإرثكم مغصوب
أنـــــتم حجـــــة الإله عـلى الخلق * وأنـــــتم للطـــــالب المطـــــلـــوب
بـــــولاكم وبــغـــــض أعدائكم تقبـ * ـل أعــمالنا وتمـــحى الـــــذنــوب
شـــــاهت وجـــــوه ذوي النـــصب * وشقـــــت من النـــــفور القــلوب (6) .

وقد ورد انه جرت مفاخرة بين الخليعي وبين ابن حماد الشاعر وحسب كل أن مديحه لأمير المؤمنين عليه السلام أحسن من مديح الآخر فنظم كل واحد قصيدة وألقياها في الضريح العلوي المقدس محكمين الإمام عليه السلام فخرجت قصيدة الخليعي مكتوبا عليها بماء الذهب: أحسنت. وعلى قصيدة ابن حماد مثله بماء الفضة. فتأثر ابن حماد وخاطب أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: أنا محبك القديم، وهذا حديث العهد بولائك، ثم رأى أمير المؤمنين عليه السلام في المنام وهو يقول له: إنك منا وإنه حديث عهد بأمرنا فمن اللازم رعايته (7) .

وقد توفي في عام 850 هجرية ، ومرقده موجود في الحلة (8) .


والحمد لله رب العالمين .


المصدر :-

1- مراقد المعارف ، ج1 ص 283 ، تأليف محمد حرز الدين .
2- طّف وشعراء الحسين عليه السلام ، ج5 ص 210 ، تأليف جواد شبّر .
3- موسوعة الغدير ، ج6 ص 12 ، تأليف العلامة الأميني .
4- مراقد المعارف ، ج 1ص 283 ، تأليف محمد حرز الدين .
5- موسوعة الغدير ، ج 6 ص13 ، تأليف العلامة الأميني .
6- نفس المصدر ، ج 6 ص 14 و15 .
7- نفس المصدر ، ج6 ص 13 .
8- مراقد المعارف ، ج 1 ص 281 و282 .