بعض اوجه التشابه بين اعداء الامام الحسين "عليه السلام" واعداء المصلحين المعاصرين

الملف الشخصي · 16-11-2014, 12:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

المقدمة

إن أعداء الانسانية او أعداء جهة الحق هم كثر منذ أن خلق الله البشرية في زمن الانبياء والمرسلين والائمة الطاهرين "عليهم السلام" الى يومنا هذا ولكن سوف نسلط الضوء على اعداء الامام الحسين "عليه السلام" واعداء المصلحين المعاصرين ونبين أوجه التشابه فيما بينهم , وهذا العدو يكون على نوعين :

النوع الاول : هو يمثل الدولة البيزنطية سابقاً وإمريكا وإسرائيل وبريطانيا حالياً كما أسماهم المولى المقدس السيد الشهيد محمد الصدر بالثالوث المشؤوم وعملائهم .

النوع الثاني : هو العدو المخفي المتلبس بلباس الدين وهذا النوع يكون أخطر على الأمة .

قال تعالى "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" الانفال/30

المكر:هو التدبير والتخطيط والحيلة .

في الوقت الذي كان الامام الحسين "عليه السلام" يريد هداية المجتمع آنذاك ويريد ان يعلمهم الهدف الذي خلقنا وخلقت البشرية من اجله ألا وهو التكامل والعبودية لله وجاء في كتاب الله العزيز

"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" الذاريات /56

لكن سرعان ما تكالبت عليه الاعداء , فمنهم من حاربه بالسيف ومنهم من عاداه بالفكر ومنهم من تخلى عنه في ساحة المعركة , واغلب هذه المعاداة التي واجهها الامام الحسين "عليه السلام" واهل بيته كانت تحدث مع المصلحين على مرّ العصور والازمان وايضا حدثت مثل هكذا أمور مع علمائنا وقاداتنا الناطقين .

فمن خلال هذا التوضيح سوف نعطي أوجه التشابه بين اعداء الامام الحسين "عليه السلام" واعداء المصلحين المعاصرين وفي هذا الصدد تكون النقاط كثيرة ولكن سنأخذ منها :

اولاً: الاساليب التي حاول العدو ان يزيف الحقائق من خلالها , وتكون النقطة الاولى على قسمين :

القسم الاول : هو الدعاية الكاذبة على سبيل المثال في زمن الامام الحسين "عليه السلام" قالوا بأنه خارجي لانه خرج على خليفة زمانه ولذلك بثوا الدعايات عليه بأنه خارجي, وفي زمن السيد الشهيد الصدر "قدس سره" قالوا بأنه صدامي او مرجع السلطة (وحاشاه) والدليل على ذلك سُئِلَ السيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله"

( ماهي اهم المحاولات من قبل الدولة الظالمة في توقيف صلاة الجمعة بالكوفة العلوية المقدسة التي كان السيد الشهيد الصدر "قدس سره" هو امامها .

بسمه تعالى : .... وبعد ان قمع كل الاصوات التي كانت تخرج من بعض زعماء المعارضة في طهران من ان الصدر صدامي وان الجمعة صدامية ... قاتلهم الله انّى يؤفكون .. ).

العشق الابدي في سيرة والدي / س 341

أما من جهة السيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله" قد جاء في كتاب السيد مقتدى الصدر والمخلصون في صفحة 48 لمؤلفه الاستاذ علي الزيدي " دام تأييده " في موضوع عمل الشيطان المتمثل بإمريكا واذنابها لعرقلة مسير السيد القائد ونأخذ النقطة الاولى من كلام الاستاذ والتي تقول :

( بث الدعايات والاكاذيب تجاه السيد مقتدى الصدر وقيادته للقواعد الشعبية التي تصبوا للقاء امامها المهدي "عليه السلام" .)

القسم الثاني :التعتيم الاعلامي , على سبيل المثال ان الناس في بلاد الشام كانوا يضنون ان الامام الحسين "عليه السلام" واهل بيته واصحابه هم كانوا يمثلون اعداء الله بسبب تعتيم الاعلام على الناس من قبل الدولة الظالمة اضافة كان الناس في فرح وسرور, ومثال آخر عندما صعد الامام السجاد "عليه السلام" المنبر وبدأ يخطب فكان كلامه يؤثر في قلوب الناس الى حدٍ ضج المجلس بالبكاء فعمد يزيد الى اسكات الامام بذريعة الاذان, وهذا هو عين التعتيم .

وأما في وقت السيد الشهيد عندما اقام صلاة الجمعة ايضاً كان هناك تعتيم ولكن هذا التعتيم على المستوى الدولي فكانوا يجهلون من هو محمد الصدر, ونفوذه كان فقط في العراق بسبب التعتيم الذي كان عليه سبب الدولة الظالمة وبسبب المتلبسين بلباس الدين , مع العلم لو كانت هناك فسحة في زمن السيد الشهيد لنشروا له من مؤلفاته وكتبه وخطبه وغيرها الكثير .

اما السيد القائد فكان التعتيم عليه ممن يدّعون الاتباع له من خلال قلّة النشر لمؤلفاته وخطبه في صلوات الجمعة وبياناته وإستفتائاته على سبيل المثال السيد القائد اصدر عدّة بيانات وإستفتائات لتكامل الفرد المؤمن مثل دستور الانتماء لجيش الامام المهدي "عليه السلام" وإٍستفتاء حول "من هو الصدري؟ " نرى من بعض الخطباء انهم لا يعيرون اهمية لكلام السيد ويثقفون القاعدة الشعبية على ضوء هذا الكلام لكي تكون القاعدة الشعبية على مستوى من الثقافة والعقيدة تجاه امامها المهدي "عليه السلام" , ولكن نراهم مع شديد الاسف يركزون على البيانات والاستفتاءات التي تصب في مصالحهم الشخصية , بأستثناء القلة القليلة من المؤمنين المخلصين .

ثانياً: توجد هناك مودة بين اعداء الامام الحسين "عليه السلام" والغرب الكافر المتمثل بالدولة البيزنطية والدليل على ذلك هو( سرجون) وكان منصبه مستشاراً ليزيد "لعنه الله" والآن هذه الصفة موجودة مع اعداء علمائنا وقياداتنا والدليل على ذلك ان كل تحرك من الحكومات لايكون الا بأمر من إمريكا إذا كان من المباشر او من خلف الستار , وأيضاً ان كثير من رؤساء الدول وحكامها دائما ما نراهم يتوددون ويطلبون إرضاء أمريكا عليهم .

ثالثاً: الترغيب والترهيب, الترغيب هو اعطاء المال والمناصب والمغريات الدنيوية وهذا الترغيب يكون محاولة من الاعداء لأبعاد المؤمنين عن جهة الحق , على سبيل المثال ما حدث مع ابو الفضل العباس "عليه السلام" عندما عرضوا عليه الامان عن طريق الشمر وإسناداً لهذا الامان جاء في كتاب (العباس) للسيد عبد الرزاق المقرم

(لو سالم الامويين يُعدم ولاية او قيادة لجيوشهم او عيشة راضية يقضي بها ايامه ) ص/164

والترهيب هو التعذيب والقتل والتشريد وغيره من الامور التي من خلالها يريد الاعداء دخول الرهبة في قلوب أصحاب الامام الحسين "عليه السلام" , واول شرارة اطلقوها لطريق الترهيب هو قتل هانئ بن عروة ويريدون بهذا القتل ان تصل اخباره الى اتباع المعصوم من خلال هذا القتل حتى تدخل الرهبة في القلوب.

اما الترغيب في هذا الزمن هو انهم عرضوا المناصب والمال وغيرها من المغريات الدنيوية على السيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله" في بداية الامر بعد السقوط , وأيضاً جاء في كتاب السيد مقتدى الصدر والمخلصون في ص49-50 , النقطة الخامسة من موضوع عمل الشيطان المتمثل بإمريكا واذنابها لعرقلة مسير السيد القائد والتي تقول :

(محاولة التقرب والتزلف للسيد مقتدى الصدر وذلك بعرض تنازلات من قبلهم , وإعطاء مغريات كبيرة تكون نوعية ومن شانها ان تلوي اعناق كبار الرجال بعناوينهم الضخمة , وتجعلهم يتنازلون عن مبادئهم ومعتقداتهم او على اقل تقدير على جزء منها .)

والترهيب في هذا الزمن هو القتل والتهجير والنفي والسجن للاتباع لكي لا ينطون تحت قيادتهم الالهية , على سبيل المثال ما حصل من تهجير و سجن وقتل في كل من المحافظات , بغداد , النجف, الديوانية , الناصرية , البصرة وباقي محافظات العراق لانهم يتبعون السيد القائد مقتدى الصدر, وجاء في تفسير الامثل

(فأن الطغاة يلجأون الى هذه الاساليب الثلاثة " السجن والنفي والقتل " دائما للقضاء على المصلحين واٍسكاتهم , والحيلولة دون بسط نفوذهم بين المستضعفين )

نتائج البحث

1. علينا ان نتّبع قياداتنا الالهية والمخلصين الذين هم تحت لوائهم حتى ننجوا من الافكارالضالة والفتن التي تأتي من الاعداء.

2. علينا ان نبعد العدو والشيطان في آنٍ واحد من خلال التمسك بالاخوة .

3. على كل فرد ساعي لنصرة الحق وإتباعه ان يكون صاحب وعي عالي حتى لا تنطلي عليه أساليب الاعداء.

والحمد لله رب العالمين

المصادر

1. تفسير الامثل - ناصر مكارم الشيرازي
2. العشق الابدي في سيرة والدي - للسيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله"
3. السيد مقتدى الصدر والمخلصون -للاستاذ علي الزيدي
4. كتاب العباس - للسيد عبد الرزاق المقرم .