مقتل الامام الحسن العسكري(ع)(القسم الاول)

أولا ـ نَسَمَة عطر من سيرة الامام الحسن العسكري (عليه السلام)


1.نسبه الشريف:
هو الإمام أبو محمّد، الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).


2.ولادته (عليه اسلام):

ولد الامام الحسن العسكري(عليه السلام)، في المدينة المنورة يوم 8 ربيع الثاني 232 هـ , وقيل 10 ربيع الثاني وهو الأغلب لدى جمهور العلماء

قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)(في كتاب تاريخ الغيبة الصغرى) عن مصادره التاريخية:
ولد عليه السلام بالمدينة عام 232 هجـ وانتقل مع ابيه الى سامراء بأمر المتوكل عام 234 هجـ وعمره حوالي العامين ومن ثم قضى القسط الاكبر من حياته في العاصمة العباسية وواكب في العقدين الاولين من حياته، وهي فترة معاصرته لأبيه، جميع الظروف والملابسات والمواقف التي كان يواجهها ابوه عليه السلام او يقوم بها .
وكان يتلقى ذلك بصمت وضبط واتقان استعداد لتولي الأمانة بعد والده. واذ توفى والده الامام الهادي (عليه السلام) عام 254هجـ في ايام المعتز العباسي، قبل خلعه بعام واحد سنة 255 هجـ يكون عمره عليه لسلام آنئذ حين تسلمه مركز الإمامة الفعلية لمواليه والمؤمنين بقيادته ..اثنين وعشرين عاما، وقد واكب في عصر امامته عليه السلام، عاما واحدا من ايام المعتز ثم المهتدي حتى ثار عليه الاتراك وقتلوه عام 256 هجـ ثم واكب من ايام المعتمد حوالي اربعة اعوام حيث توفي(الامام العسكري) عليه السلام عام 260 هجـ (انتهى) .

*.أُمّه السيّدة سَوْسَن المغربية(عليه السلام)، وقيل: حديث.
*.اشهر القابه(عليه السلام):
العسكري، السراج، الخالص، الصامت، التقي، الزكي...


3ـ النص على امامته (عليه السلام):

عن علي بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد الموصلي عن الصقر بن دلف قال: سمعت علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام يقول:
الامام بعدي الحسن، وبعد الحسن ابنه القائم، الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (كمال الدين ج 2 ص 55).
وعن ابن الوليد، عن سعد، عن محمد بن أحمد العلوي، عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن صاحب العسكر عليه السلام يقول:
الخلف من بعدي ابني الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف، فقلت: ولم جعلني الله فداك؟ فقال: لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه، قلت: فكيف نذكره؟ قال: قولوا: الحجة من آل محمد صلى الله عليه وآله (كمال الدين ج 2 ص 362 )..

وعن ابن قولويه عن الكليني (الكافي ج 1 ص 332) عن علي بن محمد، عن رجل ذكره، عن محمد بن أحمد العلوي ، مثله (الارشاد ص317 : الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن الحسين، عن علي بن عبد الله بن مروان الانباري قال: كنت حاضرا عند مضي أبي جعفر ابن أبي الحسن فجاء أبو الحسن عليه السلام فوضع له كرسي فجلس عليه ، وأبو محمد قائم في ناحية ، فلما فرغ من أبي جعفر، التفت أبو الحسن عليه السلام إلى أبي محمد عليه السلام فقال:
يا بنى أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا (بصائر الدرجات ص 473).

3ـ في وصف الامام الحسن العسكري(عليه السلام):

قال وزير البلاط العباسي في عصر المعتمد أحمد بن عبيد الله بن خاقان ، واصفا(الامام العسكري(عليه السلام)) كما جاء في رواية الكليني :
ما رأيت ولا عرفت ، بسر من رأى ، من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ، ولا سمعت بمثله ، في هديه وسكوته وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان ، وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والحظ ، وكذلك القواد والوزراء والكتّاب وعوام الناس ، وما سألت عنه أحداً من بني هاشم والقواد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلاّ وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام ، والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على أهل بيته ومشائخه وغيرهم ولم أر له ولياً ولا عدواً إلاّ ويحسن القول فيه والثناء عليه...(انتهى)


4.مواقف الامام العسكري(عليه السلام):

قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) :
..اذا نظرنا الى مواقفه واعماله عليه السلام، نجدها امتدادا طبيعيا لمواقف واعمال والده عليه السلام، كما هو غير خفي لدى مقارنة بعضها من بعض، ومعرفة انها تستقي من معين واحد وتتجه اتجاها متشابها .
ونستطيع ان نقسم مواقفه عليه السلام الى اربعة:ـ
الموقف الأول ـ موقفه تجاه من لا يؤمن بإمامته، حكاما ومحكومين، كإقامة الحجه عليهم او تعليقه على بعض اعمالهم
الموقف الثاني ـ جهاده العلمي في رد الشبهات وايضاح الحق
الموقف الثالث ـ موقفه من أصحابه، محذرا لهم من الوقوع في الشرك العباسي، او معينا لهم على نوائب الدهر
الموقف الرابع ـ تمهيده لغيبة ولده قائم آل محمد (صلوات الله عليهم اجمعين)(انتهى)
وللسيد الشهيد (قدس) شرح رائع لهذه المواقف الاربعة في موسوعته المباركة(موسوعة الامام المهدي ( ج1 تاريخ الغيبة الصغرى وذلك من ص169 الى....))

5.عبادته(عليه السلام):
روي أنّ الإمام العسكري(عليه السلام) عندما أُودع في السجن وكّل به رجلان من الأشرار بقصد إيذائه، فتأثّرا به وأصبحا من الفضلاء، فقيل لهما: «ويحكما ما شأنكما في هذا الرجل؟ قالا: ما نقول في رجلٍ يصوم نهاره ويقوم ليله كلّه، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة، وإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا ودخلنا ما لا نملكه من أنفسنا؟»(شرح إحقاق الحق 29/68).


6 ـ زواج الامام الحسن العسكري(عليه السلام):

تزوج امامنا العسكري من السيدة(مليكة(نرجس)(عليها السلام) بنت يشوعاء بن قيصر ملك الروم ) في زمن مولانا الامام علي الهادي(عليه السلام)وقبل استشهاده(عليه السلام)بعام لتنجب ولدها المبارك سيدنا الامام المهدي(عليه السلام)، في منزل امامنا العسكري(عليه السلام) في سامراء، سنة 255هجـ عند الفجر من يوم (الجمعة)النصف من شهر شعبان ...فـ (تنتبه حكيمه فتجد الامام المهدي (عليه السلام) ساجدا على الارض يقول شيئا من الكلام , يعطي به المفهوم الواعي الكبير الذي خلقه الله من اجله والغرض الذي اوكله اليه والوعد العظيم الذي اناطه به (فإحدى الروايات ذكرت انه قال:
(اشهد ان لا اله الا الله وان جدي محمد رسول الله وان ابي امير المؤمنين)،ثم عد اماما الى ان بلغ الى نفسه، ثم قال:
(اللهم انجز لي ما وعدتني واتمم لي امري وثبت وطأتي، واملا الارض بي عدلا) وينزل الامام الى الارض بدون دماء نظيفا مفروغا منه.
فيستدعي به ابوه عليه السلام، فتحمله حكيمه اليه فيأخذه ويضع لسانه في فيه ويمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله..
ويأمر الامام العسكري عليه السلام، ابا عمر وعثمان بن سعيد، وهو من اخص اصحابه لديه.. بان يعق عن المولود الجديد عددا من الشياه وان يشتري عشرة الالاف رطل من الخبز وعشرة الالاف رطل لحما ويوزعه على الفقراء.. (ونجد انه عليه السلام عرض ولده على اصحابه في اليوم الثالث من ولادته)
ويتباشر الاصحاب الخاصون بميلاد الامام المهدي(عليه السلام)فيهنئوه بولادة ابنه القائم (عليه السلام) ويجتمع اثنان من الاصحاب فيبادر احدهما الاخر قائلا : البشارة، ولد البارحة في الدار مولود لابي محمد عليه السلام، وامر بكتمانه ..
يسأله عن اسم المولود الجديد، فيقول له سمي محمد وكني بجعفر.. قال سيدنا محمد محمد صادق الصدر(قدس):
(ويبقى على الامام العسكري عليه السلام وضيفه مزدوجه تجاه ولده الجديد، تحتاج كل منهما الى تخطيط خاص ويحتاج الجمع بينهما الى غايه في الحذر واللباقه الاجتماعيه

الوظيفة الاولى: اثبات وجود الامام(عليه السلام)..
الوظيفة الثانية: حماية الامام عليه السلام..

وقد وضح السيد الشهيد (قدس) ملامح مهمه عن اداء هاتين الوظيفتين من (ص270ـ الى ص 288م ج1 في كتابه موسوعة الامام المهدي(ع))

7ـ النص على امامة رئيسنا الحجه بن الحسن المهدي(عليهما السلام):

ا ـ روى الثقة أحمد بن إسحاق بن سعيد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمِّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، وأنا أريد ان أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً :
" يا احمد بن إسحاق إنَّ الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم، ولا يخليها إلى ان تقوم الساعة من حجة الله على خلقه، به يرفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض ".
فقلت له: يأبن رسول الله! فمن الإمام والخليفة بعدك؟
فنهض مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنَّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال: " يا أحمد لولا كرامتك على الله - عزّ وجلّ - وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا إنِّه سمّي باسم رسول الله وكنيته الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً : يا أحمد مثله في هذه الأمة مثل الخضر ، ومثل ذي القرنين ، والله ليغيبنّ غيبةً لا ينجو من الهلكة فيها إلاّ من ثبّته الله على القول بإمامته ، ورفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه "

ب ـ (وقبل استشهاد الامام بأيام وكان المجلس غاصا بأربعين من الصحابة والمخلصين منهم محمد بن عثمان العمري ومعاوية بن حكيم ومحمد بن ايوب بن نوح ..يعرض عليهم ابنه عليه السلام ويقول :
[هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم . اطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في اديانكم .
ويضيف منبها لهم الى ان هذه هي فرصتهم الوحيدة في المهدي (عليه السلام)، قائلا:اما انكم لا ترونه بعد يومكم هذا..].

من مصادر ومراجع المبحث:ـ
1ـ القرآن الكريم
2ـ بحار الانوار للشيخ محمد باقر المجلسي
3ـ الارشاد للشيخ المفيد ، والكافي للشيخ الكليني
4ـ موسوعة الامام المهدي (عليه السلام) لسيدنا آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر(قدس)ج1(تاريخ الغيبة الصغرى)
5ـ كمال الدين لابن بابويه القمي.
6ـ اعلام الورى الفضل بن الحسن الطبرسي
7ــ بصائر الدرجات للشيخ محمد بن الحسن بن فروخ " الصفار" المتوفي290هجـ

ترجمة رائعة لمولانا الامام العسكري عليه السلام
موفق لكل خير

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اعزي سيدي ومولاي وامامي الحجة بن الحسن(عج) بهذا
المصاب الجلل والفاجعة الأليمة بيوم استشهاد سيدي ومولاي الامام الحسن العسكري (ع)
واعزي السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) وجميع المؤمنين والمؤمنات وعظم الله لكم الاجر وجعلني واياكم من الثابتين على نهجهم .
جزاك الله اخي العزيز على ما جدت به واظهرته من مكنونات كنز ال محمد وتمام الحجه وما المعت في عرض الصفات وروائع الحكم من وصايا الامام(ع) وأقواله فما احوجنا لذكرها والعمل بها.
وما عرضته في ( الجزء الاول) من عظيم الدور والجهد العظيم لمولانا الامام الحسن العسكري(ع) اتجاه سيدي ومولاي الامام المهدي(عج).

جزيتم خيراووفقكم الله للمزيد على هذا الموضوع المبارك

اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد الإمام الحسن العسكري (ع)