فلنستشعر الفقر الى الله اسوة بإمامنا الحسن عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
قيل‌ للإمام الحسن بن علي المجتبى عليه‌ السلام‌ كيف‌ أصبحت‌ يا ابن‌ رسول‌ الله‌ ( صلى الله عليه واله) ؟
قال‌ : أصبحت‌ ولى‌ رب‌ فوقى‌ ، والنار امامى‌ ، والموت‌ يطلبنى‌ ، والحساب‌ محدق‌ بى‌ ، وأنا مرتهن‌ بعملى‌ أجد ما احب‌ ، وأدفع‌ مااكره‌ والامور بيد غيرى‌ ، فإن‌ شاء عذبنى‌ وإن‌ شاء عفا عنى‌ ، فأى‌ فقير أفقر منى‌ ؟
(بحار الانوار ، ج‌ 78 ، ص‌ 113).
من كريم آل محمد صلوات الله عليهم جميعاً نأخذ عبرة.
فهو يضرب لنا مثلاً رائعاً في وصف حال العبد من خلال هذا الكلام الذي يوصف بانه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين بعد جده وابيه صلوات الله عليهما.
فالفرد المؤمن لابد وان يشعر بفقر حاله الى ربه فمن خلال وصفه حاله سلام الله عليه فهو يقول اصبحت ولي رب فوقي.. فعلينا ان نستشعر على الدوام باننا عبيد لرب الأرباب وهو فوقنا رقيب وحسيب فنحفظ السنتنا ونغض ابصارنا ونهذب اعمالنا ونبادر لإصلاح ذواتنا فـ (لنار أمامي ) كما يقول الحسن المجتبى عليه السلام اي اننا لابد ان نستشعر عذاب الله فهي تلوح في كل آن لنا بزفير لاتتحمله اجسادنا التي تتوجع من وخزة (ابرة)!!
كيف لا وقد سجرها جبار السموات والارض للمعاندين والكافرين؟
نعم نحن مرتهنون باعمالنا فان كانت خيرا فالجزاء اضافاً مضاعفة منه وان كانت شر فالعياذ برب السموات والارض من غضبه ، وبعد هذا وذاك فان اجمل مايجب ان يستشعره الفرد ان الامور ليس بيده بل هي بيد الله فإن‌ شاء عذبنى‌ وإن‌ شاء عفا عني وبعد هذا ايوجد افقر من هذا الفقر ؟؟؟
فعلى اي شئ يتكبر الفرد ومن اجل اي شئ يعصي الله وعلى ماذا يجمع الاموال والى متى يضل ناسيا لحقوق الله وحقوق الناس؟؟؟
فلنستشعر الفقر الى الله . فالله هو الغني ونحن الفقراء.
اللهم اني اسألك الغنى فيك والفقر اليك.